بعد تحديد وإعداد مهام الأداء ينبغي تحديد قواعد تقدير الأداء أو محكات الحكم على جودته. وتعد القواعد والمحكات هي العناصر التي يجب أن يؤديها الطالب لتنفيذ عمليات أو نتاجات أصلية. فمثلاً عندما يُقوّم المعلم أداء الطالب في مهمة ما كالقراءة الجهرية ، أو كتابة تقرير ، أو إلقاء كلمة في ندوة ، أوحل مسألة رياضية ، أو تشغيل الحاسوب يقوم بتحليلها إلى مكونات أو عناصر أساسية ، ثم صياغتها في عبارات إجرائية قابلة للملاحظة ثم تقويمها. وتعد هذه المكونات بمثابة محكات الأداء performance criteria وتصاغ بعبارات وصفية تفصيلية توضح طبيعة الأداء المتوقع ، وتصف مستوى الأداء المتميز بالإضافة إلى المستويات المختلفة من الأداء على سلم تقدير وصفي.
وقد أقترح Airasian, 1996)) خطوات يمكن الاسترشاد بها عند إعداد قواعد أو محكات تقدير الأداء وهي:
(1) تحديد الأداء الكلي أو المهمة المراد تقويمها ومحاولة قيام المعلم بها أو تصوره لكيفية القيام بها.
(2) تحديد جوانب المهمة للأداء أو النتاج.
(3) تلخيص هذه الجوانب في عدد محدود من محكات الأداء بحيث يمكن ملاحظتها جميعا أثناء أداء الطالب.
(4) صياغة محكات الأداء في عبارات إجرائية يمكن ملاحظتها في سلوك الطالب أو خصائص النتاج.
(5) عدم استخدام كلمات مبهمة تخفي ما تشير إليه محكات الأداء.
مراعاة أن يكون ترتيب محكات الأداء هو نفس الترتيب المحتمل لملاحظتها
(7) مراجعة محكات الأداء وتدقيقها وتعديلها إن تطلب الأمر ذلك وربما يستعين بزملائه المعلمين.
كما يجب إعداد تعليمات مهام الأداء تُوضح فيها الاستجابة محكات الحكم على جودة الأداء ويفضل تزويد الطلبة بنسخة من قواعد أو تقدير الأداء Scoring Rubrics.
ذكرنا أن تقويم الأداء يشتمل على مكونتين رئيسيتين هما: مهام الأداء وقواعد تقدير الأداء أو محكات الحكم على جودته بحيث توضح خصائص الأداء الجيد لمهام نوعية ، أو تكون عامة بحيث يمكن تطبيقها على مهام موسعة و كفايات تتميز بالعمومية.
أهمية قواعد محكات تقدير الأداء
يقصد بقواعد ومحكات تقدير أداء الطلبة Performance Criteria الجوانب المعينة التي يجب أن يؤديها الطالب من اجل تنفيذ مهمة أو نشاط أو نتاج معين تنفيذا مناسبا. وتعد هذه القواعد والمحكات أساسا للتقويم الجيد للأداء. إذ يتضمن تقويم الأداء مهام واقعية متنوعة تقيس نطاقاً واسعاً من المهارات.
طرق تقدير الأداء
يعتمد تقدير الأداء على تقدير درجات مستويات متعددة لأداء الطلبة أو استجاباتهم ،وذلك لإنه لا توجد استجابة محددة صحيحة أو خطا لمهام الأداء، لذلك يستند هذا التقويم إلى محكات وسلالم تقدير لكل هذه المستويات التي يتطلب إعدادها فكراً منطقياً ودراية تامة بنوعية المهام المعرفية والأدائية المختلفة. فسلم التقدير هو نظام للتقديرRating System يمكن باستخدامه تحديد مستوى كفاءة الطالب في أداءه لمهمة معينة ،أو توظيفه للمعارف أو المفاهيم .ويعرف هذا النظام المستويات المختلفة للكفاءة لكل محك من المحكات المحددة تعريفا إجرائيا واضحا ودقيقا .
وتوجد طرق متعددة لتقدير أداء الطالب ونتاجاته ، لعل أهمها الطريقتان الرئيستان اللتان هما: الطريقة الكلية والطريقة التحليلية.
الطريقة الكلية Holistic
تعتمد هذه الطريقة على تقييم جميع الجوانب محكات الأداء أو الاستجابة دون فصل بينهما، وإعطاء تقدير أو درجة كلية واحدة لهذه الجوانب مجتمعة على اعتبار أن مكونات مهمة معينة تكون مترابطة، ولا داعي لمحاولة الفصل بين عناصرها. ويفضل عادة كتابة وصف مختصر للأداء، أو تمثيل للنتاجات لكل نقطة من نقاط سلم التقدير .
ويمكن استخدام أسلوب آخر يعتمد على تصنيف النتاجات في مجموعات من حيث مستوياتها أو درجاتها كما هو الحال في تقدير درجات أسئلة المقال. وبعد الانتهاء من تقدير درجات جميع النتاجات، يمكن مراجعة كل مجموعة لمعرفة ما إذا كانت النتاجات التي تنتمي إلى مجموعة معينة لها نفس المستوى تقريبا. وتتميز الطريقة الكلية بسهولة تطبيقها، وتناسب كثيرا من النتاجات، غير أنها لا تقدم معلومات تشخيصية تفيد في تحسين هذه النتاجات. ويوضح الجدول التالي مثالا لسلم تقدير وصفي Rubric لكفاءة الطالب اللغوية تم إعداده باستخدام هذه الطريقة
الطريقة التحليلية
تعتمد هذه الطريقة على تجزئة الوصف العام للعملية أو النتاج الكلي إلى عناصر أو مكونات منفصلة ويعطي تقديرا لكل عنصر أو مكونة منها. وهذا يتطلب إجراء تحليل سلوكي للعملية أو النتاج المراد تقييمه، وذلك من اجل تحديد مكوناته المهمة وصياغتها صياغة وصفية واضحة في مستويات متدرجة وفقاً لسلالم تقدير أو قوائم الشطب قيمية لكل من هذه المكونات .