أهمية ممارسة التعليم التعاوني في المدراس ومزاياه

التعليم التعاوني في واقعه ليس مفهوم جديداً ، بل هو قديم فقد كان الناس في القديم ينسقون جهودهم ويتعاونون على إنجاز كثير من الأعمال التي تحقق أغراضهم وتؤمن حاجاتهم.

ولعل من المدهش أن أقل طرائق التدريس فاعلية هي الأكثر استخداماً والأشهر في مدارسنا بشتى مراحلها، طريقة التدريس القائمة على الإلقاء والتلقي، المعلم يخبر الطالب المعلومة إخبارا، ودور الطالب هنا التلقي ثم إخبار المعلم المعلومة التي أخبره إياها المعلم، وبقدر الدقة في نقل المعلومة للمعلم تماماً كما نقلها هو للطالب من قبل يفترض المعلم أن هذا الطالب قد فهم واستوعب المعلومة تماماً أو إلى حدٍ ما أو لم يفهم ولم يستوعب.

إن لهذه الطريقة ( الإلقاء والمحاضرة ) سلبيات كثيرة كما أن لها إيجابيات ، وليس المجال هنا لتعداد هذه السلبيات وتلك الإيجابيات، إنما المقصود التنبيه على أن لا يتخذ المعلم هذه الطريقة عادة له في التدريس فلا يستخدم إلا هي؛ بل عليه التنويع في الطرائق وإن استخدم المحاضرة والإلقاء أحياناً، فالباحث لا يدعو إلى تهميش هذه الطريقة وعدم الاعتراف بها وعدم استخدامها، ولكنه يقول أن المعلم الحصيف هو الذي ينوع في الطرائق بحسب الحال والموضوع.

أهمية التعليم التعاوني

ممارسة التعليم التعاوني في المدارس لها أهمية كبيرة لكل من الطلاب والمؤسسات التعليمية. يجمع التعليم التعاوني ، المعروف أيضًا باسم التعليم التعاوني أو التعلم المتكامل في العمل ، بين الدراسات الأكاديمية وخبرة العمل العملية في بيئة حقيقية. فيما يلي عدة أسباب لأهمية ممارسة التعليم التعاوني:

1- سد الفجوة بين النظرية والتطبيق: يتيح التعليم التعاوني للطلاب تطبيق المعرفة النظرية المكتسبة في الفصول الدراسية على مواقف الحياة الواقعية. إنه يعزز فهمهم للمفاهيم الأكاديمية ويساعدهم على رؤية الأهمية العملية لما يتعلمونه. من خلال الانخراط في خبرات العمل العملية ، يطور الطلاب فهمًا أعمق لموضوعهم ويكتسبون مهارات عملية ذات قيمة للوظائف المستقبلية.

2- تطوير المهارات والكفاءات العملية: يوفر التعليم التعاوني للطلاب فرصة لتطوير مجموعة واسعة من المهارات والكفاءات العملية. من خلال تجارب العمل الواقعية ، يمكن للطلاب صقل قدراتهم على حل المشكلات ومهارات التفكير النقدي ومهارات الاتصال والعمل الجماعي ومهارات إدارة الوقت. هذه الكفاءات ضرورية للنجاح في مكان العمل وهي مطلوبة بشدة من قبل أرباب العمل.

3- تعزيز الاستعداد الوظيفي: يلعب التعليم التعاوني دورًا مهمًا في إعداد الطلاب لمهنهم المستقبلية. من خلال العمل في بيئة مهنية ، يكتسب الطلاب التعرف على ممارسات الصناعة والشبكات المهنية وآداب مكان العمل. يكتسبون معرفة مباشرة بالمجال الذي يختارونه ويمكنهم اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول مسارات حياتهم المهنية. بالإضافة إلى ذلك ، غالبًا ما يؤدي التعليم التعاوني إلى فترات تدريب أو عروض عمل ، مما يوفر للطلاب السبق في حياتهم المهنية.

4- تعزيز النمو الشخصي والمهني: يوفر التعليم التعاوني للطلاب فرصة للتطور على المستوى الشخصي والمهني. يعزز الثقة بالنفس والاستقلالية والقدرة على التكيف بينما يتنقل الطلاب في تحديات العالم الحقيقي. إنه يعرضهم لبيئات عمل وثقافات ووجهات نظر متنوعة ، مما يساعدهم على تطوير عقلية عالمية. علاوة على ذلك ، غالبًا ما يطور الطلاب أخلاقيات عمل أقوى ، وشعورًا بالمسؤولية ، ومهارات محسنة للإدارة الذاتية من خلال تجارب التعليم التعاوني.

5- بناء الروابط والشبكات: يسهل التعليم التعاوني إنشاء اتصالات وشبكات قيمة. يعمل الطلاب جنبًا إلى جنب مع محترفين في المجالات التي يختارونها ، مما يسمح لهم ببناء العلاقات والتواصل مع خبراء الصناعة. يمكن لهذه الروابط أن تفتح الأبواب أمام فرص العمل المستقبلية والإرشاد والمراجع. يستفيد الطلاب أيضًا من دعم وتوجيه المهنيين ذوي الخبرة الذين يمكنهم تقديم رؤى ونصائح قيمة.

6- زيادة مشاركة الطلاب وتحفيزهم بشكل عام: يمكن للتعليم التعاوني زيادة مشاركة الطلاب وتحفيزهم بشكل كبير. من خلال دمج التعلم في الفصل مع الخبرات العملية ، يصبح الطلاب أكثر نشاطًا في تعليمهم. يرون التطبيق المباشر لدراساتهم ، والذي يمكن أن يعزز دافعهم للتعلم والتفوق الأكاديمي. كما يساعد التعليم التعاوني الطلاب على إيجاد المعنى والهدف في دراستهم ، مما يعزز الشعور بالإثارة والفضول.

7- تعزيز الشراكات بين التعليم والصناعة: يخلق التعليم التعاوني شراكات قوية بين المؤسسات التعليمية والمنظمات الصناعية. تساهم هذه الشراكات في تطوير المناهج الدراسية ، مما يضمن توافق البرامج التعليمية مع احتياجات الصناعة واتجاهاتها. يؤدي التعاون بين الأوساط الأكاديمية والصناعة أيضًا إلى فرص البحث ومشاركة المعرفة وإنشاء حلول مبتكرة لتحديات العالم الحقيقي.

إن ممارسة التعليم التعاوني في المدارس تقدم فوائد عديدة. إنه يسد الفجوة بين النظرية والتطبيق ، ويطور المهارات العملية ، ويعزز الاستعداد الوظيفي ، ويعزز النمو الشخصي والمهني ، ويبني الشبكات ، ويزيد من مشاركة الطلاب ، ويعزز الشراكات. من خلال تبني التعليم التعاوني ، يمكن للمدارس إعداد الطلاب بشكل أفضل للنجاح في حياتهم المهنية المختارة وتزويدهم بالمهارات والكفاءات اللازمة في المشهد المهني سريع التطور.


مزايا التعليم التعاوني.

للتعليم التعاوني مزايا كثيرة نذكر جزء منها:

جعل التلميذ محور العملية التعليمية التعلمية.
نمية المسؤولية الفردية والمسؤولية والجماعية لدى التلاميذ
تنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين التلا .ميذ
إعطاء المعلم فرصة لمتابعة وتعرف حاجات التلاميذ.
تبادل الأفكار بين التلاميذ.
احترام آراء الآخرين وتقبل وجهات نظرهم.
تنمية أسلوب التعلم الذاتي لدى التلاميذ.
تدريب التلاميذ على حل المشكلة أو الإسهام في حلها.
زيادة مقدرة التلميذ على اتخاذ القرار.
تنمية مهارة التعبير عن المشاعر ووجهات النظر.
تنمية الثقة بالنفس والشعور بالذات.
تدريب التلاميذ على الالتزام بآداب الاستماع والتحدث.
تنمية مهارتي الاستماع والتحدث لدى التلاميذ .
تدريب التلاميذ على إبداء الرأي والحصول على تغذية راجعة.
تلبية حاجة كل تلميذ بتقديم أنشطة تعليمية مناسبة ضمن مجموعة متجانسة.
العمل بروح الفريق والتعاون العمل الجماعي.
إكساب التلاميذ مهارات القيادة والاتصال والتواصل مع الآخرين.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *