بعد ان اكتشف العلماء اول جين يرتبط بقدرات الذكاء العليا لدى الإنسان، الأمر الذي يطرح تساؤلات أخلاقية هامة، أهمها امكانية تطوير فحوص جينية تفيد في تعرف الأطفال ذوي هذه القدرات.
وقد توصل العلماء الى ايجاد جين الذكاء والمرتبط بكثافة المادة السنجابية في الدماغ، وهذا الجين يقع على الكروموسوم رقم (6) من قبل فريق بحث برئاسة البروفيسور روبرت بلومن، اختصاصي علم الجينات السلوكي في معهد علم النفس لندن، وقد توصل الباحثون الى هذا الاكتشاف بمقارنتهم مادة الوراثة DNA في مجموعات عدة من الاشخاص (كل منها تضم 50 شخصا ) من الذين كان معدل درجاتهم في اختبارات الذكاء مرتفعا.
يعتقد الباحثون أن هذا الجين يفسر 2% تقريبا من التنوع في القدرات العقلية العليا بين الأفراد، ورغم أن هذه النسبة تبدو ضئيلة الا ان الاكتشاف يمثل اختراقا علميا هاما سيفتح الطريق أمام اكتشاف المزيد من الجينات ذات العلاقة بالذكاء.
شملت دراسة فريق البحث 300 شخص صنفوا في مجموعات تبعا لمدى قدراتهم العقلية، من ذوی القدرات العليا جدا، والعليا، والمتوسطة.
واخذت خلايا من اجسام هؤلاء الأشخاص، وحفظت لتبقى سليمة على المدى الطويل، بهدف الرجوع اليها في أي وقت وتحليلها لعزل اي جينات يثبت مستقبلا أن لها علاقة بالذكاء المرتفع.
ويعتقد بولمن، أن المحتوى الوراثي للأشخاص الاذكياء جدا يتمثل بمائة جين تقريبا، تتفاوت في درجة اهميتها.
وكما هي الحال مع كثير من الأبحاث ذات العلاقة بالإنسان فقد اعلن بعض الباحثين معارضتهم لاستمرار العمل في هذا المجال قبل مناقشة كافة القضايا ذات العلاقة والمرتبطة بالأفراد والمجتمع، واقرار المناسب منها.
اذ قد يؤدي ذلك الى التوجه لإجراء فحوص جينية للأجنة لتحديد مدى قدراتهم العقلية، وما قد يرتبط بذلك بعدها من انماط سلوك من الأهل قد لا تكون مرغوبة او اخلاقية.
هذا وقد طالبت كثير من المؤسسات المعنية بالجوانب الأخلاقية ضرورة اخضاع هذه الأبحاث لراقبة صارمة، اذ ان كشف القدرات العقلية للأجنة قد يتسبب في التخلص من الأجنة التي يعتقد بانها ستكون اقل ذكاء ، فالفروق في الذكاء بين الأفراد في أي مجتمع امر طبيعي جدا ، وان التعليم الجيد كفيل بتحسين القدرات العقلية للأفراد ، اذ ان ذكاء الانسان في الواقع مرتبط بعوامل كثيرة منها وراثي واخري بيئية، وان مسؤولية جين الذكاء محدود جدا في زيادة القدرات الفكرية بين البشر.
مصدر الصورة pexels