يتحدث الكثيرون بضرورة الارتقاء بمهنة التعليم الى درجة تكون فيه أكثر عطاء ومسؤولية واحتراما، وتكون فيه مهنة مجزية تجتذب أفضل الكفاءات والخبرات.
وينطلق كثير من هؤلاء من مسلمة ان هذه المهنة تعتمد توفر قاعدة معرفية للتدريس عند المعلم تشمل المعرفة والمهارة والفهم والخلق والاستعداد والمسؤولية الجماعية، مع امتلاك الوسائل اللازمة لترجمة هذه القاعدة بشكل نتاجات مستهدفة.
فما الذي ينبغي على المعلمين معرفته وفهمه وممارسته بما يرتقي بالتعليم من مجرد كونه عملا فرديا الى مستوى يضعه في مصاف المهن العلمية؟
يعرض الادب التربوي انماط هذه المعرفة التي يمكن ان تمثل في حدها الادنى القواعد المعرفية للتدريس الواجب توفرها لدى كل معلم وهي:
– معرفة المحتوى العلمي.
– معرفة عامة بالتدريس، وخاصة تلك القواعد والاستراتيجيات الخاصة بادارة الصف وتنظيمه.
– معرفة بالمنهاج مع فهم خاص بالوسائل التعليمية والبرامج التي تشكل الادوات الرئيسية للمعلم.
– معرفة المحتوى العلمي بطريقة تدريسية ، أي ذلك المزيج من المحتوى واساليب التدريس الذي يتفرد به المعلمون.
– معرفة المتعلمين وخصائصهم.
– معرفة المحيط التربوي، بدءا بعمل الطلبة في مجموعات داخل الصف مرورا بالإدارة المدرسية والمالية الى خصائص المجتمع وثقافته.
– معرفة بالأهداف التربوية وأسسها.
وبالرغم من انه قد يقترح البعض اضافة عناصر جديدة الى القائمة السابقة، وان البحث التربوي قد يقترح باستمرار عناصر اخرى ايضا، الا انه حتى ضمن هذه القائمة، يبقى التساؤل عن حجم ذلك العدد من المعلمين الذين تتوفر لديهم هذه القاعدة المعرفية، والتساؤل بالتالي عن مدى فعالية تدريس اولئك الذين لا يتوفر لديهم حتى بعض عناصرها، والذي نرجو ان يكونوا قلة.
حيدر مدانات