يتحسس كثير من الأشخاص من حبوب اللقاح وطلع الأزهار / pixabay

أعراض وأسباب الإصابة بحمى القش ( الرمد الربيعي )

حمى القش ( الرمد الربيعي ) من أكثر أنواع الحساسية انتشارا بين البالغين، تصيب شخصا من كل عشرين في العالم، والأسوأ من ذلك أن حالة من كل ثلاث حالات تنتهي بإصابة المريض بالربو القصبي والذي يسبب من الضيق والأذى اكثر مما تسببه حمى القش، ورغم الاسم الشائع فان حمى القش ليست لها أية علاقة بالقش وليست في الوقت ذاته نوعا من الحمى!.. وجدير بالذكر أن الطبيب المسلم الرازي كان اول من وصف الرشح التحسسي في رسالة عثرت عليها المستشرقة الالمانية فريد رون هاو بالصدفة ضمن مجموعة من المخطوطات.

الاعراض:

يشكو المريض عادة من غزارة افراز السوائل الانفية، والإصابة بنوبات حادة من العطاس، وتورم العينين والشعور بالرغبة في حكها، وكذلك تقرح الفم والانف والحنجرة.. اضافة الى هذه الأعراض فقد يشكو المريض من عدم القدرة على النوم والنرفزة لأتفه الأسباب، والصداع، ومتاعب المعدة والطفح الجلدي احيانا!.. وتكون الأعراض في العادة موسمية واذا كانت الاعراض دائمة طوال السنة. فمعنى ذلك تأثره بمواد غير موسمية كغبار المنازل ووبر الحيوانات !.

الاسباب:

حساسية الفرد ضد الكثير من طلع الأزهار والأعشاب والأشجار والأماكن العفنة. وحبوب اللقاح خلايا دقيقة تنقلها نسمات الهواء لمسافات قد تبعد 80 كم عن الأزهار التي تكونت فيها، والنباتات التي تترك في الجو كميات ضخمة من حبوب اللقاح لا تكون عادة جميلة المنظر ولا شديدة الرائحة (لأنها لا تعتمد على الحشرات في نقل حبوب اللقاح من نبتة الى اخری) وهي كثيرة الانتشار كالبتولا، والدلب، والسنديان والجوز والجميز وحبوب الصفصاف والدردار والسرو والحور.. الخ وجدير بالذكر ان الاشجار تنثر حبوب لقاحها في الجو بدءا من آذار وحتى نهاية موسم لقاح الأعشاب في منتصف تشرين الاول.

والعفن ( الفطر ) كائن متطفل ينمو على الخضار والمواد الحيوانية ويوجد بكثرة في القش وأماكن تخزين الحبوب والتبن. ويمتد فعل العفن من نيسان الى تشرين الثاني وقد يكون من اسباب شقاء البعض على مدار السنة!.. والواقع أن الطلع المتناثر مع الريح من اكثر اسباب ردة الفعل التحسسية، فنبتة واحدة قد تترك ما يعادل ثمانية بلايين حبة لقاح في الهواء.

ولذلك فمن الصعوبة بمكان أن لم نقل انه من المستحيل القضاء على كل الاعشاب المثيرة للحساسية. وفي العادة تتناسب قوة الاصابة بحمى القش ( الرمد الربيعي ) مع كمية حبوب اللقاح في الهواء. ولدرجة حساسية الشخص.. فاذا كان الطقس معتدل البرودة فيه ضباب وخال من الرياح أو ممطر فان المصاب بحمى القش ( الرمد الربيعي ) قد يجد بعض الراحة وعندما يصبح الطقس حارا والشمس قوية والنسيم معتدلا، فان هذا يجعل الهواء اقدر على حمل كميات كبيرة من حبوب اللقاح او العفن وتزداد بالتالي متاعب المصاب بحمى القش ( الرمد الربيعي ) .

ما العمل؟

ينصح الذين يعانون من هذا النوع من الحساسية باستشارة طبيب مختص لأجل اجراء الفحوص اللازمة ووصف الادوية المناسبة وكذا اسداء النصائح الوقائية الضرورية.. وهناك نصائح عشرة لابد من ذكرها استكمالا للفائدة :

1. تجنب الاماكن المليئة بالغبار وان تعذر ذلك فضع قناعا واقيا للأنف يكون جيد الصنع.
2. تجنب الماء المعالج كيماويا كالماء الموجود في احواض السباحة.
3. تجنب الرذاذات المضادة للحشرات وبخار الدهانات والسجائر وبخار المواد الكيماوية.
4. تجنب التدفئة الشديدة.
5. تجنب ملامسة مستحضرات التجميل ذات الرائحة كالعطور ومصففات الشعر ورذاذات الشعر والجسم.
6. تجنب المناطق العشبية او الحقول التي لم يتم حصادها.


7. تجنب دخان السجائر او الغليون والنرجيلة سواء ما تدخنه انت او غيرك
8. تجنب الكحول! لان الكحول (فضلا عن حرمتها) تعمل كمهیج للإفرازات المخاطية في مجاري الإنف.
9. تجنب الإرهاق سواء بسبب العمل أو اللهو
10. تجنب التغيرات في الحرارة بالبقاء بعيدا عن مجاري الهواء.

د. عبد الجبار دية
اختصاصي الامراض الصدرية والحساسية

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *