يتجدد الاهتمام العالمي في أساليب رفع كفاية استهلاك الطاقة وترشيدها باعتبارها مصدرا محليا ورخيصا للطاقة. فرفع الكفاية يعني الحصول على نفس الخدمة، (درجة الإضاءة ومدتها مثلا) أو ما يسمى بأدبيات الطاقة بالطاقة المفيدة ولكن باستهلاك كمية أقل من الطاقة المولدة للإنارة والمدفوعة الثمن أو ما يسمى بالطاقة النهائية، وهى الكهرباء في حالة المثال السابق.
اما الترشيد فهو كما تدل الكلمة الاستخدام الراشد للطاقة المفيدة بما يفي بالحاجة الفعلية للمستهلك من دون تبذير. وبالعودة إلى مثال الإضاءة، يكون الترشيد بإطفاء الإنارة في الأماكن غير المستخدمة في المنزل من جهة، ومن جهه أخرى عدم استخدام اجهزة تولد درجة إضاءة أعلى مما هومطلوب في المكان المعين، وبالتالي توفير كميات من الطاقة النهائية المدفوعة الثمن (الكهرباء).
أما ما يدعى بالتقنين، فهو بالمقارنة مع رفع الكفاية والترشيد المذكورين اعلاه، يتلخص في تحديد كميات الطاقة النهائية المتوافرة للمستهلك بحسب أولويات تحددها الجهات الحكومية، مثل تزويد المنازل بالكهرباء لساعات محدودة خلال اليوم، ويعتمد هذا الأسلوب في الحالات الطارئة فقط.
ونوجز في ما يلي بعض الإجراءات المقترحة من خبراء الطاقة، والتي يمكن للمستهلك المنزلي تطبيقها بسهولة للحد من استهلاكه للطاقة، والحد من أثر فاتورة الطاقة على دخل المستهلك للطاقة:
أولا _ الإضاءة
تشكل الإضاءة في كثير من الأحيان حوالي 30% من استهلاك المنزل الكلي، أما أجهزة الإضاءة الأكثر استخداما، فهي:
1- مصابيح الإنارة العادية (التنجستن)، وأكثرها استخداما تتراوح قدرتها بين 40 الى 100 واط.
2- مصابيح الإنارة فلورسنت (النيون)، وبقدرات تتراوح من 16 الى 36 واطا.
3- المصابيح الموفرة للطاقة بأنواعها.
أما الإجراءات الممكن اتخاذها لتوفير الطاقة اللازمة للإنارة، فهي:
1. استبدال المصابيح الموفرة للطاقة بمصابيح التنجستن
2. الاستفادة من الإضاءة الطبيعية خلال ساعات النهار.
3. إضاءة المساحات المستخدمة من المنزل فقط.
4. تظيف المصابيح بشكل دوري.
5. طلاء الجدران الداخلية بالالوان الفاتحة.
6. استخدام أجهزة ضبط الوقت و/ أو الخلايا الضوئية التي تنير المصابيح عند الحاجة فقط ، وهذه الاجهزة مفيدة تحديداً في الإنارة الخارجية.
7. وأخيرا، توعية أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال بضرورة إطفاء المصابيح في المساحات غير المستخدمة في المنزل.
ثانيا – التكييف
في حالة توفر أجهزة التكييف في المنزل فإن استهلاك هذه الأجهزة قد يتجاوز ما نسبته 60 % من الاستهلاك الكلي، ومن هنا تبرز أهمية إدارة استخدام هذه الأجهزة وعلى النحو الآتي:
1. عند شراء الجهاز، اختيار الأنواع الاكثر كفاءة إذ إن فارق السعر يتم استرداده بمدة وجيزة من الاستخدام.
2. التأكد من عدم وجود تسرب للهواء من، المساحة المكيفة أو إليها من خلال الشقوق، والفتحات في الأبواب والنوافذ.
3. تثبيت جهاز ضبط الحرارة على درجة 25 مئوية.
4. تنظيف الفلتر بشكل دوري.
5. تثبيت الوحدات الجدارية في أماكن مناسبة تتوافر فيها التهوية الجيدة.
6. التأكد من إطفاء الجهاز عند مغادرة الغرفة.
7. إسدال الستائر العازلة على النوافذ.
ثالثا – التدفئة
1. استخدام أساليب العزل الحراري في مرحلة البناء.
2. استخدام أساليب العزل الحراري، وعزل الرطوبة في الأبنية القائمة علما بأن أساليب العزل هذه لها مردود سريع، ومجزية اقتصاديا عدا عن توفيرها أكثر، شريطة تنفيذها بأيد متخصصة.
3. معالجة تسرب الهواء من المساحة الدافئة أو إليها مع بقاء التهوية لمدد قصيرة (5 – 10 دقائق) كل بضع ساعات.
4. تنظيف أجهزة التدفئة بشكل دوري من الداخل والخارج لرفع كفاءة التبادل الحراري على الأقل مرة واحدة في الموسم.
5. معايرة أجهزة التدفئة من حيث نسبة الهواء إلى الوقود، وبحسب تعليمات الجهة الصانعة، أو فني مؤهل.
6. عدم تجاوز درجة حرارة 18 مئوية داخل الغرفة المدفأة.
7. إطفاء أجهزة التدفئة بأنواعها كافة خلال ساعات النوم.
رابعا- تسخين المياه
1. استخدام المياه الساخنة عند الضرورة فقط.
2. استخدام خطوط المياه الباردة للاستخدامات الروتينية، والمتكررة مثل غسل الأيدي والوجه، وتوعية أفراد الأسرة لتخفيف الحمل عن أجهزة تسخين المياه.
3. تثبيت جهاز التحكم بالحرارة على درجة لا تزيد عن 50 درجة مئوية
4. برمجة استحمام الأطفال في نفس اليوم.
5. تدريب الأطفال على الاستحمام باستخدام الحد الادنى من كمية المياه، وعدم التبذير بالماء الساخن.
6. صيانة أجهزة تسخين المياه دوريا ومعايرتها.
7. اخيرا، وفي ضوء ارتفاع أسعار الطاقة والمحروقات عالميا ومحليا، تصبح السخانات الشمسية خيارا اقتصاديا في معظم الحالات يستوجب دراسته جديا من رب الأسرة.
في الختام، نذكر بضرورة التوعية وأهميتها ، والتثقيف في مجال ترشيد استهلاك الطاقة، لتصبح عادات استخدام الطاقة الرشيدة جزءا من طريقة الحياة السائدة. إن ترشيد استهلاك الطاقة يتجاوز المردود الشخصى إلى المردود الإيجابي على اقتصاد الوطن والبيئة المحلية والعالمية.
إعداد محمد فيصل يغان