من المعروف أن الأسماك تعيش في الماء، إلا أن بعض أنواع الأسماك تستطيع الزحف من الماء والعيش على اليابسة لبعض الوقت، وهذه الأسماء البرمائية تتميز بوجود اطراف خاصة تساعدها على التحرك على اليابسة.
من تلك الأسماك الغريبة سمك “البربوني “Rouget وسمك “الرعد Gaondin ” وهي توجد في قارة إفريقيا، وتتميز بضخامة رأسها وصلابتها، كما انها شرسة إذ يغطي فكيها طبقة سميكة من العظام والتي تعمل على زيادة قوة فكها بشكل كبير، أما المدة الزمنية التي تستطيع تلك الأسماك الغريبة العيش على اليابسة فتبلغ عدة ساعات حسب رطوبة الجو المحيط بها.
ويبين الباحث عادل الحجاج من الجمعية الأردنية لتاريخ العلوم أن خياشيم تلك الأسماك تبقى مبللة لكي تمتص الأوكسجين من الهواء الجوي بشكل مباشر، وعند بحثها عن الغذاء فهي تزحف كالثعابين في الأوحال، اذ لا تستطيع المشي، وهي تشبه السنور من حيث الزغب الطويل الذي يحيط بفمها كشارب القط مما دعا إلى تسميتها (بسمك القط) في المناطق الحارة.
ويبين الحجاج أن هناك أنواع أخرى من تلك الأسماك التي تعيش على اليابسة لبعض الوقت، ومنها سمك “بشير” التي يبلغ طولها متر، وظهرها يكون مصفحا بطبقة سميكة صلبة تعلوها زعانف حادة، كما أن لها وجه مستطيل يشبه التمساح، كما يوجد في نهر النيل فصيلة ثعبانية “Clarias anguille” تتقدم رأسها أنياب بعضها يتجه إلى أعلى والأخر إلى أسفل، وترى جسمها يميل كثيرا إلى الاستدارة والطول.
أما في الهند ومناطق الشرق الأقصى توجد عدة اسماك برمائية، ومنها اسماك محدبة الظهر كالسلحفاة “Anabas” تتسلق الأشجار ولهذه السمكة فجوات فوق خياشيمها وفي عظام الرأس تكون مليئة بالماء الذي يتساقط نقطة فنقطة على الخياشيم فيغذيها طوال وجودها خارج الماء، وهكذا تبقى الخياشيم دائما مبللة فتؤدي عملها كما لو كانت داخل الماء، ويستنشق الأكسجين رأسا من الهواء، وتتميز تلك السماك بجمالها حيث تكتسي بعدة ألوان كالأخضر والأحمر والأزرق، أو خليط من بعض هذه الألوان.
ويضيف الحجاج أنه في بعض بحار غربي إفريقيا توجد اسماك تدعى “Perio phtalmes” وهي تتميز بنعومة جسمها وضخامة رأسها واتساع عينيها وبروزهما وقدرتها على الإبصار للأماكن البعيدة، وهي تغوص في أعماق المياه وتخرج إلى اليابسة لالتقاط غذائها الذي تفضله عن الغذاء البحري، أما خروجها فيكون خلال فترة الجزر للماء، أما سمكة “صدفي الأجنحة – Lepido siren” فهي أيضا من الأسماك البرمائية التي توجد في أمريكا واستراليا وغرب إفريقيا، وهي ذات شكل ثعباني ويبلغ طولها نحو متر، وتتغذى على الكائنات المائية وعلى الأعشاب، وهي تستطيع العيش بعيدا عن الماء لعدة أشهر حيث تتخذ لها أنفاقا في الطين لتعيش فيها ضمن جماعات من فصيلتها، وهي تلجأ إلى إفراز مواد خاصة من جلدها لطلاء تلك الأنفاق التي تعيش فيها لمنع تيبس الطين، وعند هطول الأمطار تعود تلك الأسماك إلى المياه من جديد.