أهم الأشجار والنباتات العملاقة

عندما نتحدث عن النباتات العملاقه Giant Plants يتبادر إلى أذهاننا مباشرة السيكوية العملاقة Sequoiadendron giganteum المشهورة في كاليفورنيا.

ويبدو أن الاسم قد اشتق من اسم سیکویه (!1770- 1893) زعيم الشيروكي إحدى قبائل الهنود الحمر ، وقد اشتهر اسمه لأنه استنبط الكتابة لشعبه.

وتصادف السيكورية العملاقة الحقيقة ، في مثلمة القمم النيفادية، وفي الحدائق العامة في كاليفورنيا؛ واسمها الشائع «الشجرة الكبيرة»، إذ إنها في الحقيقة ذات ارتفاع كبير قد يزيد على تسعين مترا في حين يصل قطر قاعدتها إلى عشرة أمتار ونصف. ويبالغون أحيانا في الحديث عن قدها، فيذكرون ارتفاعات كبيرة جدا . إلا أن أطول شجرة قيست حتى الان قد بلغت ستة وتسعين مترا، وهو ارتفاع استثنائي على كل حال !

ويقدر عمر بعض الشجرات التي ما زالت حية بحوالي ألف وخمسمائة عام . وهناك مقطع في جذع سيكوية، محفوظ في المتحف البريطاني في لندن، تظهر فيه بوضوح 1335 حلقة سنوية. ويطلق على أكبر الأنماط أسماء خاصة، ابتدعها خيال المستكشفين الأوائل. ولقد حفرت قاعدة أحد الجذوع على شكل نفق يخترقه طريق تستطيع السيارات اجتيازه.

أما السيكوية الدائمة الخضرة .S. sempervirens التي تدعى محليا «الخشب الأحمر» فهي أكثر ارتفاعا من السيكوية العملاقة، إذ إن متوسط ارتفاعها تسعون مترا وقد بلغ طول بعضها 102 م إلا أن قطرها أقل من قطر العملاقة. ولقد حفر في قاعدة إحداها موقع لوقوف السيارات، كما حفر باطن شجرة منها سقطت على الأرض، وأقيمت حانة فيها. هذا ويبدو أن السيكوية الدائمة الخضرة تعيش أكثر من العملاقة، فقد تعيش حتی 2200 عام.

وهذا النوع من السيكوية خاضع للحماية في حديقة عامة شمالى مدينة سان فرنسيسكو. وهو يتوزع في منطقة تمتد على طول حزام عرضه حوالي 35 كم وطوله 700 کم على امتداد الشاطىء الشمالي لكاليفورنيا حتى ولاية أوريغون، في خط الغابات المحيطية. وهي غابات أخاذة ومثيرة للإعجاب، وخاصة عندما يوجد عدد كبير من السيكويات المتراصة، حيث لا يستطيع المرء إلا أن يحبس أنفاسه مندهشا أمام هذه النباتات المهيبة، التي تشكل صفوف من الأعمدة أو نصبا طبيعية حقيقية تتحدى الزمن، وتتلاشى أوراقها في السماء.

لقد كان هذان النوعان من السيكوية ، بالإضافة إلى نوعين آخرين منقرضين الان ، واسعي الانتشار في الماضي، ففي الحقب الثالث كانت هذه الانواع منتشرة في امريكا وأوروبا كلتيهما . والنوعان الباقيان اليوم هما كل ما تبقى حتى لكأنهما «مستحاثات حية» !

أما اليوكالبتوس Eucalyptus (ويسمونه في بعض البلدان العربية شجرة الكافور وفي بعضها الكينا)، فيأتي في المرتبة الثانية بعد السيكوية من حيث الارتفاع . فاليوكالبتوس الأسترالي يبلغ إرتفاعه 97 مترا، إلا أن شكله يختلف كثيرا عن شكل السيوية التي هي من الصنوبريات. فأغصانه نهائية، ولحاؤه رقيق جدا، كما أن اليوكالبتوس لا يعطي إلا القليل من الظل ، لأن أوراقه البالغة ليست أفقية وإنما هي عمودية، ولهذا لا توجه سطحها للشمس مباشرة.

وهناك نبات عملاق اخر يجدر ذكره هو الباوباب Baobab واسمه العلمي (الأدنسونية المصبغة Adansonia digitata). وهو يكثر في سهوب أفريقية الغربية والشرقية على حد سواء. وهو عملاق ليس بسبب ارتفاعه الذي يكون معتدلا ، وإنما بسبب قطره الذي قد يصل إلى تسعة أمتار. وكثيرا ما يبالغون في الحديث عن حجم هذا النبات ، فيذكرون أمثلة عن جذوع يصل محيطها إلى أربعين مترا. وحتى لو كان ذلك صحیح فانه لا يمكن أن يكون هو المعتاد. وهناك شجرة كان جذعها كبيرة جدا في بلاد كوینزلاند Queensland .

والأزهار في هذا النوع كبيرة جدا أيضا. وهي تتدلى من الأغصان التي تتصل بها بواسطة معاليق طويلة. والثمرة كروية تقريبا ، قاسية من الخارج إلا أن لبها طحيني في الداخل وهو حامض الطعم ومنعش . ويدعى محليا «خبز القردة». أما الخشب فليس شدید القساوة ، ويتصف بأنه اسفنجي ومملوء بالماء بحيث يمكن عصره.

وهناك أنواع عملاقة أيضا من الخيزران Bamboo الذي يضم أنواعا عديدة ، أطولها البمبوزة Bathus والوج الشجري Dendrocalamus ؛ فالبمبوزة المخدبة B. fastuosa قد يبلغ ارتفاعها خمسة وعشرين مترا ، بينما قد يكون الوج الشجري العملاق أكثر ارتفاعا من ذلك كما يكون جذعه كبيرا حيث قد تصل قاعدته إلى 50 أو 60 سنتيمترا وتكون المسافة بين العقد من 45 إلى 50 سنتيمترا. وأشجار الخيزران هذه جذابة لأنها تعيش على شكل مستعمرات فردية متقاربة جدا بعضها من بعض كأنها سياج قد يصل ارتفاعه إلى 9 أو 10 أمتار قبل أن تتفرع على شكل مروحة مما يعطيها مظهر المطرقة.

وعندما تهب الريح أثناء العاصفة، تحتك الجذوع بعضها ببعض محدثة ضجة شديدة تدهش كل من يسمعها. ويخيل للناظر أن المستعمرة بكاملها سوف تسقط في أية لحظة. إلا ان هذه الأشجار على درجة من المرونة لا تصاب معها بأي أذى.

غير أن ما يبدو عملا قا في أغلب الأحيان في النبات ليس ارتفاعه أو قطر جذعه وإنما أحد أعضائه. فأزهار اللوبيلية Lobelia مثلا التي تعيش في المرتفعات الجبلية في أفريقية الشرقية ضخمة جدا . وكذلك أزهار الصبار الأمريكي (الأغاف الأمريكي) الذي يعيش على امتداد السواحل البحرية الجافة ، ويرجع أصله إلى امريكا الوسطى إلا أنه يوجد حاليا في جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية وفي فنزويلا وكولومبيا في امريكا الجنوبية. فقد يصل ارتفاع الساق الزهرية إلى عشرة أمتار كما تنبت أوراقا كبيرة قاعدية من مركز الازهار الوردي عندما يكون النبات هرمان.

وكذلك قد يكون حجم الثمار والبذور كبيرة، وأشكالها غريبة. فثمار النخيل في جزيرة السيشيل تتطلب أكثر من عام واحد لتنضج، ويمكن أن يصل قطرها إلى نصف متر ووزنها إلى أكثر من خمسة عشر كيلوغراما.


وإذا انتقلنا إلى النباتات الدنيا نجد أمثلة مدهشة حقا. ويكفي أن نذكر الطول الذي يمكن أن يبلغه الطول الذي يمكن أن يبلغه الطحلب البحري الذي يدعي الكيساء Macrocystis . فقد يبلغ طول ساق هذه الاشنة السمراء في جنوب المحيط الهادي أكثر من مئة متر وهي تطفو تحت الماء.

وبعد، فهناك دوما أمثلة عديدة عن حالات فردية من أنواع مختلفة من الأشجار كان نموها استثنائيا .

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للغذاء الأسبوع المقبل في أبوظبي

• عبد الوهاب زايد: يشهد معرض ابوظبي للتمور بدورته العاشرة مشاركة أكثر من 100 عارض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *