لم يعد الحاسوب جهازاً إلكترونياً يقوم بمعالجة البيانات وفق برنامج مخزن فحسب، بل تعداه إلى مجالات عدة. وفي كل من هذه المجالات لعب دوراً مهمّاً ومميزاً، ومن أمثلة ذلك :
عمله كناقل للمعلومات في العملية التعليمية – التعلمية
فالحاسوب يعدّ مساعداً على نقل المعلومات و انتشارهـا في العملية التعليمية-التعلمية ؛ و ذلك بقدرته وإمكاناته على معالجة الكم الهائل من البيانات وبقدرته التخزينية على تخزين كم هائل من البيانات والمعلومات في ذاكرتيه الدائمة والمؤقتة، وبانتشار وسائطه التخزينية مثل :
القرص المدمج ، القرص البصري، و القلم المتحرك القابل للنقل . وساعد على هـذا الإنتشار كلفتها القليلة حيث أصبح بمقدور أغلبية مستخدمي الحاسوب اقتناء هذه الوحدات التخزينية ، وبالتالي تواجدها لديهم كمصدر للمعلومات في العملية التعليمية التعلمية ، فعلى سبيل المثال : أصبح من السهل اقتناء الموسوعة الإلكترونية الموجودة على الأقراص الصلبة وشراء الأقراص المدمجة المحتوية عليها.
فالكم الهائل من المعلومات ( السعة التخزينية ) والتكلفة المناسبة ساعدتا على أن يلعب الحاسوب دوراً مهمّا كمصدر للمعلومات في العملية التعليمية التعلمية .
ولعبت الاتصالات وعملية الربط الإلكتروني لجهاز الحاسوب مع الشبكات بنوعيها الإنترانت والإنترنت على توفير كم هائل من المعلومات والمعرفة تجعل من الحاسوب نبع المعرفة ونبع المعلومة في الوقت والتوقيت المناسبين.
ولعب رخص كلفة الاتصالات والربط على الإنترنت دوراً في الحصول على المعرفة والمعلومة عن طريق الشبكة العنكبوتية WWW والشبكات الداخلية بنوعيها الإنترانت والمحلية .
عمله كميسر لعملية التعلم
من خلال البرمجيات التربوية الحديثة ومن خلال تيسير وسائل الربط والاتصال مع العالم الداخلي والخارجي ، أصبح العالم وكأنه قرية صغيرة ، بالإضافة لعملية توظيف الفيديو في عملية الربط ، بحيث يسهل على المتعلم الحصول على المعرفة والدخول إلى الدروس التعليمية المعدة إعداداً جيداً والمصممة بطريقة تفاعلية ، واستدعائها وتخزينها لديه وطباعتها ورقياً .
هذا بالإضافة إلى إمكانية الاتصال مع المعلم أو المتابع لنشر المادة التعليمية من خلال الرسائل الإلكترونية ( البريد الإلكتروني) والرد على المتعلم بأسلوب مماثل .
وكذلك يمكن الاتصال والتواصل من خلال جلسات الدردشة عن طريق الإنترنت والدخول في حوار ونقاش إلكتروني.
ونشأت شركات لإعداد المناهج المحوسبة بالتعاون مع خبراء تدريب مختصين كل في مجاله ، وأعدوا المادة التعليمية مصنفة حسب الموضوع وحسب العمر، وأصبح بالإمكان الرجوع إليها ودراستها وأخذ نسخة مطبوعة منها .
ويمكن أن يكون هناك مدارس افتراضية إلكترونية ، كما أن هناك جامعات افتراضية يمكن التسجيل فيها إلكترونيا ودراسة موادها والتقدم للامتحانات والحصول على مؤهل أكاديمي أو تربوي عبر الشبكات الحاسوبية وعبر الإنترنت.
لذا ، فقد لعب الحاسوب لعب دوراً مهمّاًً في العملية التعليمية- التعلمية ، ليس فقط في توفير المادة التعليمية ، وإنما في إثرائها وتعليمها والإجابة عن استفساراتها والدخول في امتحانات .
و بهذا تم توفير كثير من الجهد والوقت والمال بالتعامل مع الحاسوب كمصدر كبير ومميز من مصادر العلم والمعرفة .
وهذا التيسير لم يكن نصوصاً إلكترونية فحسب ، بل دعماً بالصوت والصورة والألوان والحركة ليجعل التفاعل أكثر بين المعلم ( الحاسوب ) والمتعلم ( الطالب ) .
ولا ننسى أن البرمجيات التعليمية الناجحة تكون محكمة البناء من النواحي المعرفية و التربوية و السيكولوجية جميعها ،بحيث تجعل من الحاسوب معلماً يقدم المعرفة والخبرات بأساليب مختلفة وطرائق متعددة ، ليقوم المتعلم بدراستها والتفكير بها أو إعادة التفكير بطريقة تفكيره ، وذلك عندما يقدم الحاسوب تعزيزاً أو تغذية راجعة للمتعلم يدعوه فيها إلى إعادة المحاولة والتفكير بطرائق أخرى .
عمله في بناء الاختبارات.
يمكن عن طريق الحاسوب إجراء امتحانات بالمادة التعليمية لقياس مدى الاستفادة منه في عملية التعلم . وذلك على الرغم من أن قيام الحاسوب بذلك لم يكن متوقعا .
وهذه الامتحانات قد تكون مقالية بحيث تدع المجال للمتعلم أن يكتب نصوصاً يعبر فيها عن رأيه وعن مدى استيعابه لموضوع التعلم ، وقد تكون موضوعية يختار فيها المتعلم الإجابة الصحيحة ويسلمها للحاسوب وتخزن ليتم التصحيح الآلي عن طريق الحاسوب والبرامج المعدة لذلك الهدف وبالتالي إصدار النتائج .
وبتدخل الحاسوب في عملية بناء الامتحانات أو الاختبارات نكون قد ابتعدنا عن التحيّز وسلكنا مسلك الموضوعية ؛ لأنه لا مجاملة مع الحاسوب في جمع العلامات وإصدار النتائج والأحكام على المتعلمين.
عدا عن ذلك فإنه يمكن ضبط الوقت المعد للاختبار أو الامتحان ؛ لأن الاختبار يغلق تلقائياً عند انتهاء الوقت المخصص للامتحان ، وعامل الوقت حساس في أثناء تقديم الاختبارات عن طريق الحاسوب ، فلا وقت للمحاولات ولا وقت للسرحان وإنما العملية تحتاج إلى تركيز وانتباه لأنها محسوبة بأجزاء من الثانية .
يعدّ هذا النمط وهذا الدور الذي يقوم به الحاسوب ويتعامل معه المتعلم ، سياسة جديدة في العالم التربوي تحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام والتطوير من المعدين وإلى تقبل ووعي من المتعلمين .
و الجدير بالذكر أن كثيراً من الاختبارات العالمية الآن أصبحت من نوع On-line أي امتحانات على الخط مباشرة يتم الدخول إليها بكلمة سر ورقم مرور خاص بالمتعلم.
ويلعب المبرمجون دوراً قوياً في حماية برامجهم وامتحاناتهم وشبكاتهم من الاختراق حتى يبقى للامتحان مصداقيته ، لكن لا ننسى العابثين الذين يحاولون فضولياً وتحدياً اختراق هذه البرامج والشبكات وفك حمايتها للدخول إلى محتوى الاختبارات.
ودخول الامتحانات عن طريق الحاسوب يشبه تماماً في خطورته ووقته دخول الحسابات البنكية عن طريق الحاسوب .
عمله في إعداد مشاريع البحث .
لعب الحاسوب دوراً كبيراً في الحصول على الكم الهائل من العلم والمعرفة عند القيام بعملية البحث وباستخدام محركات البحث المختلفة العامة والمتخصصة وباللغات المختلفة .
فبزمن بسيط جداً تستطيع إعداد بحث عن طريق تجميع المعلومات من مصادر ومواقع متعددة باستخدام الإنترنت ، ومن ثم تتم عملية التنسيق وإدخال الرأي الخاص في مشروع البحث.
عدا عن ذلك فإن الحاسوب يوفر الجهد على الباحثين ، فبدلاً من الكتابة في موضوع سبقك إليه غيرك تستطيع الاستعلام من خلال الشبكة الحاسوبية ومعرفة ما كتب في هذا المجال والتعرف إلى أحدث ما توصل إليه العلم في موضوع البحث ، وبعد ذلك تنطلق في إعداد مشروع البحث الخاص بك .
كما يمكنك عن طريق الحاسوب وشبكاته ( الإنترنت ) التواصل مع الباحثين والعلماء ومراسلتهم والكتابة إليهم والاستفسار منهم ، ويتم الرد عليك إلكترونيا . وبذلك لعب الحاسوب دوراً كبيراً في إعداد مشروع البحث والتوصل إلى المعلومة الحديثة والدقيقة بوقت قصير وكلفة محدودة.
وهناك مجموعات عالمية مختلفة تراسل بعضها في عمليات البحث العلمي والجديد في البحث العلمي وتزويد العالم بالأخبار العالمية مثل ( Group News) ، ويمكن ذلك ضمن بروتوكولات عالمية لنقل الملفات ونسخها وإرسالها واستقبالها.
وباستخدام الحاسوب يمكن توظيف مشاريع البحث في تعلم الطلبة والعمل على ربط هذه المشاريع بالبيئة والاستفادة منها .
دور التكنولوجيا في تنمية مهارات التفكير والإبداع والاتجاهات والتواصل.
التكنولوجيا بأشكالها المختلفة ، من حواسيب وبرمجيات ومؤتمرات فيديو والربط بالشبكات ، تلعب دوراً في الارتقاء بمستوى التفكير لدى الطلبة .
من خلال البرامج الحاسوبية يمكن تشجيع المتعلم على التطبيق والتحليل والتركيب من مهارات التفكير العليا ، وباستخدام الحاسوب وبرامجه يكون الطالب قادراً على تمييز الأشياء ومقارنتها بغيرها من الأشياء ، أي يكون قادراً على إطلاق الأحكام وتقييم الأشياء.
ولعل لعب الشطرنج مع الحاسوب من أكثر الألعاب تطبيقاً على أن الحاسوب يعلم التفكير والقدرة على التخطيط واختبار البدائل واتخاذ القرارات وتلعب المحاكاة دوراً كبيراً في هذا المجال .
و يلعب الحاسوب دوراً في تنمية مهارات الابتكار والقدرة على الإتيان بالجديد ومخالفة المألوف ، ويبدو ذلك جلياً من خلال تنشيط ذاكرة المتعلم ووضعه في ظروف تستدعي المتعلم و تحثه على توليد أفكار جديدة لحل المسألة . ويبدو ذلك من خلال ألعاب الذكاء واتخاذ القرارات ، فعملية البحث في الحاسوب والإنترنت عملية تخطيط لدمج التكنولوجيا بالمادة التعليمية ( المناهج ) ، وكل ذلك يظهر إبداع المتعلم وقدرته على التفكير .
ويستطيع المتعلم أن يرتقي بمهارات تفكيره وإبداعه ، وذلك من خلال تأمله في المادة التعليمية التي قام بتعلمها أو باستخدام التكنولوجيا في عرضها أو دراستها.
وعملية البحث باستخدام الحاسوب تزيد من سعة أفق المتعلم وتثري معرفته وتفتح عيونه على علوم متعددة ومعارف جديدة ، فيحدث عنده الفضول لمعرفة المزيد والتفكير في جـديد البحث .
ويتباين الإثراء والتنمية من شخص لآخر حسب طريقة استخدام الحاسوب ، فتنمية المستخدم النهائي للحاسوب تختلف عن المبرمج والمصمم …..الخ .
ولتنمية الاتجاهات باستخدام التكنولوجيا أوجه تتمايز بها عن عدم استخدامها . فمستخدم التكنولوجيا يقدر الوقت ويحرص عليه ويتوخى الدقة ويركز على التوثيق والحماية الفكرية ويكون صوراً في التعامل مع الأجهزة ويقدر قيمتها وكلفتها وأهميتها ويحافظ عليها لأنه يعرف أن هذه الأجهزة لاستخدام الأجيال وليس له وحده .
ويتولد لدى مستخدم التكنولوجيا النظام لأنه يتعامل مع أجهزة مبنية في عملها على النظام ، وتتكامل لديه أخلاقيات التعامل معها والأخلاقيات الضرورية للعيش في عالم التكنولوجيا.
وتتباين الاتجاهات لدى مستخدمي التكنولوجيا ، فمنهم من هو مؤيد وداعم لها ومنهم من هو سلبي في ذلك ، وتلعب طريقة توظيف التكنولوجيا من قبل المعلمين والتربويين والقائمين على ذلك. وللبنية المجتمعية دوراً في صنع الاتجاهات ، فالمجتمع القائم على الاقتصاد المعرفي و المبني عليه ينظر للحاسوب نظرة تختلف عن المجتمع الذي لا يستخدم الحاسوب ولا يوظفه .
ويتولد لدى مستخدمي التكنولوجيا مهارة التواصل ، حيث إن الحاسوب وسيلة وسيطة في الاتصالات ( com . mediated communication ) وهـذه الإمكانية ربما هي التي أحـدثت النقلة النوعية و الكبيرة في تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات والتي تتمثل بالاتصال عبر الشبكة العالمية الإنترنت ،و كذلك الشبكات المحلية الإنترانت، و كذلك توفير بعض البرمجيات التي تتيح لنا أن نتواصل مع أي شخص في أي مكان . بالإضافة إلى أنه يوفّرلنا خدمة الفيديو المتفاعل التي نستطيع بوساطتها أن نسمع ونرى الشخص المقابل باتجاهين على أن تتوفر لكليهما كاميرا الويب .
هـذا الاتصال و التواصل يرفع من مستوى التفاعل في العملية التعليمية – التعلمية .
تقوم كل مجموعة بكتابة ما توصلت إليه لعرضه على المجموعات الأخرى .
تجتمع المجموعات كلها و يتم تبادل الآراء و الأفكار من خلال طرح كل مجموعة لمنجزاتهـا.