عاش الانسان لقرون طويلة في كهوف في الجبال وتحت الأرض وذلك لحميات من الحيوانات لمفترسة والهرب من الحرارة المرتفعة، وتعد مدينة مطماطة التونسية خير شاهد على قدرة الانسان على بناء مدن متكاملة تحت الأرض.
يعيش في مدينة مطماطة التونسية شعوب البربر او الأمازيغ وهم السكان الأصليين في أفريقيا كانوا يعيشون في الشمال. بنا البربر بيوتهم في مطماطة جنوب تونس تحت الأرض. لم يقم البربر ببناء بيوتهم في الجبال بل قاموا بالحفر عميقًا في الأرض على مساحة واسعة لصناعة منازلهم الخاصة تحت الأرض.
وتقع معظم المدن التونسية على طبقة من الحجر الرملي الذي هو لين مما يمكن الحفر خلاله بسهولة بأدوات بسيطة لكنها في نفس الوقت يمكن استخدامها في بناء المنازل التي تصمد لقرون والدليل على ذك أن البربر كانوا يبنون منازلهم خلال هذا الحجر الرملي لآلاف السنين.
تقع هضبة مطماطة حيث يوجد هذا النوع من المساكن بالقرب من الطريق البري الذي يربط بين ليبيا وتونس وقد كانت هذه المنطقة مطمع للكثير من المستعمرين عبر العصور مما اضطر البربر إلى الدفاع عن موطنهم وحين كانوا يتراجعون كانت الهضبة هي الملجأ لهم. وبعد استقلال الدول العربية شعر البربر بالأمان مما دفهم لبناء القري وتوسيعها في هذه المنطقة. والآن هذه المنطقة تعتبر من أهم الأماكن السياحية التونسية كما أنها كانت أحد مواقع التصوير في فيلم حرب النجوم بالتحديد في فندق سيدي دريس.
قد يتساءل البعض كيف يمكن التنفس في منازل تحت الأرض؟ بالطبع هذه المنازل لا تحتوي على فتحات تهوية صناعية كما نراها في الأفلام لكن كل منزل يحتوي على فناء مفتوح يدخل عن طريق الهواء إلى باقي المنزل. كما أنه أيضًا يعتبر المكان الذي تتجمع فيه العائلة وتحدث فيه اللقاءات داخل المنزل.
يعمل أهالي مطماطة هذه الأيام على استضافة السائحين في منازلهم كنوع من العمل وزيادة الدخل بما أن القرية صغيرة وتحتوي على فندق واحد بالكاد. الجميل في هذه المنازل أن طرازها يعتبر متشابه إلى حد كبير حيث أن أبواب المنازل جميعها مطلية باللون الأزرق كما أن الأثاث غاية في البساطة مع الكثير من والمصنوعات اليدوية.
المصدر مواقع الكترونية
للتعرف على هذه المدينة العجيبة شاهد الفلم المصور التالي