النباتات أفضل وسيلة لإزالة الملوثات الكيمائية في المنزل / pixabay

أهمية زراعة النباتات في المنزل للوقاية من الأمراض

يعتقد الناس أن المنزل يمثل ملاذا آمنا من أخطار العالم الخارجي، لكن تبعا لما تقوله منظمة الصحة العالمية فان 30% من المنازل تتضمن خطرا جديا على الصحة، وعلى حد قول د. جين مونرو المديرة الطبية لمستشفى بريك سبير لطب الحساسية والبيئة في بريطانيا، فان التلوث المنزلي يعد مشكلة تفوق كثيرا مشكلة التلوث خارج المنزل، وتقول انه ليس العاملين في المكاتب فقط يعانون من متلازمة مرض المكاتب، اذ ان المنزل ايضا قد يحتوي على مواد كيميائية متطايرة تزيد من خطر الاصابة بالسرطان والحساسية والاعياء المزمن.

فالمنازل الحديثة المعزولة ذات الكفاءة في حفظ الطاقة تتضمن مزيجا من مواد كيميائية مثل ثاني أكسيد النتروجين واول اكسيد الكربون من أفران الغاز، والفورمول والبنزين وغيرها من المركبات العضوية المتطايرة من مواد البناء والسجاد والأنسجة والدهانات ومواد التنظيف ومساحيق التجميل، هذا إضافة للانبعاثات من الأجهزة الكهربائية، ودخان السجائر وعثة الفراش، مما يفسر كيف أصبحت عملية التنفس في جو المنزل بمثابة خطر على الصحة.

لكن مهلا فقبل أن تقرر بيع منزلك والتوجه للعيش في الخلاء، يجدر معرفة ما يعتقده العلماء من انه بإتباع إجراء بسيط يمكن تقليل فرص الإصابة بمتلازمة مرض الأبنية وأعراضه المتعددة مثل التهاب العينين والحنجرة والصداع والإعياء ومشكلات التنفس، والنصيحة هي الاهتمام بزراعة وتنمية المزيد من النباتات المنزلية.

هذه الطريقة ليست بالجديدة، فالنباتات هي اقدم فلتر للهواء على سطح الأرض، لكنها احتاجت لعلم الصواريخ لإثبات فائدتها هذه، ففي عام ۱۹۸۰م اكتشف علماء وكالة الفضاء الاميركية / ناسا أن النباتات المنزلية تحسن من نوعية الهواء في داخل حجرات الاختبار الفضائية، وقد أيدت تجارب أخرى ذلك وأكدت على أن النباتات أفضل وسيلة لإزالة الملوثات الكيمائية في مركبات الفضاء، وبالطبع في الأبنية على سطح الأرض حيث نقضی 90% من ساعات اليوم فيها.

لا يعرف بالضبط كيف تقوم النباتات بذلك، لكن يعرف ان أنسجة النباتات تهضم المواد الكيميائية الموجودة في الهواء وان البكتيريا حول الجذور تحلل هذه المواد الى عناصر يتغذی عليها النبات والنتيجة هواء نقي في جو المنزل او المكتب، ويبقى السؤال الكبير: هل يكفي العدد المعتدل المعتاد من النباتات المنزلية للقيام بذلك ام ان هناك حاجة لملء المنزل بهذه النباتات.

حتى الآن تقتصر الأدلة غالبا عن دور النباتات على مجرد حكايات، وعلى حد قول د. بل ولفرتون احد العلماء البارزين في وكالة ناسا والناطق باسم مجلس تنقية الهواء بواسطة النباتات فان زراعة المزيد من النباتات في منزلي أدى إلى تحسن ملموس في نوعية هوائه، ولقد اكد في العديد من الناس أن زراعة نباتات أكثر في منازلهم جعل شعورهم أفضل وتوافق د. مونرو بقولها أننا نضع نباتات معينة في المستشفى، وبالرغم من عدم اختبارنا لتأثيراتها، الا انه يبدو انها تساعد في شفاء المرضى.

ويكمن الحل على حد قول ولفرتون في وضع نباتات اكثر في منطقة تنفسك وهي منطقة يبلغ حجمها بحدود 6-8 اقدام مكعبة والتي تقضي فيها عادة معظم وقتك، ومثالها حيث تجلس على المكتب، أو حيث تجلس لتشاهد التلفزيون وحتى النبات المتسلق بجوار جهاز الكمبيوتر يجعلك تشعر بالفرق في نوعية الهواء.

وتبعا لبحث اجراه ولفرتون فان نباتا متسلقا واحدا قلل من مستوى سمية اول اكسيد الكربون بنسبة 96% في غضون 24 ساعة فقط، ولكنه ينصح بوضع اكبر عدد ممكن من النباتات، تبعا لسعة المكان ومدى توفر الإضاءة وينصح بوضع 2 – 3 نباتات بحجم مناسب في كل عشرة أمتار مربعة.


ومن الطرق لتحقيق ذلك زراعة نباتات مختلفة الأحجام في الاصيص الواحد، ووضع نباتات في كل غرفة في المنزل بما في ذلك غرف النوم، وعلى حد قول غاي بارتر المستشار الأول في جمعية البستنة الملكية البريطانية أنها خرافة ما يعتقده الناس من عدم جواز زراعة النباتات في غرف النوم، صحيح أنها تأخذ الأكسجين وتطلق ثاني اكسيد الكربون أثناء تنفسها في الليل، لكن ذلك يحدث بكميات ضئيلة جدا لا تسبب أي ضرر، وتبعا لما جاء في بحث وكالة ناسا، فان بعض أنواع النباتات مثل – السحلبية ولسان الحماة تساعد في زيادة نسبة الأكسجين في جو الغرفة في الليل.

والمهم كما يقول ولفرتون ان النبات المفيد هو النبات السليم، فاحرص على توفير ما يحتاجه النبات من مستلزمات لينمو بشكل سليم حتى يمكنه بالتالي توفير ما يجعلك بصحة جيدة.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء الأسبوع المقبل في أبوظبي

• عبد الوهاب زايد: يشهد معرض ابوظبي للتمور بدورته العاشرة مشاركة أكثر من 100 عارض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *