السقف المحفوظ لحفظ الحياة على الأرض

((وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ… آية 32 الأنبياء ))

لا شك في أن الحجارة التي تسقط من السماء على الأرض، بكل أشكالها وألوانها وتراكيبها المادية المختلفة ، يمكنها أن تكون داخلة في حدود دائرة ذلك القدر، أو ذلك النزر اليسير الذي يتاح له أن يخترق الغلاف الهوائي ويصل سطح الأرض حيث الأنام وينبت النبات …

ولقد أشرنا الى أن القرآن الكريم يشير الى أن ذلك القدر كله داخل في قوله : (( … وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ.. آية 65 الحج )) ، فما علاك فأظلك فهو سماء لك ، وكذلك الغلاف الهوائي من فوقنا يظلنا ، ولذلك هو سماء لنا . وهو سقف محفوظ في الأرض بفعل قوى تحفظ وجوده فيها ، اذ لولا الجاذبية الأرضية لكان ولى الغلاف الهوائي هاربا الى الفضاء الخارجي ، وما أتيحت حياة في الأرض لولاه .

انه جزء من التكوين المادي للأرض ، وهو ضرورة لازمة لقيام أشكال الحياة المختلفة ، وما يكون قوله تعالى ذكره : (( ..سيروا في الأرض .. آية 20 العنكبوت )) ، الا توكيدا على وجوب النظر الى ذلك الغلاف على أنه من ذاتها ، وهو معنى أكدته التجارب ودلت عليه . وقد كان نشوء هذا الغلاف للأرض خلال تلك المرحلة التي تدرج فيها تكوينها المادي حتى غدا على ما هو عليه . وهكذا ظل الغلاف الهوائي محفوظا في الأرض ، بفعل جاذبية الأرض المحيطة به ، والتي تستبقيه مسموكا ( مرفوعا ) فوقنا . فالجاذبية الأرضية سقف محفوظ في الأرض ، وهي قوى حافظة تحفظ لنا الغلاف الهوائي سقف محفوظا وحافظا للحياة فيها ((وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا ۖ وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ… آية 32 الأنبياء ))

وظيفة السقف المحفوظ:

السقف للأرض شرط وجودي من شروط يجب توافرها، لكي تكتمل لها خصائص المأوى.

السقف محفوظ في الأرض حفظا لحياة شاء لها الله تعالى ذكره أن تكون فيها . اذن نزع السقف من الأرض انما هو النزع لحياة الكائنات الحية كلها منها، وذلك لأن في ذات النزع اياه ترك لكل ما هو كفيل بانهاء وجودها من أن يصل اليها ويتجاوز بها خط الموت الى خارج الحياة الدنيا .

من هنا نرى أن الأداء الوظيفي للغلاف الهوائي يكاد يشبه أداء السقف في بيوت سكناكم، فقد حافظتم على انتقاء مادة السقف وهندسته وقيام بنائه ، بحيث تكون في ذاته قوى حافظة تحفظه ، وتحول بينه وبين الانهيار فوق رؤوسكم ، أو من أن يخرج عن أداء مهمته في جعل البيت صالحا لأن يكون مأوى ، فهو سقف محفوظ في البيت ومرفوع من فوقكم أداء لوظيفة كان من أجلها بناؤه ، وهي الاسهام بدوره في جعل المأوى يتسم بخصائص المهاد ، اذن السقف استبقاء للبيت ممهدا لحياة ابن آدم فيه . كذلك الغلاف الهوائي ( السقف المحفوظ ) انما هو محفوظ في الأرض استبقاء لها ممهدة للحياة فيها ، وكافية أهلها عيشا . اذن السقف ضرورة حياة ومعاش .

فكل نظام من أنظمة الحياة في الأرض ، انما يشكل قضية فردية ، لكن أنظمة الحياة كلها معا تشكل قضية كلية هي قضية الحياة كلها في الأرض . فاذا قلنا : هذه الأرض مهاد ، فذلك معناه أن التكوين المادي كله في الأرض ، قد اتجه في الاتجاه المؤدي الى استبقاء المقومات الكاملة لحياة أنظمة الحياة كلها في الأرض ، لذلك جاء قوله جل ثناؤه : (( ألم نجعل الأرض مهادا ..آية 6 النباء )) ، استفهاما مجابا بنعم ، انها حقا كذلك .

وندري أن الشمس تزود الأرض بما يلزمها من حرارة ، والغلاف الهوائي يأخذ دوره في استبقاء درجة الحرارة في حدود تتناسب ومستلزمات حياة الكائنات في الأرض ، فهو يعمل كأنما هو مكيف لدرجات الحرارة ، فيمنعها من الصعود أو الهبوط الى مستويات تكون بها نهاية حياة الانسان أو الحيوان أو النبات في الأرض . وهكذا تبقى درجة الحرارة تنسجم دوما مع عملية استبقاء للأرض ممهدة لحياة الكائنات فيها .

ونجد أن الغلاف الهوائي يعمل كما المصفاة ، كونه يمنع الاشعاعات المميتة من اختراقه وبلوغ الكائنات الحية في الأرض ، ومع ذلك هو يتيح للضوء أن ينفذ منه ويصل الحياة يرويها نماء وحياة . فمن دون هذا الضوء لا أمل للحياة في حدود تكوينها من أن تمضي في ركابها في الأرض .. لا ابن آدم ولا الحيوان ولا النبات بقادر على أن يحيا من دون هذا الضوء ، فالضوء شرط وجودي لاستبقاء الأرض معاشا لحياة من هو كائن فيها .

أخطار الجسيمات النيزكية :

أكثر من ذلك نجد أن الغلاف الهوائي يحمينا من جسيمات نيزكية تأتي من الفضاء الخارجي وتهاجم الأرض بصورة مستمرة . فهذه الجسيمات تأتي من كل اتجاه إلى الأرض ، وتخترق الغلاف الهوائي بسرعة تكاد تعادل سبعين كيلومترا في الثانية ، لذلك هي تتلف وتتبخر تحت تأثير الحرارة الشديدة الناشئة عن الاحتكاك بينها وبين جزيئات الهواء .

وهذه الجسيمات التي نورد ذكرها هنا لا تتجاوز أقطارها قطر حبة الرمل . لكن السرعة التي تندفع بها تجعلها تشكل مصدر إزعاج وخطورة لكل من يرتاد التحليق الفضائي من الناس . وكان قد تم تقدير هذه الكميات الهائلة من الجسيمات التي تهاجم الأرض وتدخل الغلاف الهوائي يوميا بحوالي مائة طن تقريبا ، ورغم ذلك نجد أن الغالبية العظمى منها تتلف وتتبخر تماما عندما تصبح على ارتفاع خمسين كيلومترا من سطح الأرض . أما الأجسام أو الشهب الأكثر صلابة وحجما من هذه الجسيمات ، فمثلا تلك التي تعادل حجم بيضة الحمام أو الدجاج ، أو أقل أو أكبر من ذلك ، فإنها قادرة على النفاذ إلى داخل المركبات الفضائية ، وكذلك برغم تآكل مادة السطح منها بفعل احتكاكها بجزيئات الهواء ، وما يترتب على ذلك من حرارة شديدة ، فإنها اذا كانت مكونة من مادة متماسكة صلبة ، من مثل مادة تكثر فيها المواد الحديدية ، أو الصخرية شديدة التماسك ، فإنها يمكنها أن تلحق الضرر بمن تصيبه ، وهناك بالطبع حجارة وصخور بأحجام كبيرة وصغيرة ، ومن مواد مختلفة ، تجوب الفضاء الخارجي للأرض ، ومنها ما يمكنه أن يجد طريقه يوما ، الى داخل الغلاف الهوائي للأرض ، فالى اليابسة ، وقد تم جمع أعداد كثيرية العدد من هذه ، وذلك من أماكن عديدة على سطح الأرض ، وكانت ولم تزل دراسة هذه الحجارة تعطي امكانية طرح أسئلة هامة لها علاقة بنشوء المجموعة الشمسية ، وبظهور الحياة في الأرض ، وأخرى أسئلة عن وجود حياة في كواكب أخرى في هذا الكون ، فكأنما الحجارة التي تسقط على الأرض تحمل رسالة الى العقل ، ليستدل بها على المجهول ، ومثل هذه كمثل الضوء والأمواج الأخرى الغير مرئية بالعين ، فانها تأتي من مصادرها لتدل عليها ، فمن التقاط الأمواج وتحليلها يعلم العقل عن النجوم وعن ماذا يجري في الفضاء الخارجي ، فهي الطارق الذي يتنبه له العقل ، فيقوم اليه ليعرفه .

الإشعاعات المميتة :

بالإضافة الى ذلك هناك إشعاعات مميتة تأتي الأرض من الشمس ومن غيرها ، ومنها الأشعة الكونية وأشعة اكس ، واشعة جاما ، والأشعة الفوق بنفسجية .

ولنبدأ بذكر الأشعة الفوق بنفسجية ، فالموجات القصيرة منها ( نسبيا ) ، يتم امتصاصها في احدى طبقات الغلاف الهوائي وهي طبقة الأوزون ، فتلك الطبقة اذن تؤدي دورها في حفظنا من موت كان يمكن أن يكون أكيدا ، وناتجا عن التعرض المفرط للأشعة الفوق بنفسجية ، ومع ذلك نجد نزرا يسيرا من تلك الأشعة ( الموجات الطويلة من هذه الأشعة ) ، يصل اليابسة ، بمقدار يكفي لتلويح ذوي البشرة البيضاء ، فيكسوها سمرة ، ويزداد احتمال وصول أكبر مقدار من هذه الأشعة الفوق بنفسجية الى سطح الأرض في وقت تكون في حرارة الطقس عالية ، وما الاصابة بضربة شمس الا بسبب من هذه الأشعة ، فهي تتسبب في تأيين ذرات في خلايا حية ، أو في قفز الكترونات من طبقة الى أخرى داخل ذرات في خلية ، ولقد ثبت تأثيرها الضار على النبات وعلى الخلايا الحية .

وهناك أشعة اكس ( أشعة رنتغن ) ، ومصادرها متعددة في الفضاء الخارج ، وهي تنبعث أيضا من الشمس ، وذلك في أعقاب حدوث انفجارات مغناطيسية فوق سطح الشمس ، ومثلها أشعة جاما ، فكلها تأتي الأرض ، الا أن طبقة الأوزون تحول دون وصولها سطح الأرض .

وهناك الأشعة الكونية ، وهي عبارة عن بروتونان والكترونات ، وذرات ثقيلة مؤينة ، وهي تأتي الى الأرض من كافة الجهات ، ومصادرها متعددة ، فمن نجم انفجر وتناثرت أجزاؤه بعد أن مر في كافة مراحل تطوره ، أو من نجم من النيوترونات ( نجم النيوترون ) ، أو من أطراف المجرة ، أو مصادر أخرى ، وعلى الغالب فان الأشعة الكونية في معظمها من البروتونات ، وتأتي من الشمس في أعقاب حصول انفجارات مغناطيسية ، فهذه تتسبب بما نطلق عليه اسم الرياح الشمسية ، فاذا تصادف أن كان اتجاهها صوب الأرض تأتي وتصطدم بالمجال المغناطيسي وبالغلاف الهوائي ، فأما المجال المغناطيسي للأرض فانه يؤدي دورا مهما في حماية الحياة في الأرض من هذه الأشعة الكونية ، فيحرفها عن مسارها ، ولكن بعضها يصل سطح الأرض ، وبعضها ينفذ الى داخل المجال ويتحول كحزام من الألكترونات ، أو حزام من البروتونات ، في داخل المجال المغناطيسي للأرض ، وبالطبع فانه أحزمة كهذه تحيط بالأرض ، ومن الجسيمات الكونية ( ألأشعة الكونية ) ، ما يسبب اصطدامها في الغلاف الهوائي الى نشوء ظواهر من مثل الشفق القطبي الجنوبي والشفق القطبي الشمالي ، وذلك في أعقاب حرف المجال المغناطيسي لها عن دربها ، صوب القطب الشمالي وصوب القطب الجنوبي ، لتصطدم بجزيئات الغلاف الهوائي فتنشأ أضواء مختلفة الألوان ، بسبب من تأيين للذرات المختلفة التي يتكون منها الهواء في تلك المنطقة العليا من الغلاف الهوائي ، ثم ان نشوء اصطدامات بين جسيمات ثقيلة وبين جزيئات الهواء في الطبقات العليا للغلاف الهوائي ، انما يتسبب في نشوء عناصر جديدة ، من نظائر مشعة ، من مثل كربون 14 وهو مصدر لأشعة بيتا ، والذي سرعان ما يتحد مع الأكسجين مكونا ثاني أكسيد كربون ( ذرة الكربون هنا مشعة نوويا ) ، وهذا سرعان ما يمتصه النبات ، أو يسحبه المطر الى مياه الينابيع أو المياه الجوفية ، ويشكل مع الأيام عنصرا مهما في تحديد عمر الأشجار ، أو الأخشاب ، وعمر الماء ، وعمر عظام تبقى من بقايا هياكل عظمية ، ووليس الكربون وحده ، وانما هناك عناصر أخرى عديدة تنشأ ، وغيرها من مثل ميئونات ( أشبه ما تكون بالكترونات ثقيلة ، فكتلة الميئون الواحد تعادل 250 كتلة الألكترون ) ، وتتحرك هذه بسرعة الضوء ، فتخترق الهواء وتأتي مع غيرها ، وتضرب سطح الأرض ، فكأنها الأمطار من الجسيمات الدقيقة .

أضواء البروج (الفجر الكاذب ) :

وفي الفضاء الخارجي ، وقريبا من المسار الذي تدور فيه الأرض حول الشمس ( دائرة البروج ) ، تنتشر غيوم من جسيمات دقيقة جدا .. غبار كوني ، ولما ينعكس عنها ضوء الشمس تتوهج ، ونحن بدورنا نرى هذا التوهج قبيل الفجر ، قبل شروق الشمس ، وبعد غروبها بقليل ، ومن حيث أن ذلك الغبار الكوني يزداد تركيزا في ناحية دائرة البروج ، أطلقوا عليه اسم أضواء البروج ، وهي تلك الأضواء التي نراها قبل الفجر بقليل ، وهي التي كان يظنها بعض الناس قديما بأنها الفجر ، فيحتسبونها بأنها الفجر ، وكان على المسلمين منذ فجر الاسلام أن ينتبهوا الى أن فجرا يسبق الفجر الذي يسبق طلوع الشمس ، وقد أسموه ب (الفجر الكاذب ) ، وكان التمييز الحاح ايمان ، وليس رغبة بمعرفة بظاهرة كونية وفقط ، فلقد ارتبطت المعرفة بضرورة صلاة يؤديها المسلمون وهي صلاة الفجر ، اذ يقول تعالى ذكره : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر ، ان قرآن الفجر كان مشهودا ، سورة الاسراء ، آية 78 )) ، (( … من قبل صلاة في صلاة الفجر … ، سورة النور ، آية 58 )) .

أمطار من الشهب :

في أوقات معينة من السنة ، تمر الأرض في خلال رحلتها حول الشمس بغيوم من جسيمات صغيرة جدا ، فتصطدم هذه الجسيمات بالغلاف الهوائي وتخترق مناطقه العليا بسرع معينة ، فينشأ عن ذلك ما ندعوه بأمطار من الشهب ، وهو اسم يليق بما يحصل ، فأعداد هذه الشهب تقارب الألف في كل ساعة ، فكل جسيم يخترق الغلاف الهوائي بسرعة عالية فيتأين ، ما يتسبب بظهور شهاب من نور على طول مساره ، فهو مشهد مذهل في روعته ، فيا للجمال كيف يتشكل .

فأما الجسيمات التي تبدو وكأنها أشبه ما تكون بغيمة ، فانها بقايا من ذيل مذنب ، زار المجموعة الشمسية ، فأو أنه بقي فيها بفضل اصطيادها له ، فلم يفارقها ، بل ظل يدور في مسار له حول الشمس ، أو يكون فارقها ، أو يكون انفجر تحت تأثير جاذبية الشمس ، فمع اقتراب المذنب من الشمس يتشكل ذيل طويل له ، فتصبح الغالبية العظمى من مادة هذا الذيل خارج جاذبيه نواة المذنب ، فتبقى وراءه دالة على مساره ، ومن المذنبات من كان مساره يتقاطع مع مسار الأرض ، أو بمحاذاته ، فمن هنا بقايا ذيل مذنب من مثل هذه ، فاذا هو على دائرة البروج (مسار الأرض حول الشمس ) ، فالأرض لا بد تمر ببقايا الذيل ، وهي جسيمات دقيقة ، ومن هنا أمطار من شهب ، وهناك أكثر من مكان على مسار الأرض توجد فيه بقايا ذيل لمذنب ، فعلى ذلك الأرض في خلال رحلتها تتعرض الى أمطار من شهب ، وذلك في أوقات متعددة من العام ، وفي كل مرة فان هذه الأمطار من الشهب انما تدل على المذنب وتتسمى باسمه ، وتمكن رؤية هذه الأمطار من الشهب في منطقة معينة من السماء ، فمثلا في برج الأسد ، نرى وميض أمطار من شهب تابعة الى مذنب تمبل تاتل ( اسم المذنب ، وما الجسيمات سوى بقايا ذيل لهذه المذنب ) ، وهكذا ، …

الشفق القطبي :

ظاهرة الشفق القطبي الشمالي ، والجنوبي ، ناتجة عن تأتيين ذرات وجزيئات الهواء في الطبقات العليا فوق منطقة الأقطاب ( الشمالي المغناطيسي والجنوبي المغناطيسي ) ، بأثر اصطدام مكونات الأشعة الكونية بها ( ألكترونات ، بروتونا ، ذرات مؤينة ) ، بسرعة عالية ، فمكونات هذه الأشعة يصطادها المجال المغناطيسي للأرض ، فتدور حول خطوطه ( خطوط المجال المغناطيسي ) ، ما يؤدي الى تسارعها فتصل الى سرع عالية ، فحين اصطدامها بجزيئات الهواء تتسبب في تأتيينها ، وذرات الهواء انما هي مكونات الهواء ، من أكسجين الى نيتروجين ، وغيرها ، وتجدر الاشارة الى أن القطب الشمالي المغناطيسي ، يقع قرب القطب الجنوبي الجغرافي ، وكذلك القطب الجنوبي المغناطيسي يقع قرب القطب الشمالي الجغرافي ، فمحور دوران الأرض هو المحور الذي يصل قطبها الشمالي الجغرافي بالجنوبي ، لكن محور المجال المغناطيسي يميل بزاوية مقدارها 11 درجة مع محور دوران الأرض .


تأثير الأشعة الكونية على صحة الإنسان : التأيين الذي يمكنها أن تتسبب به هذه الأشعة في جسم الإنسان لكفيل بإنهاء حياته ، فلذلك الوقاية منها ضرورة لازمة في التحليق الفضائي ، فترى الى لباس رواد الفضاء ، فانه ليس فقط للوقاية من الأشعة الكونية وانما للوقاية أيضا من غيرها ، فالقمر بلا غلاف هوائي ( هرب الغلاف الهوائي بسبب الجاذبية الضعيفة للقمر ) ، ولذلك فان الحياة معدومة عليه ، ولا يمكنه انسان من دون وقاية أن يحيا على سطحه ، ثم ان للأشعة الكونية تأثير على الأجهزة الألكترونية ، فهي قادرة على تشويس حركة الألكترونات فيها وبالتالي تعطيلها ، ومن هنا الوقاية للأقمار الصناعية ، ثم انه اذا جاءت الرياح الشمسية مباشرة الى الأرض فالأولى أن لا تحلق الطائرات ، وذلك لمنع التعرض للأشعة الكونية في طبقات عليا ، فهذه يمكنها أن تؤثر في صحة ركاب الطائرات . كذلك يمكنها عاصفة مغناطيسية أن تتشكل بسبب من الرياح الشمسية التي تضرب الأرض ، فيكون لهذه أثرها على شبكات الاتصال من تلفزيونية الى ما يشبهها .

بقلم محمد يوسف جبارين ( أبوسامح)

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

انفجارات النجوم العملاقة لوثت الأرض بالنظائر المشعة

كشفت أبحاث فلكية حديثة أن الأرض تعرضت لرشقات من النظائر المشعة نتيجة انفجارات نجوم عملاقة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *