بالرغم من أن نظرية انسلاخ القمر عن الأرض ليست جديدة، وقد طرح هذه الفكرة عدد كبير من العلماء سابقا، إلا أن أدلة جديدة كشف عنها مؤخرا تؤكد صحة هذه النظرية التي أثارت جدلا كبيرا في الأوساط العلمية.
فقد صرح علماء من جامعة هارفارد بأن عددا كبيرا من الأدلة تؤكد أن القمر كان في يوم من الأيام جزء من كوكب الأرض وانه قد انفصل عنها بعد اصطدام هائل بجرم سماوي.
وحسب ما نشرت مجلة سيانس قبل أيام، فان نظرية أن القمر كان جزء من الأرض، يمكنها أن تفسر التشابه الكبير بين كوكب الأرض والقمر من ناحية المكونات الكيميائية والتركيب الجيولوجي لكل من الجرمين.
النظرية العلمية السائدة فيما يتعلق بأصل القمر هي فرضية الاصطدام العملاق، والمعروفة أيضًا باسم نظرية “الدفقة الكبيرة” أو نظرية “الاصطدام العملاق”. ووفقا لهذه الفرضية:
منذ حوالي 4.5 مليار سنة، خلال المراحل الأولى من النظام الشمسي، اصطدم جسم بحجم المريخ، يشار إليه أحيانًا باسم “ثيا”، بالأرض الفتية. كان التأثير قويًا جدًا لدرجة أنه أدى إلى طرد كمية كبيرة من المواد من ثيا والأرض إلى الفضاء. وبمرور الوقت، اجتمعت هذه المواد المقذوفة لتشكل القمر.
لذا، بمعنى ما، فإن القمر ليس جزءًا من الأرض، بمعنى أنه لم يكن قطعة من الأرض التي انفصلت بشكل مباشر. وبدلاً من ذلك، تشكل من الحطام الناتج عن اصطدام هائل بين الأرض وجرم سماوي آخر. كان القمر والأرض كيانين منفصلين منذ تكوينهما، على الرغم من أنهما كانا مرتبطين بقوة الجاذبية في مدار حول بعضهما البعض منذ ذلك الحين.
من جانب أخر وحسب ما صرح به كل من سارة ستيوارت و ماتيجا شوك ، فان الكرة الأرضية كانت سابقا تدور حول نفسها بسرعة أكثر مما هو عليه الحال اليوم، حيث كان طول اليوم الواحد يستمر ما بين ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط، وحسب ما ذكره الباحثان فان تلك السرعة العالية لدوران الأرض حول نفسها واصطدام جسم ضخم بها، أدى إلى انطلاق كتلة من سطح الأرض شكلت القمر.
أما السرعة الحالية للأرض وعملية تباطؤ دورانها فيعود إلى عدد من الأسباب من أهمها الجاذبية المتبادلة ما بين الشمس والأرض والقمر.