يتعرض الانسان لكم هائل من الموجات الكهرومغناطيسية مثل أمواج الراديو والتلفزيون والهاتف النقالة وموجات الاتصالات اللاسلكية المختلفة وغيرها فما هي أضرار التلوث الكهرومغناطيسي على الإنسان؟
ويشير التلوث الكهرومغناطيسي، المعروف أيضًا باسم الإشعاع الكهرومغناطيسي (EMR)، إلى وجود المجالات الكهرومغناطيسية (EMFs) في البيئة.
فالإنسان يتعرض لتلك الموجات من مصادر صناعية مثل الموجات القصيرة مثل الميكروويف والسينية وبعض الموجات الخطيرة والقاتلة مثل الجاما.
ومن مصادر طبيعية كصخور الأرض ومن الفضاء الخارجي ومن الشمس حيث تتعرض اجسامنا لبعض الموجات الكهرومغناطيسية.
تعرض دائم
الطيف الكهرومغناطيسي، طيف ضخم يضم اطوال موجية مختلفة بدأ من القصيرة جدا كجاما وانتهائها بالطويلة منها كالتلفزيون والراديو.
وما بين تلك الطوال الموجية تقع اعداد كبيرة من الموجات منها المرئي وغير المرئي.
فخلال النهار تتعرض اجسامنا للضوء المرئي الذي يضم الألوان السبعة، كما نتعرض للموجات تحت الحمراء وهي أشعة حرارية غير مرئية.
أيضا نتعرض للأشعة فوق البنفسجية وهي ذات اختراقية متفاوتة ولها اضرار خطيرة على العيون والجلد والعظام.
وللتوضيح فان الأشعة فوق البنفسجية تصل الينا من الشمس ومن الأجرام السماوية والبرق ومن بعض العمليات الصناعية كاللحام.
أيضا تتسبب بعض أنواع المصابيح الكهربائية وشاشات التلفزة في اصدار مقادير متفاوتة من هذه الأشعة الضارة بالجسم.
اشعاعات طبيعية ضارة
بالرغم من وجود كم كبير من الأشعة الضارة من مصادر صناعية، مثل الميكروويف والسينية التي تستخدم في التشخيص الطبي.
الا ان صخور الأرض تحتوي على أنواع مختلفة من المواد والعناصر القادرة على انتاج اشعاعات ضارة بالجسم.
هذه الاشعاعات الطبيعية المؤينة تصل اليها من خلال الهواء الذي نتنفسه او من خلال الطعام والماء الذي نشربه.
فخور الأرض تحتوي على نظائر طبيعية مشعة تتسبب في انبعاث اشعة الفا واشعة جاما وهي اشعاعات مؤينة ضارة بخلايا الجسم.
والتجاب النووية والقنابل النووية والنشاط النووي للإنسان يتسبب في انبعاث اشعاعات خطيرة من أهمها جشعة جاما القاتلة.
أضرار التلوث الكهرومغناطيسي
في حين أن هناك جدلًا مستمرًا حول مدى الضرر الناجم عن التلوث الكهرومغناطيسي، فقد اقترحت الأبحاث العلمية بعض الآثار الضارة المحتملة. وتشمل هذه الآثار:
1- زيادة خطر الإصابة بالسرطان:
بينت العديد من الدراسات إلى وجود صلة محتملة بين التعرض طويل الأمد للمجالات الكهرومغناطيسية وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
ومن اهم تلك الأنواع سرطان الدم وأورام المخ وسرطان الثدي.
وبالطبع ليست جميع أنواع الموجات الكهرومغناطيسية على درجة واحدة من الخطر، فالقصيرة منها ذات خطر كبير مقارنة بذات الموجات الطويلة.
2- التأثيرات العصبية:
أشارت بعض الأبحاث إلى أن التلوث الكهرومغناطيسي قد يكون له آثار ضارة على الجهاز العصبي لإنسان.
ومن اهم تلك الآثار الضارة ظهور أعراض مثل الصداع، والدوخة، والتعب، وصعوبة التركيز.
أيضا تشير بعض الدراسات الى التأثيرات المحتملة على النمو العصبي، وخاصة عند الأطفال.
3- فرط الحساسية الكهرومغناطيسية (EHS):
فرط الحساسية الكهرومغناطيسية هي حالة تتميز بمجموعة من الأعراض غير المحددة التي تعزى إلى التعرض للمجالات الكهرومغناطيسية.
ومن تلك الأعراض الصداع المتكرر غير معروف السبب، والأرق والطفح الجلدي المرتبط بالتعرض للتلوث الكهرومغناطيسي.
4- التأثير على العمليات البيولوجية:
تتسبب بعض أنواع الموجات الكهرومغناطيسية في التأثير على العمليات البيولوجية المختلفة، حيث تؤثر على الغشاء الخلوي للخلايا.
أيضا تؤثر على حركة أيونات الكالسيوم وتتسبب في تلف الحمض النووي، وهذا يتسبب في حدوث مشاكل صحية خطيرة.
5- التأثير على الصحة الإنجابية:
هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن التلوث الكهرومغناطيسي قد يكون له آثار ضارة على الصحة الإنجابية.
ويشمل ذلك انخفاض جودة الحيوانات المنوية وزيادة خطر الإجهاض.
6- التأثير على النظام البيئي:
يؤثر التلوث الكهرومغناطيسي على الحياة البرية والنظم البيئية للأرض، مما يعطل أنماط الهجـرة وقدرات الملاحة والسلوكيات الإنجابية لدى الحيوانات.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن تأثيرها المحتمل على الملقحات مثل النحل، والتي تعتمد على المجالات الكهرومغناطيسية للملاحة.
إن أضرار التلوث الكهرومغناطيسي ما زالت تثير كثير من الجدل في الأوساط العلمية، وبالرغم من ثبوت اضرار بعض أنواع الموجات الكهرومغناطيسية.
الا ان أنواع أخرى ما زالت قيد الدراسة والبحث ومنها تأثيرات موجات الهواتف النقالة وموجات الوايف اي وغيرها.
نتيجة لذلك هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآثار الصحية والبيئية الضارة والمحتملة بشكل أفضل ولوضع استراتيجيات التخفيف المناسبة.
المهندس أمجد قاسم
شكرا لكم مقال ممتاز