تساعد ممارسة الرياضة في المحافظة على صحة الجسم / pixabay

خمسة أسئلة للحفاظ على قلبك

ترجمة مصطفى شقيب

اعتماد نمط حياة صحي هو أفضل طريقة لتقليل عوامل خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية: وهذا ما يسمى الوقاية الأولية.

1 ما هو تأثير النشاط البدني المنتظم على القلب؟

وفقا للاتحاد الفرنسي لأمراض القلب، فإن النشاط البدني المنتظم (30 دقيقة في اليوم) ومكافحة نمط حياة الجمود يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 25 إلى 35٪. فهو يحفز عضلة القلب والأوعية الدموية، ويساعد على مكافحة زيادة الوزن وخطر الإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب التاجية. لا حاجة لممارسة الرياضة المكثفة، فبعض الأنشطة اليومية، مثل المشي بوتيرة جيدة أو التنظيف أو البستنة، مربحة للغاية. أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون فعلا أمراض القلب والأوعية الدموية، بعد أن عانوا احتشاء عضلة القلب أو السكتة الدماغية ، فيجب عليهم اختيار نشاط بدني مكيّف يشرف عليه محترف مدرب : أخصائي العلاج الطبيعي أو مدرب رياضي. والفائدة كبيرة: في العام 2013، خلص تحليل تجميعي لنتائج دراسات مستقلة نشر في المجلة الطبية البريطانية إلى أنّ النشاط البدني فعال مثل الأدوية في الحد من الوفيات بعد حادث القلب والأوعية الدموية.

2 ما هي الروابط بين النوم وصحة القلب؟

تشهد العديد من الدراسات أنّ قلة النوم لها عواقب على صحة القلب. فقد كشفت دراسة سويدية تم تقديمها في عام 2018 الى الجمعية الأوروبية لأمراض القلب أنّ النوم بانتظام أقل من خمس ساعات في الليلة يضاعف خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في غضون العشرين عاما التالية. ووفقا للباحثين، “حجم مخاطر القلب والأوعية الدموية المرتبطة بالحرمان من النوم مماثل لحجم التدخين أو مرض السكري لرجل في منتصف العمر”. عدد الساعات ليس هو المعيار الوحيد: وفقا لدراسة أمريكية نشرت في عام 2020 في مجلة الكوليج الأمريكي لأمراض القلب، الاستيقاظ أو النوم في أوقات غير منتظمة والنوم في الليالي التي تختلف في المدة بساعتين أو أكثر، يضاعف أيضا خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية على المدى الطويل. أخيرا، بعض أمراض النوم لها تأثير مدمر : الأشخاص المصابون بمتلازمة توقف التنفس خلال النوم غير المعالجة لها خطر كبير يتمثل في المعاناة من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب التاجية واضطرابات ضربات القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بحوادث القلب والأوعية الدموية.

3 كيف يؤثر الإجهاد على القلب؟

آثار الإجهاد فورية: زيادة معدل ضربات القلب والجهاز التنفسي، ارتفاع ضغط الدم، تضييق الشرايين التاجي. يميل الدم أيضا إلى التجلط بسهولة أكبر، وبالتالي يشكّل جلطات. لدى الأشخاص الذين يعانون فعلا هشاشة القلب والأوعية الدموية، يمكن أن يؤدي الإجهاد الحاد إلى احتشاء عضلة القلب أو الانسداد الرئوي. لدى النساء الأصحاء، يضعف الإجهاد المزمن القلب والشرايين على المدى الطويل ويعزز أمراضا مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول. أظهرت دراسة أجراها باحثون سويديون وأيسلنديون، نشرت في عام 2019 في المجلة الطبية البريطانية، أنّ الإجهاد المزمن يزيد من المخاطر الإجمالية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والحوادث بنسبة 60٪.

4 ما هو النظام الغذائي الذي يجب تبنيه؟

المثالي هو اختيار نظام غذائي متنوع ومتوازن، وفقا لتوصيات البرنامج الوطني للصحة والتغذية: استهلك ما لا يقل عن خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميا ، والحد من الدهون المشبعة (الزبدة والكريمات والجبن الناضج واللحوم الباردة واللحوم الدهنية والمعجنات الحلويات…)، تفضيل اللحوم الخالية من الدهون (الدواجن ولحم العجل والبقر المطهي على الجمر …) والأسماك، اختر الحبوب الكاملة (الخبز والأرز والمعكرونة والسميد …)، تفضيل الدهون “الجيدة” الغنية بالأوميغا 3، مثل تلك الموجودة في الأسماك الدهنية (السلمون والتونة والماكريل …)، وبعض الزيوت النباتية (بذور اللفت والجوز والكتان …) أو المكسرات (البندق واللوز…). بالطبع، من الضروري أيضا الحد من استهلاك الكحول والانتباه إلى الملح “المخفي” في الأطعمة الصناعية.

5 لماذا تحتاج إلى نظافة فم جيدة؟

وجدت العديد من الدراسات وجود صلة بين سوء الحالة الصحية للفم والأسنان وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. والسبب هو تلف اللثة مثل التهاب اللثة أو، الأسوأ من ذلك، التهاب دواعم السن (التهاب اللثة والأنسجة الداعمة). مما يسهل مرور البكتيريا عن طريق الفم إلى مجرى الدم. تنتشر في جميع أنحاء الجسم ثم تعزز حالات الالتهابات الدقيقة المزمنة، خاصة في الشرايين. في يناير 2021، أشارت مراجعة الأدبيات المنشورة في المجلة العلمية للمناعة Nature Reviews Immunology إلى أنه تم تحديد الروابط بين صحة الفم وأمراض مثل تصلب الشرايين.

نصيحة خبيرة

البروفيسورة كلير مونير فيير ، رئيسة قسم الطب القلب والأوعية الدموية في المركز الصحي الجامعي في ليل، الرئيسة السابقة لاتحاد أمراض القلب الفرنسي “لدى النساء، لايزال تقدير مخاطر القلب والأوعية الدموية في كثير من الأحيان أقل من الواقع” لماذا تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؟ ترجع هذه الأمراض بشكل رئيس إلى عوامل النظافة والعوامل الغذائية. ومع ذلك، على مدى خمسين عامًا، في فرنسا، اكتسبت النساء نفس السلوكيات المحفوفة بالمخاطر مثل الرجال: استهلاك التبغ والكحول، وقلة النشاط البدني، والضغط النفسي والاجتماعي. مع وجود أوقات في حياتهن يكنّ فيها أكثر عرضة لهذه المخاطر من الرجال.

ما هي هذه الأوقات الحرجة؟

هناك ثلاثة عوامل رئيسة : السنة الأولى مع وسائل منع الحمل بهرمون الاستروجين (حبوب، حلقة ولصقة)، حيث يزداد خطر الإصابة بالتهاب الوريد والتخثر وحوادث الأوعية الدموية الدماغية بشكل كبير ؛ الحمل، حيث يعاني القلب والأوعية الدموية من إرهاق ؛ وانقطاع الطمث حيث تتعافى النساء من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بدرجة مساوية أو حتى أعلى من مخاطر الرجال.


ما هي الإجراءات الوقائية التي ينبغي عليهنّ اتخاذها للحد من هذه المخاطر؟

يجب أن يقللن من عوامل الخطر المرتبطة بأسلوب حياتهن، حتى لو كان من الصعب أحيانًا مكافحتها جميعًا في نفس الوقت! من الأفضل تبني أهداف معقولة. في كل وقت حرجة، يجب أن تستفيد النساء من استشارات فحص محددة لهذه المخاطر مع طبيب أو قابلة. عند سن اليأس، على سبيل المثال، يجب إعادة تقييم مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية كل سنتين أو ثلاث سنوات.

(أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيس للوفاة بين النساء من جميع الأعمار ، ومن بين من تزيد أعمارهم عن 65 عامًا من كلا الجنسين، فهي مسؤولة عن 140 ألف حالة وفاة سنويًا في فرنسا، أي 400 حالة وفاة يوميًا).

مترجم عن مجلة
Sciences et Avenir – La Recherche – Octobre 2022 – N° 908.p. 86-88.

عن مصطفى شقيب

كاتب ومترجم علمي وأدبي. ترجم العديد من المقالات والكتب والقصص. مهتم بمستجدات العلوم التجريبية والانسانية. chaqib@yahoo.fr

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *