• وضوح الهدف من التعلم
• إثارة دافعية المتعلم
• إضافة خبرات لدى المتعلم
• تحفيز المتعلم بالثواب
• معرفة المتعلم مدى تقدمه ونجاحه
• جدولة عملية التعلم
يختلف التعلم في الجودة باختلاف المعطيات والظروف التي يتم فيها، ولا يكون التعليم جيدا إلا إذا كانت المتغيرات المختلفة المتداخلة المؤثرة فيه تستخدم استخداما مناسبا، يتفق مع معايير الاستخدام السليم، ومن أهم هذه المتغيرات الأهداف التربوية، وان تحديد الأهداف التربوية ووضوحها يتيح للتلميذ أن يتزود بوسائل يعرف من خلالها مدى تقدمه في اي نقطه من نقاط رحلته التعليمية، ويمكن أن يسال المعلم نفسه هذه الأسئلة ما الهدف من التعليم؟ ما النتاجات التربوية التي يمكن تحقيقها من تدريس وحدة ما، او درس ما؟ ما الهدف من تعلم موضوع معين او منهج دراسي بذاته؟
وضوح الهدف من التعلم
الإجابة عن هذه الأسئلة تحمل في طياتها الغاية من التعلم، فما يتعلمه الفرد ليس هدفا في حد ذاته بل وسيلة لتحقيق هدف آخر واضح ومحدد لديه فمثلا عندما نعلم الطالب المهارات النحوية في فصل ما، يجب أن يكون المقصود من عملية التعليم الناحية الوظيفية لهذه المهارات في المساعدة على ضبط القراءة والكتابة، حيث يفترض أن تكون المهارات حية في استعمال الطالب، او حيوية فيما يدور في الحياة نفسها.
إثارة دافعية المتعلم
وبعد وضوح هدف المادة المتعلمة لا بد من إثارة دافع المتعلم في تلقي ما يتعلمه، فكلما زادت درجة وضوح الهدف من عملية التعلم، كلما زادت دافعية الفرد لكي يتعلم، كذلك يمكننا القول أن المدرس هو العنصر الأساسي في إثارة الرغبة والدافعية في التلاميذ، ويمكن أن يتم ذلك بتحضير مادة الدرس ومتابعة النشاطات واظهار حماسه لمادة درسه، أو بعبارة أخرى أن الاهتمام يثير الهمم ، وما دمنا نريد أن نحقق اهدافا معينة من التعلم، ونثير دافع المتعلم للمادة المتعلمة فلا بد من توفر المادة المناسبة لقدرات التلاميذ، المادة المرنة التي تقابل الفروق الفردية بين التلاميذ فنبتعد عن المادة السهلة التي تؤدي الى الاستهتار، وبالمقابل نبتعد عن المادة الصعبة التي تولد لدى الفرد الشعور بالفشل والإحباط وعدم الثقة بالنفس والاهم من ذلك، لابد من إعداد المادة المناسبة التي تلبي حاجة الفرد، وحاجة البيئة وتلبي فلسفة المجتمع، وتراعي ميول التلميذ ورغباته، بشرط أن تكون المادة وظيفية.
بمعنی استخدامها في المواقف الحياتية فالتعلم الجيد هو عملية هضم وتمثيل، لا مجرد إضافة وتلقين أن التلميذ لا يتعلم شيئا الا اذا فهم معناه وفهم الوظيفة التي يؤديها هذا الشيء في حياته الخاصة فكل تعلم غير واضح الهدف في ذهن كل من المدرس والتلميذ، لا يؤدي الى تحقيق الاهداف المرجوة.
إضافة خبرات لدى المتعلم
كما أن التعلم يحدث أساسا من خلال الخبرات التي تتوفر لدى المتعلم، فعلينا اختيار الخبرات التربوية المناسبة، ويوضح رالف تايلر معنی الخبرة التعليمية بقوله: لا يقصد بلفظ خبرة تعليمية، المحتوى الذي يعالجه المقرر الدراسي، ولا النشاطات التي يقوم بها المتعلم، ذلك لأن لفظ خبرة تعلمية يشير الى التفاعل بين المتعلم وبين الظروف الخارجية في البيئة التي يستطيع ان يستجيب اليها .
من هذا التوضيح يمكننا أن نخلص إلى أن ملامح البيئة هي التي تجتذب انتباه التلميذ، فيستجيب لها، ودور المعلم في ذلك تهيئة الموقف التعليمي الذي يثير نوع الاستجابة المرغوبة، فلا بد من ربط الموقف التعليمي بخبرات التلميذ السابقة مما يساعد على تحقيق نوع السلوك ونوع المحتوى الذي يتضمنه الهدف التربوي، ويطلق الباحثون على الخبره وحدة المتعلم، فعمادها وجود التكامل الشخصي، وامتداد هذا التكامل واتصاله بالبيئة، ويوضحونها بقولهم: أما وحدة الخبرة او وحدة المتعلم فهي سلسلة من الخبرات التربوية منظمة حول الهدف الذي يرمي اليه المتعلم، وذلك عن طريق استغلالها للمادة ذات الفائدة الاجتماعية، وينتج عن ذلك تحقيق هدف المتعلم، والمامه بالحقائق الكامنة في الخبرة .
لذلك يجب أن يقوم التعلم على نشاط المتعلم نفسه فالخبرة التي يمر بها المتعلم هي التي تبقى معه، لأنها تصبح قطعة من تكوينه العقلي والعاطفي، ولذلك فأحسن أنواع التعلم ما يأتي نتيجة للنشاط الذي يقوم المتعلم نفسه، والمقصود بالنشاط ليس نشاطا جسميا فقط او نشاطا عقليا فقط ، لأن الطفل لا يعمل ولا يفكر بجسمه وحده، أو بعقله وحده ولكنه يتفاعل كأي كائن حي بالجسم والعقل معا.
يقول الدكتور احمد عزت راجح في هذا المجال: النشاط الذاتي في التعلم هو الطريقة الوحيدة للتعلم الحق، فالتعلم مجهود شخصي وبحث وتنقيب ومحاولات وأخطاء، ودور المعلم هنا هو دور الموجه والمرشد ، والتلميذ دوره دور السائح ان لم يقم بالتجوال بنفسه لم يفد من الرحلة شيئا، فليس المهم ما يبذله المدرس من جهد في الشرح والتوضيح بل المهم ما يبذله التلميذ في البحث والتفكير، ومبدأ النشاط الذاتي ينسحب على التعلم بمختلف صوره، ويستغرب كثير من المعلمين من أن التلاميذ يتكرر وقوعهم في نفس الأخطاء في مادة ما، بالرغم من إرشادهم إلى الوقائع الصحيحة عدة مرات، وسبب ذلك أن المعلم يسارع إلى تصحيح خطأ الطالب، دون أن يترك له الفرصة لتصحيح الخطأ بنفسه فليست المعرفة لباسا نرتديه بل جهاد نفسي داخلي .
تحفيز المتعلم بالثواب
ومن متغيرات التعلم الجيد، الثواب والعقاب، لقد ذكر الدكتور سيد خير الله نتائج الكثير من الوقائع التجريبية التي أثبتت أن الثواب أكثر فاعلية من العقاب في التأثير على سلوك الكائن الحي، فهو لا يطالب بإلغاء العقاب ولكن بشرط أن يكون مخفضا، كما يجب أن يكون كل من الثواب والعقاب مباشرين، أي لا بد أن يدرك المتعلم العلاقة المباشرة بين سلوكه في موقف تعليمي معين، وما أصابه من ثواب أو عقاب ، وهذا ما يسمى بالأثر المرتد المباشر( Direct feed back) الذي يلعب دور التعزيز الايجابي في حالة الإثابة عن سلوك صحيح، ودور التعزيز السلبي، أو الانطفاءه في حالة العقاب عن سلوك خاطیء .
ويؤكد هذا الرأي ثورندايك حيث يقول : أن اثر الثواب يبلغ مداه عندما يتبع الاستجابة مباشرة، وتقل قوته كلما ازدادت الفترة التي تفصل بين الاستجابة وأثرها، وان الأثر المرضى يقوي الارتباط الذي يتصل به، وان الارتباطات المتعاقبة قد يزيد احتمال تكرار حدوثها بدلا من أن يقل .
فالثواب له قيمته الايجابية في حفز التلميذ، لكن ليس معنى هذا أن نسرف في الثواب أو المكافئة ، ويؤكد ذلك الدكتور عزت جرادات وزملاؤه بقولهم: من الأهمية عدم إسراف المعلم في استخدام أساليب الثواب، وان يحرص على أن تتناسب الإثابة مع نوعية السلوك، فلا يجوز أن يعطى سلوكا عاديا إثابة ممتازة وان يعطي في الوقت ذاته الإثابة نفسها لسلوك متميز .
معرفة المتعلم مدى تقدمه ونجاحه
ومن الأهمية بمكان أن يعرف المتعلم مدى تقدمه في أي مجال، حيث أثبتت دراسات كثيرة أن ممارسة العمل دون علم بنتائجه لا يؤدي أحيانا إلى تعلم البته، فمن الضروري اطلاع المتعلم على نتائج عمله تباعا، لان ذلك يمكن اعتباره تعزيزا في مجال التصويب وتصحيح الاستجابات، وفي مجال استغلال الطاقة الزائدة، لذلك رأيت وزارة التربية والتعليم الى الاكثار من الاختبارات اليومية والشهرية، حتی الامتحانات العامة أصبحت في فصلين دراسين، ومن المتغيرات الهامة جدولة عملية التعلم التمرين الموزع والتمرين المركز.
جدولة عملية التعلم
يذكر الكثير من المربين معتمدين على تجارب عدة، أهمية جدولة عملية التعلم بمعني توزيع التعلم على فترات، حيث يكون ذلك أجدى من التعلم المستمر، حيث لفترات الراحة الأثر الايجابي على التحصيل كما يمكن الإشارة إلى أن فترات الراحة الطويلة لا تعني زيادة التحصيل عن فترات الراحة القصيرة، المهم أن يتخلل المذاكرة فترات راحة مناسبة، والابتعاد عن التركيز في المذاكرة او العمل، وهناك آراء وشواهد أخرى كافية لصالح التمرين المركز، معنى ذلك أن صلاحية إحدى الطريقتين ليست مطلقة ونورد آراء كلا الجانبين القاريء الحكم واتباع ما يراه مناسبا حسب الموقف التعليمي كما ذكره الدكتور ابو حطب حيث يقول: تؤكد نتائج البحوث التي أجراها هوفلاند أن التمرين المركز أكثر فعالية حين يتطلب الأمر توافر فترة زمنية ملائمة لتكوين التأهب للتعلم، كما يتميز التمرين المركز بان جلسات الممارس تكون متتابعة، ويعيب على التمرين الموزع خاصة إذا كانت فترات الراحة طويلة، فان ما يتم تعلمه يتعرض للنسيان، مما يضطر المرء البدء من جديد كما أن التمرين المركز أجدى حين يتطلب العمل قدرا من المرونة والتنوع حيث أن التمرين المركز يؤدي الى تثبيت الاستجابة وبالطبع فان الاعمال التي تتطلب المرونة والتنوع في الأعمال الصعبة والمركبة اما العوامل التي تجعل التمرين الموزع أكثر ملاءمة في التعلم حيث ان معظم نتائج الأبحاث في هذا المجال تؤكد أفضلية التمرين الموزع، فالتعب يؤدي إلى نقصان اصطناعي في الاداء يمكن التغلب عليه بالراحة، حيث افترض كلارك أن جميع الاستجابات التي تتضمن مجهودا، سواء عززت او لم تعزز، تنتج میلا لتجنب تكرارها، كما أن التمرين المركز يؤدي الى نقصان الدافعية والانتباه للتعلم ببینم يؤدي التمرين الموزع وما يتضمنه من فترات راحة الى زيادة اليقظة والانتباه ان التمرين الموزع فرصة لتلاشي اثار التداخل التي تنشأ أثناء التعلم بينما لا تله هذه الفرصة في التمرين المركز، وان كفاية التمرين الموزع تزيد مع ري المادة، كما أن التمرين الموزع فرصة لاكتشاف الأخطاء والعمل على تلافيها.
ومن متغيرات التعلم الجيد تنظيم المادة في كليات ذات معنى ان تنظيم المادة في وحدات كبيرة، تدرس كل وحدة ككل تساعد المتعلم على ادراك العلاقات بين عناصر المادة المتعلمة خاصية في المراحل العليا، ويرجح الكثير فعالية الطريقة الكلية عندما يكون التدريب موزعا، وعندما تكون مواد التعلم ذات معنى ويربطها نوع من الاتصال وان كان يوجد من يؤيد الطريقة الجزئية، ويقترح استعمالها في المراحل التعليمية المبكرة، فمرد ذلك الى ان تدريب المعلمين والمتعلمين غير كاف على استعمال الطريقة الكلية، حيث نجعلهم أكثر الفة بها، لاشك أن وظيفة المؤسسات التربوية بوجه خاص هو تدعيم حصيلة الفرد من المدركات الكلية، وان اكتساب المدركات هو وسيلة المجتمع كي يتناول أبناؤه الأفكار والمعاني، وإعداد وسائل اتصال فعالة بينهم تساعد في تنمية عقولهم وسلوكهم في حل المشكلات بل وفي الابتكار واختم مقالتي بالتعلم المصاحب الذي يستفاد من خلال كل عملية تعلمية حيث ان المتعلم لا يتعلم المادة المقصورة فقط، بل يتعلم بطرق غير مباشرة، عادات وقيم معينة، يتعلم كيف يحافظ على النظافة، وكيف ينصت إلى الغير ويحترمهم وهذه مهارات انفعالية يكتسبها من الموقف التعليمي.
لذا يجب الاهتمام بالمناخ التعليمي المصاحب، من حجره دراسة مناسبة وكتاب مدرسي يجذب اهتمام الطالب وشخصية مدرس مقبولة، محببة للتلميذ فشعور التلميذ باحترام المدرس له وارتياحه للعمل معه، وثقته فيه، واطمئنانه اليه، كل ذلك يسهل عملية التعلم بينما انعدام الثقة يعرقل عملية التعلم، لذلك يجب معاملة التلاميذ برفق وصبر وحزم، حتى يجذبهم اليه والى حب مادته اي يجب تهيئة الأجواء المختلفة التي تؤثر على ادارة الموقف التعلیمی کالجو الطبيعي والصحي والنفسي والاجتماعي.
المراجع
1- أرثر جيتس وآخرون، ترجمة إبراهيم حافظ وآخرون، علم النفس التربوي مكتبة النهضة المصرية، 1965.
2 – احمد ابو هلال، تحليل عملية التدريس، مكتبة النهضة الإسلامية عمان 1979.
3- احمد عزت راجح، اصول علم النفس، طبعة منقحة، دار القلم بيروت، بدون تاريخ
4 – رالف تايلر، ترجمة محمد خيري كاظم وزميلة، أساسيات المناهج ، دار النهضة العربية، 1982. 5- سید خير الله، علم النفس التربوي، دار النهضة العربية، بيروت، 1981
6- صالح العزيز، التربية الحديثة ج 1 دار المعارف بمصر، 1969.
7- عزت جرادات واخرون، التدريس الفعال، ج 2، مطبعة وزارة الأوقاف، عمان، 1984.
8- فؤاد ابو حطب وزميلته، علم النفس التربوي، ط2 مكتبة الأنجلو المصرية،1984
إعداد : محمد الخطيب