توقعات وتنبؤات قديمة لبعض المفكرين والعلماء عن المستقبل

يقال ان المفكرين والعلماء يقرأون المستقبل وان الساسة يخططون لأعوام طويلة قادمة، وان الإنسان الواعي هو من ينظر الى أبعد بكثير من طرف أنفه.

لعل الأمثلة على ذلك كثيرة جدا، يعرفها كل من يهتم بالاطلاع الواعي على الفكر العلمي، وفي مجال العلم والتكنولوجيا فان الأمثلة كثيرة أيضا، فنسبة كبيرة من الأدوات والوسائل والانجازات في عالمنا المعاصر، تحدث عنها العلماء والكتاب العلميون منذ عقود او حتى قرون، ولعله من الأمور الممتعة العودة من حين لآخر إلي ما قال به هؤلاء العلماء والكتاب.

في تشرين أول من عام 1945م وفي مجلة عالم اللاسلكي کتب آرثر كلارك مقالة تحدث فيها عن ضرورة ان توضع في الفضاء أداة على مستوى كفاءة عالية تصمم لنقل الاتصالات الالكترونية الى أقصى الأرض مما يوفر إمكانية بث تلفزيوني من عدد كبير من القنوات لكل أنحاء العالم، إضافة الى عدد كبير من الاتصالات الهاتفية.

وفي تشرين اول من عام 1970 م تحدث اسحق ازیموف في مقالة بعنوان الثورة الرابعة نشرتها مجلة
Saturday Reviw عن ضرورة الانتشار الواسع للاتصالات الالكترونية بحيث يصبح هناك نوع من التعلم الالكتروني، أي أن يكون لكل إنسان جهاز تعليم الكتروني خاص به. وقال انه مع حلول الثورة الرابعة في مجرى الحضارة الانسانية ستوجه إشارات التلفزيون مباشرة من محطات الفضاء الى جهاز الاستقبال في المنزل، وسيتمكن كل انسان من امتلاك هاتفه الخاص الذي يتصل عن طريقة مباشرة بأي رقم على سطح الأرض، وستنقل الكلمة المطبوعة والرسائل البريدية من مكان لآخر في جزء من الثانية، وسيمكن الحصول على صور منسوخة من الصحف والمجلات والكتب بضغطة زر. وسيكون هناك جهاز حاسوب واحد يقوم بمهمة الإشراف على المكتبة البشرية التي سيمكن لأي شخص وفي أي وقت الحصول على ما يريد منها.

كما توقع بأنه سوف ترتبط الأرض لأول مرة على المستوى الشخصي وليس على المستوى الحكومي، وقد تساعد إمكانية الاتصال باي شخص في نبذ العداوات بين الناس، اذ ان المحادثات بينهم ستكون اسهل، وسوف تكون الحواجز الاقليمية مهزلة اكثر مما هي عليه الآن. وستكون المعاملات على نطاق دولي.

ويقول ازیموف انه مع تحقق ( القرية كل الأرضية )، نتيجة للثورة الرابعة، ستؤثر كل مشكلة تحدث على سطح الأرض في كل الأماكن وتثير العواطف في الحال وباستخدام الوسائل الحديثة في الاتصالات العامة سوف نتوقع ثورة هائلة في التعليم، وسيتمكن الأطفال من الحصول على كثير من تعليمهم في البيوت في ظروف فردية على يد مدرس الكتروني مسخر لحاجتهم فقط او يسير على حسب مزاجهم، وهذا تحسن قليل نسبيا في أسلوب التعليم الذي هو الآن متوحش وغیر حساس ويسير في خطوات تقليدية.


كما سيتساوى الناس في كل مكان على سطح الأرض في الحصول على المعلومات، وستزول الفروق في ذلك بين المدينة والريف وبين سكان الدول الغنية والدول الفقيرة.

ترى، ما الذي تحقق من تنبؤات هذين العالمين؟ وما الذي يمكن تنبؤه عن واقع العالم بعد ثلاثة عقود مثلا أو أكثر؟ وماذا يجب أن نعمل لنكون مستعدين للعيش في ذلك العالم؟

حیدر مدانات

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

التربية والمجتمع.. علاقة تكاملية وركيزة أساسية لتطور الأفراد

تُعد التربية والمجتمع من المحاور الأساسية التي تُشكل هوية الإنسان وتحدد معالم تطوره. إن العلاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *