الدهون المهدرجة

الدهون المهدرجة .. وخطر الإصابة بسرطان الثدي

تعتبر الدهون المهدرجة من المكونات الغذائية المثيرة للجدل، حيث ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك سرطان الثدي.

وقد أظهرت الأبحاث أن استهلاك هذه الدهون قد يؤدي إلى مضاعفة احتمالات الإصابة بهذا النوع من السرطان.

ما هي الدهون المهدرجة؟

تعرف هذه الدهون باسم الأحماض الدهنية المتحولة، وهي نوع من الدهون التي تم معالجتها بشكل صناعي لتصبح صلبة في درجة حرارة الغرفة.

حيث يتم تصنيعها عن طريق عملية تعرف بالهدرجة، اذ يتم إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية لتغيير خصائصها.

وعلى الرغم من أن الهدف من هذه العملية كان استبدال الدهون المشبعة، مثل الزبدة، ببدائل أكثر صحة، إلا أن النتائج كانت غير صحية في الواقع.

نتائج الدراسة

أجريت دراسة من قبل المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية في جامعة جنوب باريس، حيث تمت متابعة حالة 25 ألف امرأة في إطار تجربة كبيرة حول السرطان. تم جمع عينات دم من المشاركات بين عامي 1995 و1998، وتم تقييم مستويات هذهالدهون في دمهن. كما تم تتبع حالات الإصابة بالسرطان لعدة سنوات.

علاقة الدهون المهدرجة بسرطان الثدي

أظهرت النتائج أن النساء اللواتي لديهن مستويات عالية من هذه الدهون في دمهن كانت لديهن احتمالات مضاعفة للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء اللواتي كانت مستويات الدهون المهدرجة لديهن منخفضة. كما تم اكتشاف أن زيادة مستويات الأحماض الدهنية المهدرجة ترتبط بشكل مباشر بارتفاع مخاطر الإصابة بهذا النوع من السرطان.

الدهون الصحية مقابل الدهون غير الصحية

بينما ارتبطت الدهـون المهدرجـة بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، لم يُظهر الباحثون نفس العلاقة بالنسبة للأحماض الدهنية “أوميغا 3″، والتي يُعتبر تناولها مفيداً للصحة. توجد هذه الأحماض بشكل رئيسي في الأسماك الدهنية مثل السلمون والجوز والخضروات الورقية. على الرغم من فوائدها، لم يتمكن الباحثون من إثبات أن تناول “أوميغا 3” يقلل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي.

العوامل الأخرى المؤثرة على خطر الإصابة بسرطان الثدي

تظهر الدراسة أيضاً أن النساء البدينات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، مما يسلط الضوء على العلاقة بين الوزن والنظام الغذائي. تُظهر الأبحاث أن الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون، وخاصة المهدرجة منها، ترتبط بزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي.

المصادر الغذائية للدهون المهدرجة

توجد الدهون المهدرجة في مجموعة متنوعة من الأطعمة، بما في ذلك:

1. دهون الطهي: تُستخدم في القلي والطهي.
2. المخبوزات: مثل الكعك والبسكويت.
3. الوجبات الخفيفة: مثل الشيبس والبسكويت المملح.
4. الأطعمة الجاهزة: مثل البرغر والوجبات السريعة.

توصيات لتقليل المخاطر

في ختام دراستهم، أوصى الباحثون بتقليل استهلاك الأطعمة المعالجة التي تحتوي على هذه الدهون، فهناك العديد من الدول، مثل نيويورك وكاليفورنيا، التي حظرت استخدام الدهون المهدرجة في المطاعم، وتدرس كندا وبريطانيا اتخاذ خطوات مماثلة، كما قامت العديد من الشركات الغذائية بالتخلي عن هذه الدهون كمكونات غذائية.

ختاما فإن فهم المخاطر المرتبطة بالدهون المهدرجة يعد خطوة هامة نحو اتخاذ قرارات غذائية صحية. من خلال الحد من استهلاك الأطعمة المعالجة والمصنعة، يمكن للأفراد تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الثدي وأمراض أخرى مرتبطة بالنظام الغذائي.

المراجع

1. الصالح، م. (2023). الدهون المهدرجة وتأثيرها على الصحة. مجلة التغذية والصحة.
2. أحمد، س. (2022). العلاقة بين النظام الغذائي وسرطان الثدي. المجلة العربية للسرطان.
3. American Heart Association. (2024). Trans fats and your health. AHA Report.
4. World Health Organization. (2023). Trans fatty acids in food. WHO Guidelines.

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

تأثير المشي على تحفيز التفكير

يعتبر المشي من الأنشطة البسيطة التي قد تحمل فوائد عقلية هائلة، وفي الماضي، لاحظ العديد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *