الدكتور الصيدلاني صبحي شحادة العيد *
شجرة الشاي صغيرة وأوراقها رمحية جلدية ذات حافة مسننة و فيها عدد وفير من الغدد الزيتية ، وأزهارها بيضاء أو قرمزية تجيء بعدها ثمار علبية في كل علبة 3 بذور كبيرة كحجم البندقة ومن هذه البذور يزرع الشاي.
أصل الشاي من الصين والهند وروي أن جنكيز خان نقل الشاي لآسيا وأوروبا مع غزواته وفتوحاته وحين وصل الشاى لليابان في مطلع القرن التاسع عشر حصر أحد الأباطرة شرب الشاي بالأسرة المالكة فقط ، وكان يقيم حفلات فخمة يتبع فيها تقليدا خاصا للشرب ، واسمها الأصلي من الصينية كان من كلمة شا ثم كلمة تي الدارجة ودخلت هذه التسمية باللغة الإنجليزية وغيرها.
أساطير عن الشاي
روي أن الشاي كان يجني بالصين ويعد للشرب بعادات وتقاليد طريفة من ذلك أن الشاي الإمبراطوري يجمع بأيدي فتيات يبدلن ثيابهن كل يوم ويعطرن ثيابهن وزفيرهن ويجرى القطاف وهن صامتات.
وفي الهند أسطورة تقول أن ناسكا بوذيا قرر أن لا ينام 7 سنوات ولما بدأت السنة الخامسة شعر بعجز عن السهر فتناول ورقات من شجيرة بقربه وأخذ يعلكها ليلتهي بها عن النعاس فعاد له النشاط واستطاع باستعمال أوراق هذه الشجرة تنفيذ صيامه عن النوم .
فوائد الشاي
إن الشاي بأنواعه (والقهوة أيضا )خال من العناصر الغذائية لكن له منافع عديدة منها :
1- يكافح الصداع وخصوصا صداع الشقيقة.
2- ينبه المراكز الفكرية بالدماغ وذلك لاحتوائه على مادة الشابين والتي تشبه مادة الكافئين الموجودة بالقهوة حيث تعتبر هذه المادة منبهة للأعصاب ومقوية للقلب إذا استخدمت باعتدال
3- يكافح التعب وعسر الهضم
4- مدر للبول ومعرق.
5- مقو للقلب والجهاز التنفسي لاحتوائه على مادة الثيوفللين المنبهة المنبهة والموسعة للقصبات الهوائية .
6- يفيد في دفع العطش ومساعدة الجسم على مقاومة الحر.
الاستعمال الخارجي
ينفع مغلي الشاي بصفة غرغرة لمكافحة أمراض الحنجرة والتهاب اللوزتين وذلك بوضع مقدار من الشاي مع الماء على النار ثم يرفع على النار ويغلى لمدة 3 دقائق لاستخلاص المادة القابضة ( العفص ) ثم ينزل عن النار ويصفى ويضاف له قليل من الملح ( تقريبا نصف ملعقة صغيرة لكل كأس شاي صغير ) ويستعمل ساخنا ما أمكن عدة مرات في اليوم.
كذلك يستعمل في مداواة بعض التهابات العين حيث تغسل العين به بواسطة قطعة من القماش النظيف المغموس بمنقوع الشاي أو يجري غسيل العين بواسطة الوعاء المخصص لذلك وكذلك الحال مع الورم الذي يتشكل تحت العين.
ملاحظة لمرضى الثلاسيميا
ينصح أطباء المركز الطبي في مدينة هيوستن الامريكية مرضى الثلاسيميا بشرب كأس من الشاي مع عصير البرتقال يوميا حيث وجد أن مثل هذا المشروب يستطيع امتصاص حوالي 75 % من الحديد الزائد في الجسم الذي يسبب هذا المرض.
أضرار شرب الشاي بإفراط
تنجم هذه الأضرار عن مادة التانين القابضة فهي فضلا عن خاصيتها المسببة للإمساك تشكل طبقة على غشاء المعدة والأمعاء إذا ما أخذ الشاى قبل تناول الطعام فتحول دون افراز العصارات الهاضمة فيسوء الهضم ولا يمتص الجسم أغذيته بشكل جيد وكلما ازداد غلي الشاي بالماء ازداد ضرره لأن ذلك يزيد انحلال مادة التانين القابضة.
ولما كانت خاصية الشاي الرئيسية تتمثل في التنبيه والنشاط فلا داعي والحالة هذه لغلي وريقاته بالماء لمدة طويلة لأن مجرد اللقاء الورقات المجففة في الماء الغالي وتركها لمدة 3 – 5 دقائق يكفي لاستخلاص مادة الشايين المنبهة للأعصاب وانحلال الزّيت الطيار الموجود فيها.
فقر الدم والشاي
ان كثيرا من أسباب فقر الدم خصوصا عند الشباب سببها كثرة شرب الشاي خصوصا بعد الطعام حيث تؤدي مادة التانين الموجودة في الشاي إلى الاتحاد مع الحديد وترسييه في الأمعاء وعدم امتصاصه لمجرى الدم وبالتالي عدم الاستفادة منه في الهيموجلوبين وخلايا الدم الحمراء، لذا ينصح بعدم الاكثار من الشاي أو حتى من شربه خصوصا لمن يشكون من فقر الدم ونقصان الحديد في دمهم.
تنبيه
لا تضيفوا الحليب للشاي يعتبر الشاي ثاني شراب بعد الماء استهلاكا في كل أنحاء العالم لذلك فإن أي مزايا له يمكن أن يكون لها تأثير مهم على الصحة العامة كتحسين تدفق الدم وقدرة الشرايين على الارتخاء مقللا بذلك مخاطر الاصابة بأمراض القلب والجلطات شريطة ألا يضاف الحليب لهذا الشراب وذلك لاحتواء الحليب على البروتين المسمى كازيين الذي يقلل بل ويرسب مادة الشايين الموجودة في الشاي والمسؤولة أصلا عن زيادة الوقاية من أمراض القلب فهذه المادة تعمل على استرخاء الأوعية الدموية لتزيد تدفق الدم وتحسين الدورة الدموية في الأطراف والدماغ والعضلة القلبية خاصة وجميع أنحاء الجسم عامة.
الشاي الأخضر
اكتشف الشاي الأخضر في عام 2737 قبل الميلاد في الصين ويتم تحضيره بتعريض وريقات الشاي بعد قطفها للبخار الحار ثم فرشها على حصر وأطباق خاصة لتجف تحت أشعة الشمس ، فتحافظ على الكلوروفيل الأخضر وبالتالي على ما فيها من مواد عفصية والشايين والزيت الطيار ، أما إذا خمرت وجففت فإن لونها الأخضر يتحول للأصفر ثم لأحمر قاتم مائل للسواد.
يعتبر الشاي الأخضر منشطا للجسم ويحتوي على العديد من الفيتامينات والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك والنيكل والفلور وتعتبر هذه المواد المضادة للأكسدة ممتازة بالنسبة لجهاز القلب ومحاربة الشيخوخة.
في هذه الأيام تلقي الدراسات والاختبارات الجديدة الضوء على الشاي الأخضر وأهميته للصحة حيث برهنت هذه الدراسات عن العلاقة الإيجابية بين شرب الشاي الأخضر وتخفيف أعراض الإصابة بالأمراض السرطانية والأمراض القلبية.
يحتوي الشاي الأخضر على مضادات أكسدة وهذه المادة هي الأكثر فعالية كمضاد للتأكسد حتى الآن كما تشير الدراسات إلى أن هذه المادة لها مفعول أكبر ب 100 مرة من فيتامين ج و 25 مرة من فيتامين هـ لمحاربة ومنع الإصابة بالأمراض السرطانية خاصة سرطان والبروستات والرئة .
وللاستفادة من خاصية الشاي الأخضر كمضاد للأكسدة ومحارب للشيخوخة لا بد من استهلاك 3 – 4 فناجين يوميا منه ولمدة 4 شهور متتالية ، وتقوم شركات التجميل الكبرى حاليا بصناعة كريمات من مستخلص الشاي الأخضر لمحاربة الشيخوخة وخصوصا شيخوخة الجلد وتجعداته للاستعمال الخارجي قبل النوم.
مستشار (دكتوراه) الغذاء الصحي والنباتات الشافية
محاضر دولي، رئيس لجنة الغذاء الصحي الاتحاد العربي
دكتور الغذاء الصحي والثقافة البدنيه PHD
EMAIL: drsubhi_eid@hotmail.com