منازل اسطوانية صغيرة تغير محتوياتها ستكتسح المدن الحديثة

طور فريق من المصممين الشباب النمساويين منزلا ثوريا قد لا يخطر على بال، ويشعر صاحبه كما لو كان العالم يدور حوله فمع هذا المفهوم المبتكر لمنازل القرن الحادي والعشرين، ستخلى جدران المنزل الثابتة التقليدية مكانها لاسطوانة مفردة مرنة.

المصممون في مكتب العمارة والتصميم في فينا انتجوا مجموعة من الاسطوانات المتحركة، والتي بجمعها معا تكون منزل المستقبل العملي والاقتصادي.

تاتي الاسطوانات على شكل حلقات دائرية بتصاميم متنوعة، توفر امكانية النوم بداخلها والطبخ والغسيل اضافة الى مكان للجلوس ( غرفة معيشة )، وبالتالي فانها توفر الاستخدامات القصوى في المساحة الاقل.

يمكن وضع الاسطوانات الحلقية في غرفة لا يوجد فيها متسع حتى لسرير النوم، لكن مع امكانية دوران الاسطوانة فان وظائف عدة تكون متوفرة اذ يمكن أن تحتوي الاسطوانة على أريكة، وطاولة طعام مع مقاعدها وسرير.

وتعد الشركة بتحقيق اي شيء يرغبه الانسان. سواء للنوم أو العمل أو لحفلة او ممارسة التمرينات الرياضية.

الجهات المسؤولة تقول أن لا حاجة للمشترين للحصول على ترخيص لهذه المنازل الاسطوانية ان رغبوا في وضعها داخل المنزل التقليدي، لكن الترخيص ضروري اذا ارادوا وضعها في الخارج.

الشركة الصانعة تقول انها توفر نماذج عدة من هذه المنازل الاسطوانية، لكل منها القدرة على الدوران، ولكل ميزات مختلفة توفر وظائف متنوعة، فاحدى الاسطوانات مثلا تتضمن حماما ومرحاضا وعند استخدامها يجب أن يكونا بالطبع باتجاه الارض، وعند عدم الحاجة اليهما يمكن ادارة الاسطوانة ليصبحا باتجاه السقف أو الجدار ، وتصميم المرحاض هنا مماثل لما في الطائرات أذ يجري امتصاص الفضلات بقوة سحب مناسبة ثم تغطية الفتحة تلقائيا باحكام.

توجد الاسطوانات على عجلات تدور بشكل مستقل، بحيث يمكن للانسان السير في الاسطوانة في اثناء دورانها أو الوقوف في النموذج الآخر الى حين دوران الاسطوانة لتوفر الوظيفة التالية المطلوبة، ويمكن لصاحب الاسطوانة فردها عند الرغبة لتتحول الى شرفة او تراس، وهي تتوفر ايضا بنماذج ذات هياكل شفافة.

في المدن يمكن وضع الاسطوانات على السطح او في شقة صغيرة لا تتوفر فيها مساحة لكل متطلبات ساكنيها، والاسطوانة التي يبلغ قطرها 3.5 متر يمكن ان تصنع من المعدن، او الخشب أو الليف الزجاجي او المطاط او اي مادة أخرى.

الفئات المستهدفة من هذه المنازل الغريبة هم العزاب الصغار من ساكني المدن، الذي يتنقلون كثيرا ولا يمضون الكثير من الوقت في المنزل، وقد انتجت الشركة حتى الآن 30 نوعا من المنازل الاسطوانية التي تلبي كافة الاذواق وبسعر يبلغ ثمانية آلاف دينار للمنزل الاسطواني الواحد.


وبالرغم من اعتراف الشركة ان ثمن الوحدة ليس قليلا، فان المثير فيها انه يمكن تغييرها كل يوم، فاذا توفر للانسان خمس حلقات مثلا، فانه يمكن تغيير أماكنها ووضعها باستمرار حسب رغبته وبما يلبي حاجته.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

احذر من عادة طرقعة الأصابع

تُعتبر طرقعة الأصابع عادة شائعة يمارسها العديد من الأشخاص، سواء لتخفيف التوتر أو كنوع من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *