أقيمت ندوة علمية في إطار سلسلة جلسات كرسي الألكسو للتربية على التنمية المستدامة بكلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث تمت استضافة خبير الاستدامة والتغير المناخي، المهندس عماد سعد، للحديث عن تأثير نمط العيش على التغير المناخي ودور المسؤولية المجتمعية في حماية البيئة.
عُقد هذا اللقاء بالتعاون مع برنامج ماستر العلوم الاجتماعية والتنمية يوم السبت الموافق 2 نوفمبر 2024، بحضور عدد كبير من المشاركين سواء حضوريًا أو عبر الإنترنت.
افتتاح اللقاء وأهمية الندوة
بدأ اللقاء بآيات من القرآن الكريم، تلاها الطالب جبير مجاهد.
ثم رحبت الأستاذة سميرة أوحفصي بالحضور، وأكدت على أهمية هذه الندوة في نشر الوعي حول التحديات البيئية المعاصرة.
بدوره، ألقى الدكتور عبد العزيز فعرس، مدير كرسي الألكسو، كلمة رحب فيها بالمشاركين، مشددًا على أهمية الجلسة التي تأتي بالتزامن مع المفاوضات الدولية حول التغير المناخي.
الكلمات الافتتاحية وتأكيد على المسؤولية البيئية
أشار الدكتور محمد قفصي، منسق ماستر العلوم الاجتماعية والتنمية، إلى أهمية تعاون مختلف الجهات لإنجاح هذه الفعاليات، مثنيًا على جهود الطاقم الأكاديمي والإداري لكلية علوم التربية.
وتحدث الدكتور السالك بوشعيب عن تأثير التغير المناخي على العالم، موضحًا دور المغرب في مواكبة القضايا المناخية العالمية، خاصة بعد الأحداث المناخية الأخيرة التي شهدتها دول مجاورة.
مداخلة المهندس عماد سعد حول تحديات المناخ
استهل المهندس عماد سعد مداخلته بالتأكيد على أهمية استخدام اللغة الأم في التعليم لتعزيز الفهم العميق للعلوم البيئية، وتحدث عن أثر أنماط العيش الفردية على المناخ.
وأكد أن مسؤولية الحفاظ على البيئة تقع على الجميع، سواء أفراد، حكومات أو شركات، مشيرًا إلى أن التربية البيئية تبدأ من الأسرة وتؤثر في الأجيال القادمة.
أسئلة وإجابات حول مستقبل المناخ
طرح المهندس سعد مجموعة من الأسئلة التي تدور حول التغير المناخي وأسبابه، مشيرًا إلى أن المناخ بات غير مستقر وأن الفصول تداخلت نتيجة الممارسات البشرية.
وأوضح أن الاحتباس الحراري يتزايد بسبب تراكم الغازات الدفيئة، وبيّن دور الدول الكبرى في هذه الأزمة من خلال عرض إحصائيات تظهر مساهمتها الكبيرة في الانبعاثات، فيما تظل مساهمة المنطقة العربية أقل من 6%.
حقائق حول الاحتباس الحراري وتأثيراته على التنوع البيولوجي
قدم سعد بعض الإحصائيات حول الارتفاع في درجات الحرارة العالمية وتأثيرها المدمر على البيئة، مشيرًا إلى أن بعض أنواع الثدييات بدأت بفقدان موائلها الطبيعية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، مما ينذر بأزمات بيئية خطيرة.
وأكد أن ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1.5 درجة يؤثر بشدة على التنوع البيولوجي، مشددًا على الحاجة إلى جهود مشتركة للحد من هذه الظاهرة.
المسؤولية المجتمعية والتنمية المستدامة
استعرض المهندس سعد دور السلوك البيئي في تحقيق التنمية المستدامة، موضحًا العلاقة بين نمط الإنتاج والاستهلاك من جهة وزيادة البصمة الكربونية من جهة أخرى.
وبيّن أن اعتماد نمط إنتاج دائري واستهلاك مستدام سيساهم في تخفيف آثار التغير المناخي، مؤكدًا على ضرورة تبني نمط عيش صديق للبيئة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
نقاشات وتكريمات
اختتمت الندوة بجلسة نقاشية أتاح فيها الحضور للمشاركين طرح استفساراتهم، وتركزت معظم الأسئلة حول أهمية تغيير السلوك الفردي للحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفي ختام اللقاء، تم تكريم المهندس عماد سعد بشهادة تقدير، كما قُدمت شهادات للأساتذة الجدد ترحيبًا بهم في كلية علوم التربية.
هذا تشكل هذه الندوة إضافة نوعية في نشر الوعي حول تحديات المناخ وتأثير السلوك المجتمعي عليها، مما يؤكد على دور التربية المستدامة في تعزيز الوعي البيئي لدى الأفراد والمجتمعات.