أعراض الاندفاعات للوسواس القهري

يشعر مريض الوسواس القهري باندفاعات تختلف من شخص إلى آخر، فهو يشعر برغبة مسيطرة أو رغبة جامحة او اندفاع لان يقوم بأعمال لا يرضى عنها ويحاول مقاومتها ولكن تسيطر عليه هذه الرغبة بإلحاح وبقوة وعادة ما تكون هذه الاندفاعات في هيئة عدوانية او انتحارية، فيحس المريض بالرغبة في رفس المارة في الشارع، أو دفع أخويه من الشرفة، او القاء نفسه من الادوار العليا او القطار، او الباص، واحيانا تظهر اندفاعات مضحكة كالغناء في الجامع او الكنيسة او الضحك في الجنازة، او ضرب من امامه على قفاه، او الرغبة الجامحة في عد وضرب الأعداد الأحادية او الثنائية الى ما لا نهاية.

ومن الأمثلة على ذلك المريض الذي عانى من العذاب والسخرية من جراء الرغبة المسيطرة عليه لان يعد شعر ذقنه (لحيته) بعد الحلاقة وهو يعرف تفاهة هذه الرغبة، ووصل به الأمر أن توقف عن الحلاقة ولكنه بدأ ينظر في المرآة ويعد شعر ذقنه الطويل وهو يبكي بكاء مرا ساعات طويلة، وكلما اخطأ بدأ العد من البداية، واصبح لا يستطيع الذهاب لكليته، حبيس المنزل والمرأة وذقنه، ولا يمكن إقناعه بحلقها وقد جرى الاستعانة بالتخدير لمساعدته في التخلص من مشكلته حتى لا يشعر بهذه الرغبة الملحة وتمت عملية الحلاقة ونقله للمستشفى للعلاج.
واحيانا يأخذ الاندفاع طابعا مختلفا، مثل عدم النطق ببعض الحروف او الامتناع عن كتابة بعض الكلمات المكونة من عدد معين من الحروف ومثال ذلك رفض احد المرضى للعلاج عند احد الأطباء لان لقبه مكون من خمسة حروف، وكذلك قصة السيدة التي كانت تلح عليها الرغبة في ذبح ابنتها الوحيدة بهذه الصورة وكانت تصرخ «انني مجنونة» «اذبحوني قبل ان اذبحها» «اسجنونی» وأصبحت لا تدخل المطبخ، وتخاف من رؤية السكين حتى تم علاجها، نلاحظ هنا أن الخوف يصاحب هذه الاندفاعات دائما، فالسيدة تخاف من المطبخ والسكين، وكذلك حالة الشاب الذي يخاف من الأدوار العليا لاندفاعه لإلقاء نفسه وذلك الذي يخاف من الجامع حتى لا يغني او يضحك.


وقصة ذلك الحاج الذي جاء باكيا في هدوء يرجو تحويله لمستشفى الأمراض العقلية ورفض بشدة ان يتحدث عن تفاصيل شكواه، وقال انه يستحق أن يدخل المستشفى او السجن وان ما بداخله لا يستطيع ان يبوح به لاي انسان، واستمر في البكاء، حتى انهار تماما، وبدأ يعترف بانه يعتريه اندفاع خبيث لاغتصاب ابنته البالغة من العمر خمس سنوات وصديقاتها اللواتي في نفس السن، واصبح يبكي كلما رآها وهو الرجل التقى الورع، الذي لم يفعل سوءا في حياته ولا يعلم كيف تنتابه هذه الرغبات والتي لا يمكن ان يقوم بها وبالطبع تم افهامه، ان ذلك بالرغم منه، وانها حالة اندفاعات الوسواس القهري.

وكذلك قصة الشاب الذي تلح عليه الرغبة في قضم اظافره لأنها مملوءة بالميكروبات، ومن ثم أصبح ينزف من أصابعه دما لأنه قضم احد اظافره واصبح معرضا للآلام الشديدة من جراء تعرية أصابعه من الأظافر والأمثلة كثيرة لا تحصى على ذلك.

د. نايف محمد الرشيدات
اختصاصي الطب النفسي

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أرانب معدلة وراثيا لإنتاج مواد لعلاج الانسان

تمكن باحثون من هولندا من إدخال تعديل وراثي على مجموعة من الأرانب، حيث تم انتاج …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *