في البحار الحارة ، وعلى شواطئ الخليج العربي ، وفي بحار الهند وسيلان … نجد نوعا من الحيوانات الرخوة يحيط به غشاء . وهذا الحيوان الرخو يعيش داخل محارتين منطبقتين .
و يتهيج هذا الغشاء الذي يحيط بالحيوان الرخو ، بأن يدخل جسم غريب کدودة صغيرة جدا ، أو حبيبات من الرمل إلى هذا الغشاء ، فيحدث فيه ما يحدث بجلد الإنسان ، إذا ما أصابته حروق ، أي تظهر عليه فقاقيع ممتلئة بسائل حول هذا الجسم الغريب .
وتتغير طبيعة هذا السائل وتركيبه، ويتركز و يصبح كالعجين، وتتكون فيه مادة قريبة الشبه من المواد القرنية .
و تنكمش هذه المادة ، وينشأ عن انكماشها طبقة رقيقة ، بعضها فوق بعض ، وبذلك تتكون اللؤلؤة داخل المحارتين.
وفي الكويت والبحرين يبدأ موسم صيد اللؤلؤ بأن تخرج مراكب الصيد في طبل وزمر وفرح وسرور ، وينزل الغواص إلى البحر ، مربوطة بحبال ، مثبتة في مراكب الصيد.
وينزل الغواص إلى الماء ، وفي أحد رجليه ثقل يعاونه على الهبوط إلى قاع البحر ، وفي رقبة الغواص ( زنبیل ) ، ليجمع فيه المحار .
ويبقى الغواص في البحر مدة دقيقة أو دقيقتين ، ومتی شعر بضيق في تنفسه أعطى بحبله إشارة إلى زملائه فوق السفينة، فيشدونه إليهم ، ليستريح بعض الوقت .
وهذه الطريقة في صيد المحار طريقة بطيئة ، وفيها يتعرض الغواص لقنديل البحر ، فيلسعه ، ويسبب له هرشا في الجلد ، هذا عدا ما يسببه كلب البحر من أذى ، وضرر .
لهذه العيوب استخدم الآن لباس الغوص الحديث، ويتركب هذا اللباس الحديث من رداء من المطاط يغطي الجسم بأكمله ، ومن غطاء للرأس صنع من الصلب ، يخرج منه أنبوبتان متصلتان بالسفينة أو المركب ، واحدة لتقدم للغطاس الهواء النقي ، والأخرى لإخراج الهواء الفاسد ، أما الجزء المواجه للعينين مصنوع من الزجاج ليسمح بالرؤية و يمسك الغواص في يده أداة ليلتقط بها المحار .
وقد استطاع صيادو المحار واللؤلؤ بهذا الجهاز الحديث ، البقاء في قاع البحر مدة أطول.
ومن الغريب أن كلاب البحر المفترسة لا تهاجم عادة الغواصين الذين يرتدون هذا النوع من اللباس الحديث ، ظنا منها أنهم صخور لا حياة فيها .
وعندما يعود إلغواصون إلى الشواطئ يجدون تجار اللؤلؤ في انتظاره لشراء ما صادره من محار ، وقد يسعد الحظ أحد التجار ، فيجد فيها اشتراه من محار كمية من اللآلئ الثمينة ، وقد يخونه الحظ فلا يجد إلا أردأ اللآلى .
وقد استطاع اليابانيون أن ينتجوا بعض اللآلي بطريقة صناعية ، واللؤلؤ الصناعى يتكون بنفس الطريقة التي يتكون بها اللؤلؤ الطبيعي ، وذلك بإدخال حبيبات رملية أو أجسام غريبة في الحيوان الذي يعيش في المحارتين ، فيتكون ما يشبه اللؤلؤة الطبيعية ، ولكنها أقل منها قيمة ودقة في الصنع … ولهذا كانت اللآلئ الصناعية أرخص ثمنا من اللآلئ الطبيعية .