أسباب النشاط الزائد للطفل في غرفة الصف

حين زادت حركة زيد في الصف عن الحد الطبيعي، وصارت تؤثر في العملية التعليمية التعلمية، استدعيت والده لأعرف منه ظروف زيد في الاسرة كي يتم التعاون بيننا على برنامج مشترك لتخفيف نشاطه الزائد الذي بدأ يؤثر على تحصيله الاكاديمي، لكني فوجئة بوالده يقول لي ضاحكا:

وأين المشكلة؟ ألهذا السبب طلبت مقابلتي؟

انا ياسيدتي كنت مثله واكثرحين كنت صغيرا ولم تكن علاماتي عالية ولا اخفيك سرا فقد اعدت التوجيهي مرتين.. ولكن كما ترين.. انا الان صاحب شركة كبيرة تدر علي ارباحا طائلة وعلاقاتي الاجتماعية جيدة جدا، ولا ارى اي ضرر من حركته الزائدة سيكبر ويهدأ وينجح مثلي ان شاء الله.

كلام والد زيد اكد لي ان من اسباب النشاط الزائد العوامل الجينية فقد عرفه البعض انه اضطراب اسري ينتقل من الاباء الى الابناء وتؤكد الدراسات ان والدي الطفل ذي النشاط الزائد غالبا ما يكونا قد عانيا من الاضطراب ذاته في طفولتهما فهو ينتقل من جيل الى اجيل ليس بسبب الوراثة والجينات فحسب وانما لتقليد الاطفال الوالدين وتأثرهما الشديد بهما.

وفي تعريف اخر للنشاط الزائد انه اضطراب حركي اجتماعي شائع لدى الاطفال في سن المدرسة الابتدائية ولدى الذكور اكثر منه لدى الاناث وقد يخف ويقل تدريجيا مع تقدم العمر او قد يختفي تماما.

وهناك من يعزو النشاط الزائد الى عوامل عضوية كتلف او اضطراب دماغي بسيط، الا ان الدراسات بينت ان التلف الدماغي لا يؤدي بالضرورة الى النشاط الزائد، وفي الوقت ذاته لا يعني النشاط الزائد وجود تلف دماغي كما يعتقد فريق آخر ان العوامل النفسية كالضغوط والاحباطات والملل من المعلم غير القدير على امتصاص الحركة وإشغال الطفل بأمور نافعة تزيد من النشاط الزائد كذلك تقليد الطفل لوالديه او احد افراد الاسرة الاخرين وقد تسبب اضافة مواد الى الاغذية المعلبة الملونة، ردود فعل تحسسية لها، تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، الامر الذي يؤدي الى النشاط الزائد.

وقد اجمع الباحثون والدارسون على ان النشاط الزائد ليس نتيجة لعامل واحد من العوامل الانفة الذكر بل هو نتاج عوامل تتفاعل فيما بينها وتؤدي لحدوثه.

ومفهوم النشاط الزائد وتعريفه يختلف باختلاف الجهة التي تعطي رأيها به فهناك التعريف الطبي والتعريف التربوي وتعريف من وجهة نظر علم النفس لكنه بصورة عامة: نشاط حركي غير منضبط تصاحبه ممارسات سلوكية واجتماعية مرفوضة.

اما المؤشرات وعلامات النشاط الزائد التى من خلالها يمكن تصنيف حركة الطفل الى طبيعية او زائدة فهي :

عدم القدرة على الانتباه لأكثر من ثوان.
ضعف شديد في التركيز.
نوبات غضب شديدة.
تهور واندفاع
فوضى
عدوان
قابلية مفرطة للإثارة وسريعة جدا.
نشاط وحركة بشكل ملحوظ.
علاقات اجتماعية مضطربة.
تشتت في الافكار.
عدم القدرة على تحمل الاحباط والفشل.
اضطراب الوظائف الحركية.

والأطفال ذوو النشاط الزائد ليسوا من فئة متجانسة ولا يعاني جميعهم بالضرورة من كل ما ذكر الا انهم قد يتشابهون ببعض المظاهر السلوكية العامة مثل قلة الانتباه وعدم التركيز في الصف.


ولمعالجة النشاط الزائد والتخفيف منه يلجأ البعض الى العلاج بالعقاقير المهدئة او اساليب تعديل السلوك وهي عديدة ومتنوعة فما يستجيب له طفل قد لا يستجيب له طفل آخر.

هذا ويلعب الوالدان دورا كبيرا في تقبلهما واستجابتهما لنشاط الابن الزائد، فاذا لم يسيطرا عليه منذ الطفولة المبكرة سيقود الطفل الى مشكلات دراسية واجتماعية وتكيفية.

مي شبر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *