الأمراض الجلدية المصاحبة للأورام الداخلية

حدوث أمراض جلدية معينة يعتبر إشارة أو علامة لوجود أورام داخل الجسم خاصة الأورام الخبيثة المسماة السرطان.

والأمراض الجلدية المصاحبة للأورام الداخلية كثيرة، وتصيب أعمارا مختلفة ومناطق متباينة من الجسم، ويصاحبها أورام داخلية في أعضاء مختلفة من الجسم مثل سرطانات الدم (اللوكيميا)، الدماغ، الكبد، البنكرياس، الجهاز الهضمي، الغدد اللمفاوية والرحم.

اما أهم الأمراض الجلدية المصاحبة للأورام الداخلية فهي:

(1) الداء الحرشفي المكتسب:

الداء الحرشفي مجموعة من الأمراض الجلدية التي تتميز بقشور جلدية مزمنة وغير ملتهبة تصيب معظم مناطق الجسم، وهي تشبه قشور أو فلوس السمك ومن هنا سميت أيضا بداء السمكية.

والداء الحرشفي المكتسب نوع من الأنواع غير الوراثية، التي قد يصاحبها أورام داخلية أهمها سرطان الغدد اللمفاوية، والنوع المكتسب يتصف بأنه يظهر بعد سن البلوغ على عكس الأنواع الوراثية.

(2) الشوك الأسود:

مجموعة من الأمراض الجلدية التي تتصف بزيادة صبغة الجلد بحيث يصبح اللون اسود او بنيا داكنا مع زيادة سماكة الجلد تؤدي الى ظهور بروزات شوكية الشكل. ويصيب غالبا ثنايا الجلد خاصة الرقبة، الإبطين وثنايا الفخذين.

وأكثر الأنواع خطورة الشواك الأسود الخبيث الذي يدل ظهوره على وجود أورام داخلية أهمها سرطان المعدة في 60% من الحالات.

وهناك أنواع أخرى من الشواك الأسود مثل النوع الوراثي، النوع الهرموني، والنوع الناتج عن السمنة.

(3) متلازمة الالتهاب الجلدي العضلي:

مرض يصيب الجلد والعضلات معا، ويتصف ببثور جلدية خاصة حول العيون، الوجه، وظاهر اليدين، بالإضافة إلى ضعف في العضلات الكبيرة.

ويصيب الأطفال والكبار. والنوع الذي يصيب الكبار يصاحبه أورام داخلية في 25% من الحالات خاصة سرطان الرئة، الثدي، الرحم، المعدة، والكلى.

(4) احمرار الجلد (حمامي الجلد):

مرض جلدي يتصف باحمرار ثابت يصيب أكثر من 90% من الجلد، ويصاحبه قشور بيضاء منتشرة وحكة جلدية، وهو مرض غالبا يصيب الكبار ويصاحبه أمراض داخلية أهمها سرطان الغدد اللمفاوية وسرطان الدم، وقد يصاحبه أمراض أخرى مثل الصدفية، الاكزيما، أمراض فقاعية، وأحيانا نتيجة استعمال بعض الأدوية، والحمامي الجلدية مرض خطير يحتاج الى ادخال المريض المستشفى ومعالجة اسباب وتعقيدات المرض.

(5) الحكة الجلدية المنتشرة:

رغم شیوع عرض الحكة الجلدية المنتشرة فان بعض الحالات غير المعروفة السبب قد يصاحبها أورام داخلية خاصة في كبار السن.

وتتصف الحكة الجلدية المنتشرة بعدم وجود بثور جلدية نهائيا تفسر سبب هذه الحكة ما عدا الخدوش والجروح الناتجة عن الحكة.

ورغم وجود أسباب عديدة وشائعة للحكة الجلدية المنتشرة أهمها أمراض الكبد، الكلى، الدم، الغدد الصماء، الحمل إلا أن بعض الحالات قد يصاحبها سرطانات داخلية أهمها سرطانات الدم (اللوكيميا) والغدد اللمفاوية (هودشکن) الرئة، الثدي، والمعدة.

(6) الحمامية متعددة الأشكال والحمامية العقدية:

الحمامية متعددة الأشكال قد تصيب غالبا اليدين، القدمين، والفم نتيجة أسباب عدة أهمها الالتهابات الفيروسية والأدوية، لكن أحيانا نتيجة أورام داخلية مثل سرطان الغدد اللمفاوية. وتظهر غالبا على شكل بثور حمراء دائرية تشبه بؤبؤ العين ، واحيانا بثور فقاعية.

الحمامية العقدية تصيب غالبا الساقين نتيجة السل الرئوي او مرض ساركويد، لكن أحيانا نتيجة أورام داخلية أهمها سرطانات الدم والغدد اللمفاوية، وتكون على شكل اورام جلدية مؤلمة، حمراء اللون، والحمامية الدائرية تنتج غالبا من سرطان الثدي، الرئة وعنق الرحم.

(7) الأمراض الفقاعية:

أمراض جلدية تتصف بظهور فقاعات عديدة مليئة بالسائل الشفاف في مناطق مختلفة من الجسم، وكانت تعتبر في السابق من الأمراض المصاحبة للأورام الداخلية، أما حديثا فلم تعد كذلك لندرة حدوث الأورام الداخلية معها، وهي أنواع عديدة أهمها: داء الفقاع الشائع، الفقاعاني.

(8) تقیح الجلد الغرغرينا:

التهاب مزمن في الأوعية الدموية الجلدية يؤدي الى ظهور تقرحات جلدية غالبا في الساقين. وفي 50٪ من الحالات نتيجة أسباب أورام داخلية مثل سرطان الدم (اللوكيميا).

(9) تعجر الأظافر:

انتفاخ في الجزء الطرفي من الأصابع مما يؤدي إلى زيادة انحناء الأظافر وتغير شكل الأظافر والإصبع.
ويصاحب تعجر الأظافر أمراض داخلية أهمها أمراض القلب، الكبد، والقولون، وأحيانا أورام داخلية مثل سرطان الرئة.

أمراض أخرى:

هناك عدة أمراض جلدية أخرى مصاحبة للأورام الداخلية أهمها أمراض جلدية وراثية، التهاب الأوردة السطحي، مرض سويت، الوذمة اللمفاوية الجانبية، تقرن جلد اليدين والقدمين.

التشخيص والعلاج :

الأمراض الجلدية المصاحبة للأورام الداخلية قد تظهر قبل، بعد أو في نفس وقت ظهور الورم الداخلي، لذلك إذا تم التشخيص في الوقت المناسب في بعض الحالات يمكن إنقاذ حياة المريض واستئصال الورم الداخلي في وقت مبكر ان أمكن ذلك.

ويتم تشخيص الأمراض الجلدية كل حسب نوعه بالطرق التالية:

(۱) الفحص السريري.
(۲) مخبريا.
(۳) خزعة من الجلد.

أما الورم الداخلي فيتم تشخيصه بالفحوصات المخبرية، الصور الشعاعية، وأحيانا الصور الطبقية أو الرنين المغناطيسي.

أما العلاج فيتم حسب المرض الجلدي او بعلاج الورم المصاحب له إن أمكن ذلك في الوقت المناسب.

د. طارق السعدون
اختصاصي الأمراض الجلدية والتناسلية

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *