تستطيع أجهزة الكمبيوتر حالياً أن تتنبأ أو تتوقع، حسابياً، ما ترغب برؤيته أو ارتدائه، ولمن ترغب بالتصويت له في الانتخابات بعدد من البلدان التي تعتمد التصويت الإلكتروني.
ولذلك، فمن المنطقي أن تكون الخطوة التالية للكمبيوتر قراءة الأفكار، وهو ما يعمل عليه الباحثون في جامعة “تافتس” في بوسطن، حسب ما ذكر موقع سي ان ان.
ولن يكون بإمكان كمبيوترك أن يلتقط تفاصيل خططك لقضاء سهرة المساء في وقت قريب، غير أن الباحثين العاملين ضمن مجموعة “التفاعل البشري للكمبيوتر” في الجامعة، وبفضل منحة مالية قدرها 450 ألف دولار مقدمة من المؤسسة القومية للعلوم، يبحثون عن وسيلة مباشرة تتيح للكمبيوتر أن يقول للمرء إنه مُجهد أو غير مُجهد، أو لم يعمل على الإطلاق.
وقد لا يبدو هذا الأمر كأنه اختراق للإدراك، غير أن الباحثين يأملون أن تساعدهم القدرة على اكتساب رؤية آنية لمزيد من حالات الدماغ العاطفية والحسية، وبالتالي المساعدة في تحديد مؤشرات حول كيفية إنجاز العمل بصورة أكثر كفاءة.
عصبة الدماغ المستقبلية
وتشتمل قراءة الأفكار فعلياً على قياس مستوى وحجم الأوكسجين في الدم المحيط بالدماغ، وذلك باستخدام تكنولوجيا يطلق عليها اسم “التحليل الطيفي الوظيفي الشبيه بالأشعة تحت الحمراء” أو اختصاراً FNIRS.
ويستند هذا التحليل على قيام المستخدم بارتداء عصبة دماغ مستقبلية تقوم بإرسال الضوء من ذلك المطياف الضوئي إلى الأنسجة في الرأس، حيث تقوم الأنسجة النشطة المليئة بالدم بامتصاصها، ثم تقوم العصبة بقياس مقدار الضوء المتبقي (الذي لم تمتصه الأنسجة)، متيحة للكمبيوتر قياس متطلبات عملية الأيض التي قام بها الدماغ.
قياس مدى الإجهاد
أثناء اختبار النظام، طُلب من المشاركين بالتجربة، الذين ارتدوا مستشعرات “التحليل الطيفي الوظيفي” إحصاء عدد المربعات الواردة على مكعب دوّار على شاشة الكمبيوتر، وفي الوقت نفسه أداء مهام أخرى. ثم ُطلب منهم القيام بتقييم صعوبة تلك المهام، فجاءت نتيجة التقييم متفقة مع كثافة العمل الذي قدره نظام التحليل الطيفي بنسبة 83 في المائة من الوقت.
وهناك أساليب تقييم جديدة تعتمد على مراقبة عينة التجربة أثناء عملهم على الكمبيوتر، وهي من الأمور الضرورية، نظراً لأن المستخدم قد يمل في لحظة ما، وينتعش في لحظة أخرى، وفقاً لما ذكره أستاذ علوم الكمبيوتر بالجامعة، روبرت جيكوب.
وأضاف جيكوب: “إن قياس حجم العمل الذهني والإحباط والالتهاء محدود بالمراقبة النوعية لمستخدمي الكمبيوتر، أو بإجراء بحوث تعقب الانتهاء من المهام الموكلة إلى أفراد عينة التجارب، وهو الأمر الذي يتحتم فيها فقدان جزء مهم من اللحظات المتغيرة للمستخدم.”