مضار ومخاطر إضافة الملونات الصناعية إلى الأغذية

الدكتورة إيناس بركات

تم إدخال المواد الملونة الى منذ زمن وهي ليست جديدة حيث يستعين المصنع بهذه المواد لمنع حدوث التلوث بالطعام (مواد حافظة) أو لتحسين شكلها ومذاقها (ملونات ومنكهات) أو لتحليتها (محليات صناعية ) وقبل استعمال هذه المواد تخضع لتحاليل دقيقة من قبل الجهات المختصة مثل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية ( FDA ) أو الاتحاد الأوروبي .

اختلفت الآراء حول المواد الملونة والتي تدرج أكثر فأكثر في الصناعات الغذائية، فاللون أكثر ما يلفت الانتباه ويضفي في ذهن المستهلك نكهة وهمية، فهل يمكنك تخيل مثلجات شفافة بلا لون؟ .

إذا لا بد أن تثير هذه الألوان شهيتنا كما قد يفعل كوب غني بكرات من البوظة الحمراء والصفراء والبرتقالية !! لكن ما هي حقيقة هذه الملونات؟

الملونات مواد مضافة وبدون فائدة غذائية تضاف للأطعمة المحضرة من أجل تدعيم لونها من خلال صناعة المنتج أو الصنف لونا خاصا به دون اللجوء لعمليات الغش وخداع المستهلك عبر إيهامه مثلا بأن الصنف يحتوي على الطماطم في حين لا يحتوي إلا على لونها الأحمر مثلا !.

يشار عادة لكل المواد المضافة بواسطة رمز الحرفE ) ) من كلمة (Europe ) يليه رقم معين كرمز للمادة المضافة والمسموح بتداولها ، وللملونات رقم يتراوح بين 199-100 E هناك أيضا ملونات طبيعية المصدر ( خلاصة نباتات ) أو من مصدر معدني مثل أكسيد الحديد والألمنيوم والفضة حتى أن بعضها عبارة عن مغذيات صغرى (Micronutrients ) مثل الكريبوفلافين ( E100 ) ، كما أن الملونات الصفراء عبارة عن فيتامين B2 ومضادات الأكسدة الموجودة طبيعيا في أصناف الفاكهة والخضار البرتقالية اللون هي جزريات Carotenoids .

الأمر الجدير بالذكر أنه قبل السماح باستعمال أو تسويق هذه المواد على الصعيد الوطني والعالمي يجب أن تطابق بعض الشروط الصارمة كأن تخضع لاختبارات السمية على المدى البعيد والقصير أو إذا كانت المواد المذكورة تسبب السرطانات أو مشاكل تناسلية بالتالي يتم تحديد الجرعة أو الكمية ( غير الآمنة ) وتقسيمها على 100 جرعة على الأقل للحصول على الجرعة اليومية السليمة لدى الإنسان ( ملغم / كغم من الوزن في اليوم الواحد ) .

قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية من المواد الملونة مثل :

مادة التارترازين (E102) وهي ذات لون أصفر تدخل في عدة أطعمة وسكاكر
مادة الصباغ القرمزية (E120)
مادة الإيرتروزين (E127) والمستعملة في صناعة الكرز المعقد بالسكر
مادة الأمارانت (E123) المستعملة في صناعة بعض المشروبات
في حال ظهور أي ردة فعل تحسسية اتجاه أي مادة من المواد السابقة يجب أن نتوقف عن استهلاك هذه المواد الملونة فورا .

حقائق مسلم بها

– حقيقة محتمة أننا نتخطى هذه النسب المحدودة باستهلاكنا منتجات مختلفة تحتوي على مادة أو أكثر من المواد الكيماوية المضافة
– الأطفال هم الشريحة المهمة في الأمر حيث تشدهم الألوان والنكهات الموجودة في أصناف الحلوى والسكاكر والمشروبات ، فهذه الملونات تسبب مشاكل عديدة أهمها الحساسية سواء جلدية أو تنفسية
– من المستحيل الاستغناء عن المواد الحافظة خاصة باللحوم الباردة والمعلبة لأمها ضرورية لمنع تكاثر البكتيريا في المنتج مع أنها الأكثر خطورة بين فئات المواد الكيماوية المضافة ومنها ما يسبب السرطان



الحل

بما أن الخطر قائم في نسبة الجرعة المتناولة في هذه المواد فعلى المستهلك أن يتمتع بقدر عالي مكن الوعي والاعتدال في استهلاك هذه المنتجات الغذائية المصنعة ومراقبة الأصناف التي يتناولها الأطفال بشكل خاص ومحاولة انتقاء المواد الأقل ضررا وأقل نسبة مواد مضافة
ليس الحل المطلوب استبعاد الملونات والمنكهات مهما كان الثمن إنما محاولة التخفيف في استهلاكها .

دائما وأبدا الغذاء الصحي الطبيعي المكون من اللحوم الطازجة والخضار والفواكه والعصائر الطبيعية بدلا من المعلبة ، فعل يجب أن يكون شراب الورد بلون ( وردي أو زهري زاهي ) أو أحمر أو لربما الزبدة باللون الأصفر الشديد لضمان اللذة والمذاق والجودة في الصنع كما نعتقد ، ليس بالضرورة أبدا

عن الدكتورة إيناس بركات

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *