هل يمر الوقت أسرع مع تقدم الإنسان في العمر؟

كل شيء يعتمد على مفهوم الوقت المعني: في عمر السبعين، تبدو الأيام أطول مما في سن العشرين، لكن تقصر السنوات.

ربما نلاحظ بالفعل جميعا أن الوقت يمر بسرعة أكبر مع تقدم العمر. هذا الأمر مشترك، إلى حد أن المراهقين يتوقعون اجتياز التجربة في المستقبل. ما حقيقة هذا الشعور؟

لنحدد أولا مفهوم الوقت، عن طريق التمييز بين الوقت الحاضر وعن ما يعرف بالوقت الاستذكاري؛ عندما سلمنا أن الأيام تمر أسرع في سن السبعين مما في سن العشرين، فإننا اهتممنا بالوقت الحاضر.

ولكن إذا لاحظنا انه مثلا أنه، على سبيل المثال، العشر السنوات الماضية قد ذهبت أسرع من العشر السابقة، يتعلق الأمر بالزمن الاستذكاري.

ثمة مفارقة بين هذين المفهومين؛ بصفة عامة، الوقت الراهن يبدو لنا يمر ببطء عندما نكبر، ولكن عند استعراض الماضي، كلما كبرنا كلما بدت المراحل الجديدة من الحياة أنها مرت بسرعة.

هذه هي الاتجاهات العامة

الآليات العصبية المعنية في قياس الوقت يمكن أن يصيبها الاختلال. وعلاوة على ذلك، فإن إدراك الوقت مرتبط بالحياة العاطفية وعرضة للتباينات.

وقد تناول علماء النفس الموضوع في القرن التاسع عشر، مثل بيير جانيت ووليام جيمس اللذان لاحظا أن الوقت السيكولوجي/النفسي ينبغي تمثله مع التقدم في السن. وهكذا، في العشر سنوات، سنة واحدة تمثل عشرة في المائة من حياة الفرد، ولكن فقط اثنين في المائة في سن الخمسين: خمس مرات اقل إذن. ربما هذا هو السبب الأول الذي يجعل الزمن يبدو يمر بسرعة أكبر مع التقدم العمر.


لكن أي وقت نعني؟

في التجارب، أدركنا أن الطريقة المستخدمة في الحصول على أحكام –فترة الوقت- تؤثر على النتائج. الآليات العصبية المعنية في قياس الزمن ليست في الواقع هي نفسها عندما يعلم الفرد مسبقا أو لا يعلم أنه سوف يقيم فترات الوقت.

مصطفى شقيب *
* كاتب ومترجم – المغرب

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

انطلاق النسخة العاشرة من معرض أبوظبي الدولي للتمور

تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *