مسببات الحمى المالطية مكورات عصوية تسمى بروسيلا / pixabay

أعراض الحمى المالطية ومسبباتها وعلاجها

الحمى المالطية مرض مشترك بين الإنسان والحيوان يبدأ بشكل وبائي بين قطعان الماشية (الأغنام والأبقار) ويؤدي الى اجهاض أجنتها والإصابة بالمرض المزمن وأحيانا نفوقها، ومن اسمائها البروسيلا، الحمی المتموجة، وحمى الإجهاض المعدي.

يسبب هذا المرض مكورات عصوية تسمى بروسيلا نسبة الى مكتشفها الكولونيل بروس، وقد تم التعرف على نوعيات متعددة منها، مثل البروسيلا المجهضة وتصيب الأبقار، والبروسيلا الخنزيرية وتصيب الخنازير وبروسيلا الأغنام وهي اخطرها لشدة تأثيرها على الإنسان.

في المضيف الطبيعي تكون بروسيلا معدية جدا، اذ ربما تنتقل الى حيوانات ثانوية مثل الجمال، والخيل والكلاب. وتفضل هذه الكائنات الحية الغدد اللمفاوية الرحم وضرع الحيوان الرئيسي (الأغنام، الأبقار او الخنازير). ويؤدي التهاب المشيمة إلى الإجهاض وتلوث كبير للبيئة المحيطة، تبقى الكائنات الممرضة تفرز في الحليب وباستمرار لأن معظم الحيوانات تبقي مصابة كل حياتها.

تنتقل جرثومة الحمى المالطية من الحيوان الى الإنسان عن طريق ملامسة افرازات الحيوان المهبلية والأجنة الميتة والمشيمة، عن طريق ملامسة بول وروث المواشي المصابة بين رعاة المواشي والأشخاص الذين يقومون بالعناية بها أثناء المرض وكذلك العاملون بالمسالخ والأطباء البيطريين، عند تناول لبن هذه المواشي دون غليه أو تناول مشتقات البانها خاصة الجبنة الطرية واللبن المخيض، وربما ينتقل عن طريق الجهاز التنفسي، وفترة الحضانة من 5 الى 21 يوما .

يبدأ المرض بارتفاع في درجة الحرارة ( حمی) وتعرق، وآلام في المفاصل، وألم في البطن، وفقدان للشهية، نقصان في الوزن، وانتفاخ في الطحال وتتموج الحرارة بين حرارة ولا حرارة على مدى اسبوع او اكثر وربما تبقى الحرارة مستمرة مع تعرق شديد، وإذا لم يعالج المرض من الممكن أن يدوم بضعة أيام أو يمتد إلى عدة اشهر. ويتم التشخيص المخبري عن طريق التفاعلات المصلية.

وبما انه لا يوجد مطعوم ناجع لحماية الإنسان، ولا يوجد علاج للحيوان المصاب، وبما أن المرض لا ينتقل من انسان مصاب الى انسان سلیم، لهذا يجب القضاء على المرض في الحيوان لأنه المصدر الوحيد للمرض، وأهم الإجراءات الوقائية هي التثقيف الصحي وخاصة لأصحاب المواشي وعمال المسالخ وذلك بالتحذير من تداول الذبائح المصابة والعناية والحذر عند التخلص من الأجنة المجهضة وإبقاء الزرائب نظيفة باستمرار، وتحصين الحيوانات السليمة لوقايتها من المرض وغلى الحليب قبل تناوله وعدم تناول المخيض قطعيا، وغلي الجبن قبل تناوله وبخاصة الجبنة الطرية، واخيرا الاستقصاء الوبائي والإبلاغ عن حالات الإصابة بين الإنسان والحيوان لمديريات الصحة والبيطرة لاتخاذ الاجراءات اللازمة. وتوجد علاجات للمرض ولكن يجب تناولها لفترة طويلة ربما تزيد عن شهر.


وتقترح منظمة الصحة العالمية أن القضاء على الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان يعتمد في الدرجة الأولى على القضاء عليها في الحيوان المعدي لذا تبرز أهمية التعاون بين الخدمات الصحية والبيطرية، كما يجب تقوية وتوسيع الحملة الوطنية للتحصين ضد الحمى المالطية للمواشي لتشمل جميع المناطق وتكثيف الجهود للتأكد من التبليغ الدقيق عن الحمى المالطية التي تصيب الإنسان مع الإستقصاء الوبائي على النموذج المعد لتلك الغاية وأخيرا التثقيف الصحي.

اعداد: د. يحيى خضر

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *