المهندس أمجد قاسم
لكي تنمو المعرفة، ولكي تتحول إلى منتجات فإن على التربويين الاهتمام بالمعرفة التي سيحتاجون ، وإلى الانتماء إلى منظمات تخصصية. وهذه المنظمات هي التي ستقوم بمعظم الخدمات التي سيحتاجها المجتمع، وسيعتمد مجتمع المعرفة بصورة رئيسة عليها، حيث ستقوم المنظمات بإنجاز كافة المهام الاجتماعية: التجارية، والصناعية، والصحية، والتعليمية، وغيرها.
ومنظمات التعلم Learning Organizations هي: مجموعة من الأفراد الذين يتفاعلون مع بعضهم ومع العالم المحيط بهم، يعملون كفريق ضمن مؤسسة ويشعرون بالانتماء إليها، يتاح لهم من خلالها الفرص لاكتشاف المعرفة وإنتاجها وتطبيقها، ويتصفون بأن لديهم القدرة والدافعية للتعلم المستمر والانفتاح على الآخرين.
ومن أهم خصائص منظمات التعلم
المعرفة التخصصية Specialized Knowledge:
ظهور الحاجة إلى العمل في فريق Team Work:
بروز الحاجة إلى مهارة الاستقصاء Inquiry:
تزايد أهمية التعلم مدى الحياة Life-Long Learning:
الاستخدام المكثف لتقنيات الاتصال والمعلومات Condense Use of ICT:
الحاجة الى تحويل مؤسسات التعلم إلى منظمات تعلم
Become Learning Organizations
يتبع النموذج الحالي لمؤسسات التعليم نموذج المصنع الذي ساد في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وفيه يحدد مجموعة صغيرة من المفكرين ما على العمال عمله للوصول إلى المنتج.
وفي التربية يحدد المسئولون )واضعي السياسة التعليمية وخبراء المناهج) لكل صف بدقة ماذا يتعلم الطلبة وكيف، ثم يتم توفير إشراف صارم للتأكد من قيام المعلمين بما طلب منهم. فينظر إلى المعلمين مثل عمال المصانع منفذين لتعليمات عليا، والطلبة مثل المادة الخام التي تنتقل عبر خط الإنتاج التعليمي يصب فيه كل معلم مجموعة من الدروس حتى نهاية عملية الإنتاج) المرحلة التعليمية) للوصول إلى المنتج (شهادة التخرج).
و لا تساعد مؤسسات التعليم في الوطن العربي بمستوييها (التعليم العام والتعليم العالي) المتعلمين على أن يتعلموا كيف يتعلمون، فهي لا تقدم تعليما يساعد على تنمية مهارات التفكير العليا Higher-Order Thinking Skills، ولا تعتمد الاستقصاء Inquiry والتفكر Reflection خلال عملية التعلم.
فتدور المناهج الحالية في الغالب حول المحتوى أكثر منها حول المتعلم، وهذا يتناقض مع ما سيواجهه الخريجون في المجتمع من مواقف ومشكلات لا يمتلكون المخزون المعرفي وربما المهارة للتعامل معها، فهم بحاجة إذن إلى أن يبحثوا ويطلعوا ويجربوا خيارات عدة لمواجهة ذلك، وهذا ما لا تعده المناهج الحالية لهم، لذلك فإن هناك حاجة إلى تطوير المناهج وطرق التدريس وأساليب التقويم.
ما الفرق بين منظمة التعلم ومنظمة التعلم السريع ؟
منظمة التعلم السريع هي منظمة تركز ، بشكل أسرع من منافسيها ، علي محتوي التعلم المطلوب بصورة شاملة وعلي كيفية اكتساب وتطبيق هذا المحتوي في وقت أقل من غيرها .
وهى أيضا منظمة تدفع الجميع إلي التفكير في كل شيء بالمنطق التالي :
ما هي أبسط طريقة للتفكير ؟
ما هي الأبعاد الأساسية والهامة ؟
ما الذي يمكنني أن افعله بشكل متميز ومختلف ؟
ما هي خطوات العمل حتى أبدو متميزا” أو مختلفا” ؟
هي منظمة تستمد تميزها من إمكانات استراتيجية أفضل ومقدرة أسرع وأكفأ علي التغيير وأسلوب أداء أعلي .
بعض الممارسات الدالة علي منظمة التعلم السريع
المشاركة في وضع السياسات :
جميع المستويات التنظيمية تشارك في وضع السياسات العامة للمنظمة
السياسات تعكس قيم جميع العاملين وليس فقط الإدارة العليا .
مناقشات تقييم الأداء يتم الاستفادة منها في إعداد وتطوير السياسات والإجراءات في المنظمة.
تبادل المعلومات والشفافية :
يمكنك معرفة أداء وحدتك أو باقي الوحدات في أي وقت بسهولة وسرعة .
المعلومة يتم تبادلها للتعلم والتفهم وليس للعقاب أو الثواب .
تكنولوجيا المعلومات يتم تسخيرها في فهم كل فرد لمتطلبات دوره بالمنظمة وللتحسين المستمر .
تتحدث الإدارات بحرية مع بعضها سواء بهدف التعاون أو التنافس .
الأدارة تسهل الاتصال والتفاوض بين الوحدات المختلفة .
تشارك المنظمة في مناسبات التعلم مع العملاء ، الموردين ، المنافسين وغيرهم ويكون للمنظمة دور كبير فى تعليم مورديها وعملائها والمجتمع المحيط بها.
مناخ التعلم :
هناك حرية في المبادرة والتصرف .
عند حدوث مشكلة فالكل يساعد علي الحل بهدف التعلم من التجربة أو المشكلة .
هناك إحساس واتجاه دائم للتعلم والتحسين المستمر .
هناك توليفة من كل التخصصات والخلفيات والمهارات تعمل بالشركة .
الأفراد لديهم الوقت المناسب لتحليل أدائهم ومناقشته وتحسينه .
هناك تشجيع لطلب المعونة والمساندة من الآخرين حتى يتم إنجاز المطلوب .
فرص التقدم :
فرص التقدم متساوية ومتاحة للجميع .
لكل فرد الحق في التدريب والمطالبة به .
نشجع الاستقلال وتحمل المسئولية عن الإنجازات والأفعال الفردية .
موارد التعلم متاحة للجميع حتى من خارج المنظمة .
ميزانية التعلم في ازدياد باستمرار .
في تقييم الأداء ورسم المستقبل الوظيفي يتم التركيز علي متطلبات وإمكانات الفرد للتعلم السريع وتطبيق ما يتعلمه بفاعليه ولا يتم التركيز على الثواب والعقاب فقط.