أهمية الترويح عن الطلبة خلال الحصة الصفية

من الواضح لكل من يزاول مهنة التعليم ، أنه يواجه تحدي كبير له يتمثل بكيفية المحافظة على انتباه طلبته طول مدة الدرس ، بحيث لا يتسرب إليهم الملل والخمول والتضجر في الدرس ، فكم من طالب أحب الدرس أو كرهه بتأثير المعلم إيجابياً أو سلبياً ، ويزداد هذا التأثير ويترك بصماته في حياة الطلبة في المراحل الأساسية من التعليم ، فالمعلم المرح والمتسامح ويستخدم وسائل ترويح متنوعة والمعزز يؤدي بلا شك إلى إقبال طلبته للتعلم ويزداد ميلهم نحو الدراسة وبالتالي يحقق بعض من الأهداف التعليمية والوجدانية ، وعليه ينبغي للمعلم أن يراعي في سلوكه التعليمي-التعلمي الصفي بعض أمور منها:

تقليل النقد المباشر كلما أمكن ذلك .
المدح والثناء وتعزيز الطلبة كلما لزم الأمر.
السماح للنقاشات الصفية بين الطلبة أنفسهم .
تجنب النشاطات التلقينية ذات الوتيرة الواحدة التي تؤدي إلى الملل .
التركيز على الأسئلة المثيرة والمنتجة للتفكير.
توجيه التعلم والانتقال بدور المعلم من الملقن إلى المستمع وقائد للمناقشة والموجه للنشاط .

التنويع والترويح من أكثر الطرق فعالية في مساعدة المدرسين على رفع الملل والترويح عن الطلبة ، فيتوسل
المدرس بوسائل عدة ليحافظ انتباه الطلبة خلال مدة الدرس ، ومن هذه الوسائل ، الحركة ، الإشارات استخدام الحواس ، اللعب ، المزاح ، نبرات الصوت ، التبسم ، التسلية ، التوقف ، التكرار وغيرها.

أقرت السنة النبوية الشريفة مبدأ الترويح والتنويع ، فكان الرسول المربي(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ، يراعي الأوقات في تعليمهم ووعظهم ليس في كل الأوقات خشية الملل فينذرهم بالموعظة أياماً ويترك أياماً ،حيث ذكر أحد الصحابة {عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الْأَيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا} (البخاري/66) (يتخولنا معناها مراعاة الوقت) ، والمعنى كان يراعي الأوقات في تذكيرنا , ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا نمل ، السآمة معنى المشقة , ويستفاد من الحديث استحباب ترك المداومة في الجد في العمل الصالح خشية الملل واحتمل عمل ابن مسعود من استدلاله أن يكون اقتدى بفعل النبي (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). (شرح فتح الباري)

التدريس مهنة صعبة وتحتاج إلى فن ومعرفة ، وكما يشير العالم بوليا ( أن فن التدريس يتطلب تمثيل مسرحية ، وإعادة البروفات وموسيقى متنوعة ، وشعراً راقياً وأصالة في الفن ) ، فلا تكفي المادة العلمية البحتة لوحدها رغم أهميتها العالية بدون معلم ماهر يستخدم أساليب متنوعة فقد يكون أسلوب تدريس مادة معينة وكيفية إيصالها للطالب أصعب من المادة نفسها وخصوصا لبعض المواد العلمية كالرياضيات مثلا ، فتدريس الرياضيات مهنة شاقة وممتعة وذات أهمية عالية في الوقت نفسه ، وتستمد هذه الخواص من طبيعة الرياضيات نفسها ، كونها ضرورية لأنواع مختلفة من العلوم ، وهي لغة المنطق والبرهان وتعد من المقومات الأساسية لأي علم ، بل ترتبط وبشكل كبير في الثورات العلمية المتمثلة بالاتصالات والطاقة النووية والحاسبات الالكترونية والصواريخ ، ومتعتها من خلال التناسق الجميل في العلاقات والصيغ الرياضية بما فيها من خواص الإعداد والأشكال الهندسية ، وتزيد من قدرة الشخص على التخيل والحدس ، وشاقة في ذات الوقت ، كأي مهنة تحتاج إلى معرفة وفن ، معرفة تخصصية بالمادة العلمية ، ومعرفة أساسياتها ، وتحتاج إلى فن ويقصد به ( الأسلوب وطرق التدريس الملائمة التي يتبعها المدرس التي تعمل على تسهيل عملية النقل أو الإيصال المادة العلمية للطلبة ) وفي ذات الوقت تحفزهم وتشجعهم إلى تقبلها من خلال وسائل التنويع والترويح ، وتحتاج الرياضيات بصورة عامة ورياضيات المرحلة الأساسية بصورة خاصة إلى الاهتمام بعملية تعليمها والاهتمام ببعض المهارات الخاصة بالتدريس ، إذ أنها تختلف عن كثير من العلوم لطابعها المنطقي الذي يتسم بالتجريد ، والجفاف فمن الضروري أثناء التدريس أن يكون النشاط المرتبط بتدريسها محبب للطلبة ومتنوع ومتعدد من نظري وعملي وترويحي بحيث يخلق جو من المرح ويزيد ميلهم نحو دراسة الرياضيات .

يشير هندام أنه إذا أتيح للطلبة نوع من المتعة والسرور عند تدريس الرياضيات فإن ذلك يخلق ميل نحو الدراسة وحب العلم ويعمل على تشجيعهم على التوصل إلى النتائج بأنفسهم ، حيث أن الاهتمام بتنمية الميل من أحد الأهداف الرئيسية في تدريس الرياضيات ، إذ لها تأثير في حياة الطلبة وتشكيل شخصيتهم ، والميل قوة دافعة للتعلم ويجعل الدراسة محببة إليهم ويزيد في التحصيل الدراسي ، وشارت العديد من الدراسات بالعلاقة بين التحصيل والميل مثل دراسة(Beall,1985) وجد فيها أن الميول العلمية تقترن بالتحصيل وتزيد من مستوى تحصيلهم العلمي ، ووجد علاقة ذو دلالة بين الطلبة ذوي التحصيل العلمي ( العالي ، والمتوسط ، والمنخفض ) وميلهم واهتماماتهم العلمية ، ووجد دراسة زيتون 1987 بوجود علاقة ارتباطية بين الميول العلمية والتحصيل العلمي لدى طلبة الصف التاسع (ر = 36 .0) والصف الثالث ثانوي العلمي والتوجيهي (ر=0.35 ) .


إن شخصية المدرس وأسلوب تدريسه وتهيئة الجو المرح وعلاقته مع الطلبة تؤثر في حبهم لدراسة العلوم حيث أن للمدرس دور أساسي في تشجيع على المذاكرة والجدية ومن ثم غرس الميول لدى الطلبة وخاصة في مراحل تعليمهم الأساسي.

وعليه كيف يمكن للمدرس أثناء تدريسه أن يكون مؤثراً ويساعد طلبته إلى تقبل المادة ويزداد ميلهم لدراسة مادة الرياضيات.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *