المبيدات بأنواعها المختلفة فمخاطرها على الصحة معروفة (الحساسية – التسمم – السرطان – الأمراض الجلدية … ) كما أن تأثيرها على التربة و الحشرات و المحيط لا يخلو من المخاطر .
مبيدات الأعشاب والحشرات:
صدر أخيرا بيان مشترك بين المنظمة العالمية للصحة (OMS) والمنظمة العالمية للتغذية والزراعة (FAO) يؤكد على المخاطر الناجمة عن استعمال مواد خطيرة في بلدان الجنوب.
هناك 450 نوعا من المبيدات تنتمي إلى ” عائلات كيميائية” مختلفة ويقع تسويقها في ما يقارب 8000 علامة تجارية.
السوق العالمية للمبيدات تقدر بـ 32 مليار دولارا سنويا نصيب بلدان الجنوب منها 3 مليارا من الدولارات . يقع استعمال هذه المواد في الفلاحة و في ميدان الصحة ( مقاومة الملاريا ) حيث يسمح باستعمـال مادة ” ددت” DDT المحظورة في البلدان الصناعية نظرا لخطورتها .
المنظمة العالمية للصحة و المنظمة العالمية للتغذية و الزراعة تلاحظان أن هناك مشاكل متعلقة بالملصقات و بتكييف ( Conditionate) المبيدات فالمعلومات تكتب بلغة أجنبية لا يفهمها غالبية المستعملين و غالبا ما تنعدم المعلومات الواضحة حول المادة الأساسية للمبيد وحول طرق الاستعمال و تاريخ الصنع و الإنتاج و حول الاحتياطات الوقائية عند الإستعمال . أضف إلى ذلك المعلومات الكاذبة و المشبوهة حول بعض المبيدات ( كتلك التي وضعتها مؤسسة Monsanto على ملصقات مبيدها المعروف بـ Round up مدعية أنه يتحلل بيولوجيا مما كلفها غرامات مالية ) .
المنظمة العالمية للصحة والمنظمة العالمية للتغذية والزراعة تدعوان الدول والمنظمات العالمية لتبني المواصفات التي وضعتاها وأقرتاها و الخاصة بالمبيدات ( Spécifications OMS/FAO) .
البلدان “النامية” تخضع لضغوط من جراء تداينها و ” تجبر” على قبول الصناعات الملوثة لتصبح مزبلة البلدان الصناعية. تقرير المنظمة العالمية للزراعة والتغذية FAO يشير إلى تخوفات من تصاعد كميات النفايات السامة المتراكمة في إفريقيا. فمخزون المبيدات بجميع أنواعها ارتفع من 48 ألف طن سنة 2001 إلى 120 ألف طن سنة 2002 . المنظمة العالمية للتغذية والزراعة نبهت في تقريرها المذكور من مخاطرها السامة معتبرة إياها بمثابة قنابل موقوتة. المنظمة العالمية للصحة تقدر أن 20 ألف حالة وفاة في السنة سببها هذه المواد.
في بلدان العالم الثالث ما يقارب 30 % من المبيدات المعروضة في السوق لا تخضع للمواصفات الدولية ومحجر بيعها في الدول الصناعية.
المبيدات المتقادمة والفاسدة تنتشر و توزع على بلدان إفريقيا و آسيا و أوروبا الشرقية و أمريكا اللاتينية. فالمنظمة العالمية للزراعة تقدر أن صناعة المبيدات تدر أرباحا تقدر بنحو 30 مليارا من الدولارات سنويا وتحتكر ثماني (8) مؤسسات 80 % من الإنتاج العالمي (وهي شركات كيميائية و شبه كيميائية و شركات الصيدلة نذكر منها على سبيل المثال Monsanto, DuPont, Syngenta, Aventis.
خلال العشرية الأخيرة لم يقع التخلص سوى من 5 % من المبيدات الفاسدة والمخزونة. للتخلص من المبيدات الفاسدة والمتراكمة في إفريقيا يجب توظيف مبلغ 100 مليون دولارا ( بحساب 3500 دولارا للطن الواحد ) وهو مبلغ زهيد مقارنة بما تجنيه الشركات من أرباح . المنظمة العالمية للزراعة تقر بأنه إذا ما تمادى تراكم المبيدات في إفريقيا و الشرق الأوسط بالوتيرة الحالية فإنه يلزمنا 30 سنة كاملة على الأقل للتخلص من هذه الكميات .