آفاق علمية وتربوية موقع متخصص بالثقافة العلمية والتربوية
ديوان “همس مسموع” للأديبة الأردنية حياة صالح دراغمة يتضمن مجموعة من القصائد النثرية التي تتميز بعمقها العاطفي والفكري.
فعبر صفحات الديوان، تستخدم دراغمة لغة مفعمة بالشاعرية لتجسد مشاعر إنسانية معقدة، تتراوح بين الحب، والفقد، والأمل، والصراع الداخلي.
السمات الأساسية للقصائد:
التأمل والانعزال:
تتناول الكثير من القصائد فكرة العزلة كمنطلق للتأمل في الحياة. ويبرز هذا الجانب في العديد من النصوص التي تُظهر الشخصية الشاعرة وهي تتأمل في واقعها وتسعى لفهم أعمق للأحداث التي تحيط بها.
كما تُجسد هذه القصائد الوحدة ليس فقط كحالة شعورية، بل كحالة ذهنية تمكن الإنسان من التعمق في ذاته.
2الحب والفقد:
الحب هو موضوع متكرر في القصائد، لكنه ليس دائمًا فرحًا؛ فقد تتخلله مشاعر الفقدان والحنين.
وتظهر قصائد الحب في الديوان مفعمة بالشوق والتناقض بين الأمل والوجع، حيث تتجلى مشاعر الحب المفقود وكأنها ذكرى تعيد النفس إلى أماكن مألوفة ومؤلمة في ذات الوقت.
الأمل والتفاؤل:
رغم عمق المعاناة الذي يظهر في بعض القصائد، إلا أن الأمل يلعب دورًا مهمًا في إعادة التوازن للشعور.
فالعديد من القصائد تحمل رسائل تفاؤلية، مما يعكس إيمان الكاتبة بقوة الأمل رغم الصعاب التي تواجه الإنسان.
هذا التوازن بين اليأس والأمل يعزز من قوة النصوص ويجعلها تمس القارئ بشكل أعمق.
الصور الشعرية والرمزية:
تعتمد حياة دراغمة في نصوصها على استخدام الرموز والصور الشعرية لتوصيل المشاعر.
فالكلمات ليست فقط وسيلة للتعبير، بل هي أداة للرسم، حيث تمكن القارئ من استحضار مشاهد بصرية وحسية مرتبطة بالعواطف.
الأسلوب الرمزاني المستخدم في الديوان يضفي عليه طابعًا فنيًا، حيث يتم ربط المشاعر الإنسانية بعناصر الطبيعة والكون.
قصائد نثرية مختارة:
– “بلا كلام: تقدم هذه القصيدة مشهدًا متناقضًا بين الظلام والأمل، حيث تبحث الشخصية عن بصيص من الضوء في عالم مليء بالصعاب. الأمل هنا لا يأتي بسهولة، بل يتطلب جهدًا وإيمانًا قويًا.
– “تلافي”: تتحدث هذه القصيدة عن الوداع الذي لا يُنطق به. الفراق هنا ليس صاخبًا، بل يأتي بهدوء لكنه يترك أثرًا عميقًا في النفس. تعكس القصيدة مشاعر الحزن والحنين من خلال لغة شاعرية هادئة، تلتقط لحظات الصمت الموجعة
هذا وتتميز قصائد “همس مسموع” بأسلوبها الشعري النثري، الذي يبتعد عن الشكل التقليدي للشعر ويتجه نحو نثر أدبي مشبع بالشاعرية.
فالنصوص قصيرة ولكنها مكثفة بالمشاعر والمعاني، مما يجعل كل كلمة لها وزنها وأثرها.
كذلك، يتميز أسلوب دراغمة بالبساطة المتعمقة، حيث تبدو الكلمات للوهلة الأولى بسيطة وسهلة، ولكنها تحمل في طياتها عمقًا وثراءً فكريًا.
هذا وويعتبر “همس مسموع” إضافة مهمة للمشهد الأدبي الأردني والعربي. فالأديبة حياة صالح دراغمة استطاعت من خلال هذا الديوان أن تقدم نظرة فلسفية للعالم والمشاعر الإنسانية، بأسلوب يتسم بالصدق والشفافية.
فالديوان ليس فقط مجموعة من النصوص النثرية، بل هو رحلة داخلية تأخذ القارئ في تأملات حول الذات.
إن قصائد “همس مسموع” تجمع بين البساطة والعمق، وتجسد مشاعر إنسانية قريبة من الجميع، مما يجعلها تتحدث للقارئ بوضوح وبأسلوب يلامس الوجدان.
