تطلع الإدارة المدرسية بدور هام وفاعل في نجاح العملية التربوية برمتها، ولا يمكن أن تتحقق الأهداف التربوية المنشودة دون وجود إدارة مدرسية فاعلة وكفؤة قادرة على رسم وتنفيذ الخطط التربوية، ويقصد بالإدارة المدرسية هي كل نشاط منظم مقصود وهادف تتحقق من ورائه الأهداف التربوية المنشودة، وهي ليست غاية وإنما هي وسيلة لتحقيق أهداف العملية التربوية.
وظيفة الإدارة المدرسية:
امتدت وظيفة الإدارة المدرسية لتشمل الجانبين الإداري والفني، حيث أصبح مدير المدرسة مسؤولاً عن جميع الأعمال الإدارية والنواحي الفنية، من مناهج وكتب مدرسية وطرق تدريب والعلاقة بالمجتمع والمدارس الأخرى وتأمين الموارد المالية وتطوير العمل ومتابعة جميع الأنشطة المدرسية والثقافية والاجتماعية والرياضية والتخطيط للبرامج والإشراف على تنفيذها.
أهداف الإدارة المدرسية :
لقد تغيرت النظرة الوظيفية للإدارة المدرسية والأهداف التي ترمي إلى تحقيقها من وظيفة المحافظة على تطبيق النظام بما فيه من لوائح وتعميمات وقرارات تضمن سير العملية التعليمية وفق الجداول المحددة, إلى المفهوم الحديث الذي يجعل من التلميذ محور العملية التعليمية.
ومن هذه الأهداف:
1- العمل على كشف ميول الطلاب وقدراتهم واستعداداتهم الفطرية وتنميتها وتوجيهها بما يفيد الطلاب وينفع المجتمع.
2- مساعدة التلاميذ على تنمية مختلف جوانب شخصياتهم الروحية والعقلية والخلقية والنفسية والجسمية والاجتماعية بصورة متزنة.
3- تربية وتشجيع الطلاب على التفكير الإبداعي والابتكار والتجديد وتنمية الثقة في النفس والجرأة لديهم.
4-تبصير التلاميذ بفلسفة المجتمع وقيمه قولاً وعملاً مع التركيز على احترام العمل اليدوي.
5-إعداد الطلاب لفهم الحياة الحاضرة والماضية والاستعداد لمواجهة المستقبل .
6- اكتشاف التلاميذ الموهوبين ورعايتهم.
صفات مدير المدرسة
أ- خصائص وصفات مدير المدرسة الناجح :
يعتبر توفر الخصائص المهنية والصفات الشخصية لمدير المدرسة أمراً هاماً لنجاح العمل الإداري فالتلميذ يحاول تقمص شخصية مدير المدرسة الذي يمثل القائد الإداري.
ومن أهم الخصائص المهنية والصفات الشخصية الواجب توافرها في مدير المدرسة.
أولاً : خصائص مهنية :
1-المعرفة التامة بأهداف التعليم في المرحلة التي يعمل بها.
2-الإلمام التام بوسائل تحقيق الأهداف وتنفيذ المناهج.
3-الإيمان بمهنة التربية والتعليم والاعتزاز بها.
4-معرفة خصائص نمو التلميذ
ثانياً : صفات شخصية :
1-الاستقامة.
2-الذكاء والطموح وروح المبادرة.
3-الثقة بالنفس وقوة الإقناع وحسم الأمور.
4-الاهتمام بمظهره العام والتمتع بصحة جسمية ونفسية جيدة.
5-الاستقرار والثبات الانفعالي بعيدا عن سرعة الانفعال والغضب .
6-المهارة وحسن الأداء والقدرة على التكيّف.
7-الحزم وسرعة اختيار البدائل.
8-القدرة على المبادرة وتحمل المسؤولية وتحديد الأهداف.
9-أن يمتلك دافعاً قويا نحو النجاح وتحقيق أهداف المدرسة.
10-لديه قدراً معقولا من الخبرة والتخصص لفهم العمل وإتقانه.
11-أن يكون محبوبا يتّسم ببشاشة الوجه وحسن الحديث.
12-أن يتّسم بالعدل والإنصاف.
13-أن يتّسم بالمرونة وسعة الأفق.
14- أن يعتمد على سلطة الثقة لإيجاد جوّ من روح التعاون الجماعي.
ب- مهارات مدير المدرسة الواجب توفرها :
1-مهارات فنية :
-ينبغي أن يكون لدى المدير مهارة فنية وعلمية في مجال التدريس والإدارة لكسب الثقة وتحقيق الأهداف، مثل إلمامه بطبيعة الهيكل التنظيمي في المدرسة ووظائف وأهداف كل مستوى إداري.
-القدرة على بلورة أهداف مدرسته مع السياسة التعليمية للدولة .
-القدرة على تلمس جوانب القصور في العملية التربوية التعليمية على مستوى المعلم والتلميذ والمنهج والإدارة والعمل على إصلاح الخلل.
2-مهارات إنسانية :
هي ترتبط بمحاولة المدير كسب الثقة واحترام مرؤوسيه من خلال بناء جسور من الود وتفهم المشاعر والظروف الاجتماعية والإنسانية من أجل تعزيز الثقة ومضاعفة الإنتاج.
3-مهارات فكرية :
وهي القدرة على التفكير الجاد بكل المتغيرات والمستجدات ووضع التصور المناسب لمواجهتها, والقدرة على التنبؤ لتقرير مستوى المدرسة في جميع المجالات.
ج- القيادة المدرسية الناجحة وعلاقاتها المختلفة :
الفرق بين النجاح والفاعلية.
هناك فرق بين نجاح القائد وفاعليته ، فالنجاح يقاس بمدى الإنجاز للمهام الموكلة للفرد. بينما تقاس الفاعلية بمدى حسن الاستثمار الأمثل لقدرات العاملين في المدرسة لأداء مهامهم, لهذا فإن القيادة المدرسية الناجحة تتمثل:
1- قدرة مدير المدرسة على إحداث التفاعل بين متطلبات العمل والعاملين (المعلمون- التلاميذ – الدوائر الرسمية – أولياء الأمور, المجتمع المحلي).
2-أن يكون مدير المدرسة الناجح واعيا مدركا لدوره ومركزه فيحاول التجديد والتطوير.
3-قدرة مدير المدرسة على ترجمة العلاقات وتوجيهها بصورة هادفة إلى أعمال وأفعال بدلا من الأقوال والشعارات.
أهم العلاقات التي تتطلبها القيادة المدرسية الناجحة فهي:
1-علاقة مدير المدرسة بالمعلمين :
على مدير المدرسة أن يحرص على تكوين علاقة مهنية وإنسانية بينه وبين المعلمين، وتطوير هذه العلاقة بحيث يشعر كل واحد بمدى أهمية وقيمة ما يقدمه من جهد، مع إعطائهم هامشاً من الحرية, وأن يكون على مستوى من الوعي والإدراك للمشكلات التي قد تعترض المدرسين باعتباره مشرفاً وقائداً تربوياً ليقوّي من معنوياتهم ويدفعهم لمضاعفة جهدهم بصورة تلقائية.
2-علاقة مدير المدرسة بالتلاميذ :
يعتبر التلاميذ جوهر العملية التعليمية فمدير المدرسة كمشرف تربوي ينبغي أن تكون علاقته مع التلاميذ ترمي إلى مساعدتهم للارتقاء بهم في مختلف المستويات سلوكيا ومعرفيا وروحيا وجسميا واجتماعيا وثقافيا وتربويا, وأن يتحسس ويتلمس مشاكلهم.
3-علاقة مدير المدرسة بالإدارة :
تشرف على الإدارة المدرسية الإدارة التعليمية وينبغي على إدارة المدرسة أن تحرص على تكوين علاقة جيدة أساسها الاحترام والتعاون وتقديم الإرشادات والتوجيهات والمقترحات.
4-علاقة مدير المدرسة بأولياء الأمور والمجتمع الأهلي :
تحاول الإدارة المدرسية الناجحة توثيق علاقة التواصل مع أولياء الأمور باعتبارهم الشريك الآخر في إنجاح العملية التعليمية . والإدارة المدرسية لا تستطيع أن تعمل بفاعلية ونجاح دون الدعم الحقيقي والجاد من أولياء الأمور من حيث الرقابة والمتابعة والتواصل المستمر لمناقشة كل ما من شأنه رفع مستوى التلاميذ.
والمدرسة تُعتبر جزء لا يتجزأ من المجتمع فلا بد أن يضع مدير المدرسة خطة واضحة يتم من خلالها تفعيل هذه العلاقة بما يحقق أهداف المدرسة وينسجم مع اهتمامات المجتمع واحتياجاته.
د- مهام وواجبات مدير المدرسة :
أولاً : التركيز على العمل الإداري :
1-الإشراف على إعداد السجلات المدرسية المختلفة والمحافظة عليها.
2-إعداد الجداول المدرسية.
3-متابعة سير العمل ورفع التقارير للإدارة التعليمية
4 – الإشراف على حفظ النظام بين التلاميذ.
5-مراجعة برامج وإجراءات التدريس المحددة من قبل الإدارة التربوية.
