يعد ابن الهيثم من أبرز العلماء المسلمين العرب في التاريخ، فقد أسهم إلى حد كبير في تقدم علم البصريات، بحيث ارتبط هذا العلم وبشكل وثيق بالحسن بن الهيثم، وكان نبوغه في علم الضوء احد أهم إبداعات هذا العالم الذي تتلمذ على يديه معظم علماء أوروبا في حينه، ومازال علماء الغرب يذكرون وبكل فخر انجازات بن الهيثم في هذا المضمار، فيقولون أن علم البصريات وصل إلى أعلى درجة من التقدم بفضل ابن الهيثم.
انه الحسن أبو علي بن الحسن بن الهيثم ، الذي ولد في البصرة في عام 354 هجري، نشأ وتربى بها، ثم انتقل إلى الشام عند احد الأمراء وهناك بزغ اسمه كعالم مبدع في عدد من العلوم كالرياضيات والطب والفلك والبصريات.
طلب منه الحاكم بأمر الله الفاطمي القدوم إلى مصر للتعرف عليه والاستفادة من علمه، وعندما حضر خرج الحاكم بنفسه لاستقباله وضمه إلى علمائه، ووفر له كل الإمكانيات وأغدق عليه الهدايا واستضافه في القاهرة، وهناك عاش معظم حياته وألف فيها معظم كتبه.
يعد كتابه المناظر احد أهم إبداعات ابن الهيثم حيث ألفه في منزله الذي كان عبارة عن غرفة في الجامع الأزهر، ويلاحظ من مؤلفاته، انه يتمتع بالموضوعية والأمانة والنزاهة وإتباعه للمنهج العلمي، كما كان ملما بما كتب سابقا من دراسات وأبحاث في الميادين التي كان يبحثها، وكان أمينا في تعامله مع تلك العلوم، فكان لا ينقل بل ينقد ويطور والمعارف.
كان ملما بآراء وأقوال فلاسفة اليونان، فكان يفند آرائهم بدقة، ويضع الفرضيات المنطقية، ويخضعها للتجربة العلمية، وخصوصا في مجال الضوء، حيث صنف علم الضوء إلى صنفين، الأول يتعلق بماهية الضوء والثاني يتناول كيفية إشراق الضوء، كما درس بدقة انعكاس وانكسار الضوء أثناء مروره بالأجسام الشفافة، كما درس أيضا التغيرات في مسار الضوء عند انتقاله بين مجموعة من الأوساط الشفافة.
هذا ويعد ابرز إضافة للعالم بن الهيثم في علم الضوء إثباته أن الضوء الذي يسقط على الأجسام التي نبصرها ينعكس إلى العين، وهذا يختلف تماما عما كان معروفا في حينه، حيث كان علماء اليونان يقولون بنظرية الشعاع، والتي تعني أن شعاع يخرج من البصر ( العين ) نحو الأشياء التي نراها.