المهندس أمجد قاسم
ظل الانسان عصورا طويلة لا يكاد يعرف شيئا عن هذه القوة العظيمة، ولكنه اكتشف عنها حقائق غريبة بالتدريج تزايدت مع اضطراد التقدم في تطبيق المنهج العلمي.
ففي عام 600 ق . م لاحظ العالم اليوناني طاليس انه إذا دلكت قطعة من الكهرمان بخرقة عدة مرات اجتذبت الأجسام الخفيفة مثل القش والشعر وخيوط القطن والحرير دون ان يعلم لذلك سببا.
وبعد طاليس بألفي عام وحوالي سنة 1600 اكتشف العالم الإنجليزي وليم جلبرت طبيب الملكة اليزابيث أن هناك مواد أخرى غير الكهرمان مثل الزجاج والكبريت تكتسب خاصية جلب الأجسام الخفيفة متى دلكت وكان بذلك أول من اكتشف هذا الميدان للعلماء الذين اقتحموه من بعده.
ومنذ القرن السابع عشر جعل هؤلاء العلماء يهتمون بهذه الظاهرة بفضل تقدم الطريقة العلمية، ففي عام 1672 اخترع عالم الماني أول آلة كهربائية تولد الكهرباء بالاحتكاك، وفي عام 1732 استنتج عالم فرنسي أن كل الأجسام قابلة للتكهرب بالدلك إذا عزلت.
والكهرباء نوعان:
1- موجبة.
2- سالبة.
ثم اكتشف سيفن غرابي أن الكهرباء يمكن أن تنقل من مكان الى آخر في أسلاك، وقد ظلت آلات الاحتكاك البدائية الوسيلة الوحيدة لتوليد الكهرباء حتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي.
ثم جاء العالم الإيطالي فولتا فصنع كومة من أشرطة النحاس والخارصين بين كل شريطين خرقة مشبعة بمحلول ملحي ويخرج من هذه الكومة سلكان أحدهما مشحون بكهرباء موجبة والآخر بكهرباء سالبة، فحصل بذلك على تيار كهربائي دائم بدل الشرارة التي تحدث بالاحتكاك من حين لآخر، وقد كانت هذه بداية صنع البطاريات في العالم.
وفي عام 1752 أجرى العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين تجاربه المشهورة التي أثبت بها أن البرق والكهرباء شيء واحد وكان من نتائج تجاربه أن اكتشف بنفسه مانعة الصواعق. وعرفت الكهرباء بالاحتكاك بهذه الطريقة.
ثم جاء علماء آخرون منهم فارادي الإنجليزي الذي اكتشف طريقة توليد التيار الكهربائي بكميات كبيرة بواسطة المولد ( الدينامو ) ففتح بهذا الاكتشاف معينا من القوة لا ينضب وصارت الكهرباء خادما للإنسان جليلة النفع.