ثانياً : التركيز على الأعمال التربوية :
وتتضمن جميع المهام المرتبطة بتغيير سلوك المدرسين والتلاميذ وأولياء الأمور بغية تحقيق الأهداف التي تسعى إليها المدرسة ومنها :
1-تحفيز المعلمين بأقصى جهد ممكن فيها.
2-العمل مع المعلمين على تطوير وتنمية وتحسين الأنشطة المدرسية.
3-إشراك المعلمين في وضع خطط تقويم وتسجيل التقدم المدرسي للتلاميذ .
4-تشجيع الدراسات المستمرة لتطوير المناهج وأساليب التدريس.
5-إتاحة الفرصة أمام النمو المهني للمعلمين بالمدرسة.
6-العمل على تأمين مركز فني للموارد التعليمية وتسهيل الاستخدام.
7- التقويم والتوجيه المستمر للمعلمين.
8-تحسين البرامج التعليمية.
ثالثاً : التركيز على التوجيه للطلاب :
1-تهيئة المناخ المناسب والبيئة التربوية التي تتناسب مع ميول التلاميذ واستعداداتهم واهتماماتهم وحل مشاكلهم.
2-توفير الإمكانات اللازمة لإتمام عملية التوجيه للطلاب في المدرسة والاستفادة من الكفاءات المتاحة.
3-دعم وتشجيع الاخصائى الاجتماعي وعدم تكليفه بأعمال إدارية تعيقه عن القيام بمهامه.
4-المشاركة المباشرة في توجيه الطلاب وإرشادهم بالمدرسة باعتباره قائدا تربويا.
5-متابعة وملاحظة الظواهر السلوكية غير المقبولة.
6-الاتصال بأولياء الأمور للتعاون مع المدرسة في تحقيق احتياجات البرامج .
7 -حث المدرسين وتشجيعهم على رعاية الطلاب وحل مشكلاتهم بالتعاون مع الاخصائى .
التوجيه الفني والإشراف التربوي
يعكس الإشراف التربوي الجانب الفني لوظيفة المشرف التي تتمثل في المتابعة والتطوير إذ أصبح اهتمامه ينصب على أداء المعلمين في عملهم والطريقة التي يستخدمونها في تقديم المادة لطلابهم.
أ – وظائف التوجيه الفني :
1- مساعدة المعلم على فهم عمله ومهام وظيفته.
2-تبصير المعلم بأساليب التدريس والوسائل التعليمية الفعالة في عملية التدريب .
3-مساعدة المعلم على الاهتمام بالأنشطة المصاحبة للمادة والأنشطة واللاصفية.
4- مساعدة المعلم على فهم الأهداف التربوية للمرحلة التعليمية وأهداف المادة الدراسية ومكانتها بين بقية المواد الدراسية الأخرى.
5-مساعدة المعلم على تفهم مشكلات التلاميذ والعمل على إعدادهم لحياة مستقبلية ناجحة .
6-نقل خبرات وتقديم التجارب الناجحة للمعلمين والعمل على تبادلها بينهم بهدف حثهم على التجديد والابتكار.
7- مساعدة المعلم على استخدام أفضل وسائل التقويم في العملية التعليمية بما يعزز من مستوى أدائه وينعكس على مستوى تلاميذه.
8- محاولة اكتشاف المواهب لدى المعلمين المتميزين والوقوف على استعداداتهم وقدراتهم وتشجيعهم للإفادة منها في مجال عملهم.
9-تشجيع المعلم على النمو العلمي والمهني وعلى استمرارية الاطلاع على كل جديد في مجال عمله.
9- أن يكون المشرف قدوة حسنة في علمه وعمله.
النشاط المدرسي
خصائص النشاط المدرسي :
1-ينبغي أن يكون الهدف من النشاط محددا وواضحا لإدارة المدرسة والطلاب والقائمين على النشاط.
2- اشتراك القائمين على النشاط من أعضاء الهيئة التدريسية ذات العلاقة والطلاب في التخطيط لكافة أنواع الأنشطة المراد القيام بها.
3- التنويع في ألوان النشاط حيث يلبي احتياجات ورغبات وميول الطلاب المختلفة لاكتساب مهارات ومعلومات جديدة وتنمية قدرات متعددة.
4-محاولة التنسيق والربط بين النشاط والدراسة بحيث يكون النشاط امتدادا حقيقيا للدراسة وتطبيقا عمليا لها.
5- العمل على تكريس النشاط المدرسي لخدمة البيئة المحلية وتعريفهم بها وبالمشكلات التي يمكن أن يساهموا في حلها من خلال نشاطهم.
6-متابعة تنفيذ النشاط أولا بأول بهدف ضمان تحقيق الأهداف في الوقت المحدد
نتمني عن تكون بصور أوسع من ذلك وبالله التوفيق