ضحى الناطور
ما الّذي يحدث في شوارعنا وطرقاتنا العامة ؟ سيارات تصطدم تتكسر تتهشم وتقتل أبرياء خرجوا في الصباح الباكر قاصدين وجه ربهم الكريم تقتل أطفالا باتوا ينتظرون الصباح الباكر ليمارسوا ألعابهم و مرحهم البريء فسرعان ما تسيل دماءهم الزكية الطاهرة على قارعة الطريق التي جعلها المتهورون قبورا لأبناء المجتمع , ما أسوأ تلك المركبات المجنونة التي تجعل من دمائهم البريئة أسوأ لوحة ترسمها آلة البطش التي كان الأولى أن تكون مصدر راحة للإنسان المعاصر , مسكين أيها الشاب الذي ارتدى بدلته الجميلة وسرّح شعره وتطيب بأرقى وأغلى أنواع الطيب , مسكينة تلك المرأة الحامل التي تحمل وهنا على وهن , مسكين هذا الطالب وهذا الطفل وهذا العجوز الذي يحمل على عاتقه فرشا للكعك وفي يده اليمنى كيس الكعك , مساكين هؤلاء واؤلاء وهم يتوجهون إلى أعمالهم وإلى مدارسهم أ وإلى رياضهم الجميلة التي باتوا يحلمون بأرجائها الساحة , الأرجوحة , صنابير الماء , السبورة , وظلت صورتها عالقة باذهانهم , إنه مشهد مخيف ,مروع , إنها أخطاء فظيعة لا يتعلم منها بعض المتهورين والمستهترين ولا يستفيدون ولا يقدّرون تلك التخيلات الطفولية البريئة التي حطمتها سيارة متهور لم يقدر المسؤولية , انهم لا يحترمون مشاعر هذا الشاب وتلك امرأة وذلك العجوز إلى متى سيظل هؤلاء يمشون في الشوارع والطرقات لايرون أحدا أمامهم ؟ ولا يرون إلا طيشهم ورغبتهم المنحرفة غير المسئولة ؟
إن ضحايا حوادث السير في بلدنا تفوق كل التوقعات فيسقط في المملكة شخص جريح في حادث مروري كل 29 دقيقة وفي كل 52 ساعة يقتل ماشٍ في حادث مروري يقل عمره عن 18 سنة في حين يقتل شخص في حادث مروري كل 9.44 ساعة، بناء على إحصائيات الأمن العام فقد بلغ عدد الوفيات الناتجة عن الحوادث المرورية خلال السنوات العشر الأخيرة ما يقارب 7084 حالة وفاة فيما تجاوز عدد الجرحى اكثر من 175 الف جريح .