المراحل النمائية للإنسان والتطور الاجتماعي لدى الفرد

بقلم :- زيد ابوزيد

1- مرحلة الرضاعة ( منذ الولادة إلى السنة الثاني) :

تعتبر مرحلة الرضاعة أهم مراحل الطفولة حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد ، وفي هذا الصدد يقول هادفيلد ، إن هذه المرحلة والمرحلة التي تليها مباشرة ، يوضع فيها أساس الشخصية ، فإذا كانت عوامل النمو سليمة ومواتية كان نمو الشخصية سويا .

النمو الاجتماعي في مرحلة الرضاعة

ويكون الرضيع في هذه المرحلة ، كائن اجتماعي في حدود طاقاته المحدودة ، واهم مظاهر النمو الاجتماعي في مرحلة الرضاعة هي :

• في النصف الأول يبدأ في الاستجابة الاجتماعية للمحيطين به ، ويظهر اهتمامه بما يجري حوله.
• في منتصف العام الأول يمرح إذا داعبه احد.
• في نهاية السنة الأولى يكون علاقات اجتماعية مع الكبار ، أكثر منها مع الصغار ، ويبدأ الاتصال الاجتماعي بالأم ثم بالأب ثم بالآخرين الموجودين بالبيت ثم خارجه.
• في السنة الثانية يزداد اتساع البيئة الاجتماعية ، وتبدأ العلاقات الاجتماعية مع الأطفال ، ويكون اللعب فرديا غير تعاوني.

مطالب النمو في مرحلة الرضاعة
يطلب في هذه المرحلة من الأبوين توفير الحب والحنان والعطف للطفل وتلبية حاجاته الرئيسة والاتصال المباشر والمستمر معه .

2- مرحلة الطفولة المبكرة ( 2 – 6 سنوات )

ويطلق عليها البعض اسم ما قبل المدرسة ، وتمتد من نهاية مرحلة الرضاعة حتى دخول المدرسة ، ويفضل البعض اسم مرحلة الطفولة المبكرة.

النمو الاجتماعي

من أهم مطالب النمو الاجتماعي في هذه المرحلة ، أن يتعلم الطفل كيف يعيش مع نفسه وكيف يعيش في عالم يتفاعل فيه مع غيره من الناس ومع الأشياء ، ومن مطالبه أيضا نمو الشعور بالثقة التلقائية والتوافق الاجتماعي.

ومن أهم مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة :

• تظهر ألعاب الطفل تطورا اجتماعيا واضحا ، ويكون لدى الطفل في هذه المرحلة صديق أو صديقين أو أكثر ، ولكن صداقاتهم سرعان ما تتغير.
• تتكرر المشاجرات بين الأطفال لعدم قدرتهم على التعاون .
• التوافق مع الظروف البيئية الاجتماعية ، وتقبل المعاني التي حددها الكبار للمواقف الاجتماعية وتعديل السلوك وتوافقه مع سلوك الكبار.
• يحب الطفل في نهاية هذه المرحلة أن يساعد والدية وأن يساعد الآخرين.
• يحرص الطفل على المكانة الاجتماعية .
• يشوب اللعب بعض العدوان والشجار.
• يميل الطفل إلى المنافسة والاستقلال وينمو الضمير الذي يتضمن منظومة التعاليم الدينية والقيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية ومبادئ السلوك السوي.
• اضطراب السلوك إذا حدث صراع مع الكبار.

مطالب النمو في مرحلة الطفولة المبكرة ودور الأسرة في التنشئة الاجتماعية وتلبية الحاجات:

• إشباع حاجات الطفل للرعاية والتقبل والحب والحنان من قبل الوالدين.
• تعليم وتنمية المهارات والمعايير الاجتماعية للطفل.
• تعليم آداب السلوك.
• الاهتمام والرعاية وعدم نبذ الطفل.
• تدريب الطفل على الضبط الذاتي للسلوك وتنميتها.
• استخدام أساليب التعزيز وتجنب العقاب البدني للطفل.

3- مرحلة الطفولة المتوسطة ( 6 – 9 سنوات ) :

يدخل الطفل في هذه المرحلة المدرسة الأساسية ، إما قادما من المنزل مباشرة أو منتقلا إليها من رياض الأطفال ، وتتميز هذه المرحلة بشكل عام باتساع الآفاق المعرفية والأكاديمية ، وتعلم المهارات الجسمية اللازمة للألعاب والأوان .

النمو الجسمي والحركي

• تتميز هذه المرحلة بالنمو الجسمي البطئ المستمر في تغيير شبه شامل في الملامح العامة التي تميز شكل الجسم.
• ينمو حجم الرأس .
• تنمو الأذرع والساقان بصورة أسرع من الجذع.
• تتساقط الأسنان اللبنية وتظهر الأسنان الدائمة.
• عدم اكتمال نضج العظام .
• يزداد الطول والوزن بنسبة 5 % في السنة.
• تتقدم حواس الجسم وخاصة حاسة اللمس .
• ينمو التوافق الحركي وتزداد الكفاءة والمهارة اليدويتان.
• يتميز الطفل بالنشاط والحركة الزائدة.

النمو العقلي واللغوي

• يستمر النمو العقلي بصفة عامة في تقدم سريع.
• يتعلم الطفل المهارات الأساسية في القراءة والكتابة والحساب.
• تزداد قدرة الطفل على الحفظ والتذكر.
• تظهر القدرة على الابتكار تدريجيا.
• ينمو حب الاستطلاع ويزداد.
• ينضج إدراك معاني المفردات.
• يتلهف الأطفال إلى التعلم.
• تعتبر بداية مرحلة تعلم الجمل الطويلة والمركبة.
• يبدأ الطفل بتطوير مفاهيم الصواب والخطأ.
• إتقان الأطفال المهارات اللغوية.

النمو الانفعالي

• تتكون العواطف والمشاعر والعادات الانفعالية.
• يصبح الطفل أكثر تحكما في انفعالاته وأكثر تقبلا للتأخير في تحقيق رغباته وعدم تلبيتها.
• يبدأ تقدير الذات بالارتفاع.
• يبدأ الطفل في تمييز أسباب النجاح أو الفشل.
• تتطور مجموعات الأصدقاء.

النمو الاجتماعي

• اتساع دائرة الاتصال الاجتماعي بذهاب الطفل إلى المدرسة.
• يختار الطفل أصدقاءهم ،وعادة الطفل صديق واحد شبه دائم.
• يحب الأطفال الألعاب المنظمة في مجموعات صغيرة.
• تكثر الصداقات ويكون اللعب جماعيا.
• يحصل الطفل على المكانة الاجتماعية.
• ينمو شعور الفرد بفرديته المختلفة عن غيره.
• يبتعد كل من الجنسين عن الآخر.
• يظهر التعلق بالآخرين وبشخصيات مشهورة يتخذها أنموذجا له.
• يتذبذب الأطفال بين الخنوع الزائد والتمرد الكلي.

4- مرحلة الطفولة المتأخرة ( 9 – 12 سنة )

تسمى هذه المرحلة بمرحلة ما قبل المراهقة ، السلوك يصبح أكثر جدية ، وتتميز هذه المرحلة ببطء معدل النمو بالنسبة لسرعته في المرحلة السابقة والمرحلة اللاحقة ، يزداد التمايز بين الجنسين في هذه المرحلة وتعلم مهارات الحياة والمعايير الأخلاقية والقيم وتكوين الاتجاهات والاستعداد لتحمل المسؤولية وضبط الانفعالات وتعتبر هذه المرحلة من انسب المراحل لعملية التطبيع الاجتماعي.

النمو الاجتماعي

تستمر عملية التنشئة الاجتماعية في هذه المرحلة فيعرف الطفل المزيد من المعايير والقيم والاتجاهات الديموقراطية والضمير ومعاني الخطأ والصواب ويهتم بالتقييم الأخلاقي والسلوك.

من أهم مظاهر النمو الاجتماعي في هذه المرحلة هي:

• يفضل الطفل الاندماج مع جماعات الأصدقاء والأقران .
• يبدأ الشعور لدى الطفل بالولاء للجماعة.
• تأخذ القيم الاجتماعية في الظهور نتيجة للاشتراك في نشاطات جماعية .
• زيادة نقد الطفل لتصرفات الكبار.
• يزداد تأثير جماعة الرفاق ويكون التفاعل الاجتماعي على أشده .
• يبدأ تأثير النمط الثقافي.يبتعد كل من الجنسين في صداقته عن الجنس الآخر ويظل الحال هكذا حتى سن المراهقة.

5- مرحلة المراهقة

يطلق اصطلاح المراهقة على المرحلة التي يحدث فيها الانتقال التدريجي نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والنفسي ، ويخلط البعض بين كلمة المراهقة وكلمة البلوغ ، ولكن ينبغي التميز بينهما ، فلفظ المراهقة يعني التدريج نحو النضج الجنسي والجسمي والعقلي والنفسي ، حيث يقصد بالبلوغ نضج الأعضاء الجنسية .

النمو الاجتماعي
تستمر عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي ، حيث يستمر تعلم القيم والمعايير الاجتماعية من الأشخاص الهامين في حياة الفرد ، وتعتبر مرحلة المراهقة بحق مرحلة التطبيع الاجتماعي ، ويلاحظ زيادة تأثير الفروق في عملية التنشئة والتطبيع الاجتماعي في سلوك المراهق ، ومن أهم مظاهر النمو الاجتماعي في مرحلة المراهقة :

• تزداد الثقة بالنفس والشعور بالأهمية وتوسيع الأفق والنشاط الاجتماعي.
• يسعد المراهق بمشاركة الآخرين في الخبرات والمشاعر والاتجاهات والأفكار.
• يظهر الاهتمام الشخصي ويبدو في اختيار الألوان الزاهية الملفتة للنظر.
• النزعة إلى الاستقلال الاجتماعي والميل إلى الزعامة.
• يزداد الوعي بالمكانة الاجتماعية.
• يلاحظ النفور والتمرد والسخرية والتعصب والمنافسة.
• ينمو الذكاء الاجتماعي.
• تنمو القيم نتيجة تفاعل المراهق مع بيئته الاجتماعية.

النمو الجسمي والحركي

• تحصل تغيرات جسدية كبيرة في هذه المرحلة تقود إلى تشكل الجسم ليتخذ شكل الجسم البالغ.
• تتميز هذه المرحلة ببلوغ كل من الذكر والأنثى ، وظهور التغييرات الجنسية الثانوية والرئيسة عند كل مهما.

النمو العقلي واللغوي

• القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة والاستنتاج.
• يصبح المراهق أكثر قدرة على المجادلة والوعي بالذات.
• يصبح المراهقون أكثر تركيزا على ذواتهم ، مثاليين وناقدين.
• يزداد تعرف المراهقين على الخيارات المتاحة لهم.
• يتمكن المراهقون من استخدام المفردات بشكل أفضل ويزداد استخدامهم للمفردات الخاصة بالمجرد في لغتهم.

6- مرحلة الرشد

من أهم مطالب النمو الاجتماعي في مرحلة الرشد ، اختيار الزوجة أو الزوج ، والحياة مع زوج أو زوجة ، وتكوين الأسرة ، وتحقيق التوافق الأسري ، والاندماج في المجتمع ، وممارسة المهنة وتحيق التوافق المهني ، وتكوين مستوى اقتصادي مناسب مستقر والمحافظة عليه ، وممارسة الحقوق المدنية وتحمل المسؤولية الاجتماعية والوطنية وإيجاد الروابط الاجتماعية التي تتفق مع الحياة الجديدة، وتكوين وتنمية الهوايات المناسبة لهذه المرحلة ، وتقبل الوالدين والشيوخ ومعاملتهم معاملة طيبة والتوافق لأسلوب حياتهم ، وتكوين فلسفة عملية للحياة.

النمو الاجتماعي

• ينهي الشخص الراشد تعليمه ويجد العمل المناسب ويستقل عن أسرته ويكون أسرة جديدة.
• يتم النضج الاجتماعي المتوازي مع باقي جوانب الشخصية جسميا وعقليا وانفعاليا وأي اضطراب في أي منها يؤثر في النمو الاجتماعي.
• يتضمن النضج الاجتماعي الاستقرار المهني والرضا عن العمل والتوافق والنمو المهني ،ويتضمن النضج الاجتماعي كذلك الزواج وتكوين الأسرة والاستقرار الأسري.
• في منتصف العمر تصل العلاقات الاجتماعية ذروتها ، فيستقل الأولاد عن أسرهم ، فيبحث الوالدان عن علاقات جديدة تملأ حياتهما.
• تتأثر عملية التوافق في مرحلة الرشد بالحاجات الاجتماعية والعادات والتقاليد والتطور الاجتماعي للبيئة والهوايات.


7- مرحلة الشيخوخة

من أهم مظاهر النمو في مرحلة الشيخوخة ما يلي:

• تطرأ بعض التغيرات النفسية والجسمية التي تضعف الطاقة الجسمية بشكل عام.
• يصاحب هذه التغيرات ضعف الذاكرة والانتباه والتأثر الانفعالي والحساسية النفسية.
• يزداد اهتمام الفرد بنفسه وتنحصر العلاقات الاجتماعية تدريجيا في دائرته الضيقة وتكاد تنحصر في نطاق الأسرة فقط.
• تزداد علاقة الفرد في هذه المرحلة بأبنائه وأحفاده.
• تزداد الاتجاهات النفسية والاجتماعية رسوخا في مرحلة الشيخوخة.
• يزداد التعصب للماضي .
• يحتاج التوافق الاجتماعي السليم ، في مرحلة الشيخوخة إلى التوافق مع العادات والتقاليد السائدة المتجددة والخاصة بالأجيال المختلفة.
الصورة pixabay

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *