يعاني الجنود الذين يرتدون الملابس الواقية من تأثير الغازات السامة من مشكلة ارتفاع درجة حرارة أجسامهم، فالقناع والكمامة محكمة الاغلاق والبذلة المصمتة تمنع العرق وحرارة الجسم من الخروج مما يجعل الجندي يشعر بالاختناق خاصة عندما يحارب في اجواء صحراوية حارة.
الجيل الجديد من الملابس العسكرية الواقية التي يعمل العلماء الأميركيون على تطويرها حاليا، ستوفر للجنود الحماية من الغازات السامة والإحساس المنعش بالبرودة اللطيفة في الوقت نفسه.
الباحثون في مركز الجندي الأميركي في ناتك / ماساشوستس، وضعوا أنفسهم في مواجهة تحدي تصميم نسيج يتنفس ويحمي من الغازات السامة مثل الخردل والسارين، ويقول الباحثون أنه في غضون عشر سنوات سينتجون بذلة كاملة من هذا النسيج المغزول من خيوط رفيعة جدا يقل قطر الواحد منها عدة مئات من المرات عن قطر شعرة الانسان.
هذه البدلة مصنوعة من بوليمر بلاستيكي، ولن تتم حياكة الخيوط كما هو المعتاد بل ستوضع في طبقات متشابكة على شكل الحصيرة، لتنتج نسيجا يزخر بثقوب دقيقة مجهرية، وستتيح هذه الثقوب خروج عرق الجسم إلى الخارج، في حين تمنع دخول أي سوائل أو جسيمات او الهواء المضغوط الى الجسم ويحتوي النسيج ايضا على مواد كيميائية تحلل اي غاز سام قد يتسرب الى مكونات غير ضارة.
ولن يكتفى الباحثون بهذه الميزات للملابس الجديدة، اذ يخططون لوضع مجسات دقيقة في نسيجها، تكشف حدوث التفاعل الكيميائي بين المواد المضادة للغازات والغاز السام وتنبه الجندي بذلك.