إعداد محمد اسماعيل
هناك عدد من التوجهات في مضمار الاشراف التربوي ابرزها الاشراف التقليدي الذي يعتمد على وصف الحالة الراهنة للمعلم والمعلمة واقتراح الحلول المناسبة لحالات سوء الاداء «ان وجدت» وفي الأغلب الاعم يتم ذلك من خلال الزيارات الصفية وملاحظة سلوك المعلم / المعلمة والوسائل التي يستخدمها في الصف وطريقة تفاعله مع الطلبة ويتم ذلك عبر معايير ثابتة تم تحديدها مسبقا. وفي اغلب الاحيان تكون تلك الزيارة عبئا ثقيلا على المعلم اضافة الى انها ساعة غير رحمانية ينتهي اثرها بمجرد انتهاء الزيارة ويعود كل لحاله.
أما التوجه الاخر فهو التوجه العقلاني او التفكيري الذي ينظر الى المعلمين والمعلمات كممارسين عقلانيين تحتاج مستويات ادائهم الى رفع السوية حيث يتم تشجيع المعلمين والمعلمات على البحث عن سبل جديدة وتقنيات جديدة بل وإرشادهم الى تلك الطرق والتقنيات ثم تقييم مدى فعالية هذه الطرق في تحسين مستويات الأداء بشكل عام وأخيرا ربط هذه الوسائل بالاهداف العريضة للتربية والحكم عليها من مدى تحقيقها لتلك الأهداف.
ولكي تكون المسألة أكثر تحديدا فانه لا غنى لای معلم / معلمة عن الأمور التالية قبل واثناء البدء في العمل:
– اعداد خطة واضحة للمعلم وربطها بالأهداف الخاصة والعامة.
– متابعة مدى تحقيق هذه الخطة واعطاء التغذية الراجعة من قبل المشرف والمعلم.
– اطلاع المعلم على رأي الطلبة والطالبات فيه وذلك عن طريق اجراء استفتاء يتحدث فيه الطلبة وبشكل ديموقراطي ودون ذكر اسماء عن أداء معلميهم بصراحة.
– الاطلاع على تقارير تبادل الزيارات التي لا يكتبها المشرف فقط بل يكتبها المعلم / المعلمة عن زيارته الزملائه ثم يقدمه للمشرف وما هي التجارب البارزة التي استفاد منها المعلم الزائر وما هي السلبيات التي لاحظها.
– يقوم المشرف بجمع هذه الملاحظات على شكل تجارب ايجابية وسلبية ويتم التحدث عنها بشكل عام في الاجتماعات الاسبوعية.
– الاطلاع على نماذج من خطط التحضير اليومية والاسبوعية والفصلية ومتابعة مدى تطبيقها.
– على المشرف ان يعد بنفسه وبعد التشاور مع مجموعته نموذجا لتحضير نقطة معينة في المنهاج وكيفية تدريسها.
– الاحتفاظ بسجلات عن النشاطات التي تم القيام بها بقصد تطوير مستويات الأداء عند كل معلم.
– ان يعد المعلم الأدوات اللازمة التي من خلالها يمكنه الحصول على تغذية راجعة من الطلاب عن استراتيجياته في التعليم ومدى فعالية الأنشطة التي يقوم بها.
اما من حيث الزيارة الصفية نفسها فيجب تقييمها من حيث انها تحقق الأمور التالية :
– هل تتحقق الأهداف المنوه عنها في الخطة اليومية؟
– هل يقدم المعلم نشاطات منوعة؟
– هل يتم تقديم نقاط الدرس بشكل واضح ومفهوم لدى كل مستويات الصف؟
– هل هناك تواصل مع الطلبة وعلاقة ايجابية مع الجميع ؟
– في دروس اللغة هل هناك ما يسمى TRASFER اي ربط نقطة الدرس المشروحة بالحياة العملية؟
– هل تتاح للطلبة حرية التعبير الكافي للاجابة؟
– هل يعطى الطلبة الوقت الكافي للاجابة؟
– هل الاسئلة متنوعة ومتدرجة؟
– هل تتم مراعاة الفروق الفردية؟
– هل الغرفة الصفية منظمة بشكل يساهم في تحسين مستوى الأداء؟
– هل يتم استخدام وسائل مختلفة لتصحيح الأخطاء؟
– هل يتم تشجيع الطلبة على استعمال اللغة بشكل تواصلي بحيث يتم خلق مواقف حياتية حقيقية يجري التحدث عنها.
– هل يتم اشراك الطلبة في اتخاذ القرارات؟
– هل يسود الصف جو ديمقراطي ام دكتاتوري؟
– هل يتم استخدام جيد للسبورة والتقنيات الاخرى؟
– هل هناك مرونة كافية في استخدام كل ذلك؟
– هل يتم شرح النشاطات بوضوح قبل الشروع في تنفيذها؟
وقد تبدو معظم هذه الأسئلة مألوفة لدى الكثيرين ولكن التدقيق بها وبمدى تنفيذها وبناء الخطط على اساس المردود الناجم عنها قد يفيد كثيرا في تفعيل دور الأشراف واعطائه صبغة مهنية بحتة بحيث يتحول المشرف من مقيم لنوعية اداء المعلم الراهنة الى مذلل للصعوبات التي تواجه المعلم عند تطوير وتحسين أدائه وفرق كبير بين الحالتين لذلك كله وجد ما يسمى بالاشراف العلاجي «او الإكلينكي» الذي يعتبر هدفه في الاساس تحسين اداء المعلم أو المعلمة في الصف والتأكيد على استمرارية نموه المهني وذلك عن طريق ما يلي:
1- اشتراك المشرف والمعلم في اتخاذ المواقف الايجابية الداعمة والمتفاعلة مع متطلبات اللحظة وحاجات العمل بشكل عام.
2- تقديم تغذية راجعة للمدرس بطريقة ايجابية حتى النقاط السلبية يتم تشخيصها ووضع الحلول من جو مهني ايجابي بعيد عن اي تشنج.
3- مساعدة المعلم في تطوير استراتيجيات التعليم لديه وذلك عن طريق تزويده بآخر المستجدات في ذلك المجال وتدريبه على استعمالها وممارستها.
وعلى ذلك فالاشراف العلاجي يشمل ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: اللقاء التخطيطي حيث يتم فيه وضع الخطط التي سيتم اتباعها في تحقيق هدف من اهداف المقرر ويتفق فيها الاثنان على ادق التفاصيل بما في ذلك وسيلة جمع المعلومات عن تلك الزيارة بعد ان تتم.
المرحلة الثانية: الزيارة الصفية نفسها حيث تتم ملاحظة مدى تطبيق الخطة التي تم الاتفاق عليها وهي مرحلة لا ينبغي التسرع واصدار الأحكام فيها بل يؤجل ذلك فيما بعد.
المرحلة الثالثة: لقاء التغذية الراجعة حيث تتم المقابلة بين المشرف والمعلم لتحليل المعلومات التي تم جمعها أثناء الزيارة الصفية وفي شكلها المثالي تكون تلك المعلومات بمثابة المرآة التي تعكس كل شيء قام به المعلم وان امكن يمكن تصوير هذه الحصة بالفيديو وعرضها مرة اخرى امام الزملاء الاخرين والتعليق على كل نقطة فيها بشكل مهني وموضوعي.