تدل الدراسات التي قام بها علماء الأحياء والبيئة إلى أن التغيرات المناخية ونشاطات الإنسان غير المسئولة كالصيد الجائر والتلوث البيئي، سوف تتسبب في انقراض نصف الكائنات الحية من على سطح الأرض، وحسب ما يقوله هيلتون تايلور مدير القائمة الحمراء التي تصدر عن الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة فإن 17 الف نوع مهددة بالانقراض حاليا، ولا يمثل الرقم سوى قمة الجبل الجليدي في هذا المجال.
يشار إلى أن القائمة الحمراء تضم الأسماء العلمية لأنواع النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض. ولا يوضع اسم فيها الا بعد التأكد من خلال دراسات مطولة تمتد على مدى عشرات السنين ان هذا النوع أو ذاك قد انقرض فعلا أو أنه على وشك الانقراض.
تشير القائمة الى ان 840 نوعا من الكائنات الحية قد انقرض منذ عام 1500م، الا ان هذا الرقم قد يكون اقل بكثير من الرقم الحقيقي. ويحذر الاتحاد من ان ثلث البرمائيات وربع الثدييات وثمن الطيور ستنقرض قريبا كما سينقرض ثلث انواع المرجان، مما يعني ايضا انقراض العديد من انواع الحياة البحرية التي تعيش مع الحيود المرجانية هذه.
ويقول العلماء اننا نشهد حاليا انقراضا جماعيا للكائنات الحية يماثل الانقراضات الخمسة الكبيرة التي حدثت على سطح الارض في الماضي، وهي:.
الانقراض الذي حدث قبل 440 مليون سنة وقضى على 85% من انواع الكائنات الحية. وهذا الانقراض الذي يعد الثاني من حيث التأثير قد يكون حدث بسبب برودة الارض.
الانقراض الذي حدث قبل 364 مليون سنة وقضى على خمس انواع الكائنات الحية، معظمها من الحياة البحرية، وسببه تغيرات بيئية مفاجئة عنيفة غير معروفة السبب.
الانقراض الاكبر في تاريخ الارض الذي حدث قبل 251 مليون سنة، وقضى على 96% من انواع الحياة البحرية و70% من انواع اليابسة.
الانقراض الذي حدث قبل 199 الى 214 مليون سنة بسبب ثوران بركاني كثيف على الاغلب، وقضى على 23% من جميع الانواع.
الانقراض الذي حدث قبل 65 مليون سنة بسبب اصطدام جسم فضائي على الاغلب بالارض، وقد قضى على 16% من انواع الحياة البحرية و18% من انواع اليابسة بما فيها الديناصورات.
ويقول العلماء ان نحو 99ر99% من جميع انواع الكائنات التي عاشت على سطح الارض منذ تكونها لم يعد لها وجود حاليا، ويحذرون من اننا نشاهد حاليا نسبة انقراض تماثل تلك التي حدثت قبل 65 مليون سنة.
ويشير العلماء في هذا الصدد الى ان أنشطة الإنسان غير المسؤولة تلعب دورا أساسيا في هذا الانقراض، ومن ذلك الصيد الجائر لكل من الحياة البرية والبحرية والتلوث وتدمير المواطن والتغير المناخي. ويقولون أن جميع الجهود التي تبذل حاليا لحماية الحيوانات والنباتات من خطر الانقراض لا تمثل سوى نقطة في بحر، وانه اذا ربحنا بعض المعارك الصغيرة في هذا المجال، فإن خط الانحدار جارف، اذ ان التراجع العام في اعداد الحيوانات والنباتات يتزايد على نحو مضطرد وسريع، والعديد من المواطن تختفي بكل ما تحتويه من أنواع كائنات حية، وبالتالي فإن الصورة قاتمة جدا.