مستقبل الحياة على كوكب الأرض

يعتقد العلماء أن الديناصورات انقرضت بعد ان تأذت الأرض بكوكب عملاق ونتج عن ذلك امتلاء اجواء الارض بغبار هائل غمرها. اي الأرض. بالظلام لمدة ثلاث سنوات على الأقل.

والان يعتقد كثير من العلماء ان الانسان هو السبب في التغيرات المناخية الهائلة التي ستحدث خلال القرن الحالي والتي تفوق مجموع التغيرات التي حدثت منذ أن سكن الانسان الارض.

أن التغير الرئيسي يكمن في توازن الغازات التي تشكل الغلاف الجوي حول الأرض، والتي تربط بظاهرة البيت الزجاجي وتسمی غازات البيت الزجاجي، وتشمل ثاني أكسيد الكربون، الميثان، اكسيد النتروجين وبخار الماء، وهي تعمل على حفظ درجات الحرارة في متوسط ببلغ 15 درجة سلسيوسية وبدون هذه التغطية الطبيعية للأرض فان سطحها سيصل في درجة حرارته إلى 30 درجة وهو اقل مما هي عليه الان وعليه فان المساحة القاحلة تزداد وتنخفض درجات الحرارة وهذا لا يلائم الحياة البشرية، مما يجعل الارض مشابهة للمريخ.

ان غازات البيت الزجاجي تحفظ سطح الأرض دافئا فمع سقوط الاشعة على الأرض فان سطحها يعطى اشعة تحت الحمراء وحرارة وهذه النواتج يتم الاحتفاظ بها مؤقتا على سطح الأرض. ان هذه الظاهرة تشبه ظاهرة البيت الزجاجي.

تكمن المشكلة في ان الحياة البشرية تزيد من حجم ومساحة غازات البيت الزجاجي فمثلا احتراق الغازات الطبيعية ودمار الغابات الذي يسمح للكربون المخزون في الأشجار بالانطلاق الى الغلاف الجوي. هذه النشاطات البشرية وغيرها من تربية قطعان الحيوانات وزراعة الأرز كلها تعطي غاز الميثان واکسید النتروجين وغازات اخرى.

لقد بقيت غازات البيت الزجاجي المتواجدة بطبيعة الحال في توازن نسبي الى ان ارتفع عدد سكان الأرض، كما أن الثورة الصناعية التي بدأت في القرن التاسع عشر في بريطانيا بشرت بعهد جديد من الحضارة السريعة التي زادت من الضغوط البشرية على البيئة الطبيعية.

في عام 1896 ذكر اسفانت ارنییس وهو كيميائي سويدي ان كميات اكسيد الكربون المنطلق في الغلاف الجوي والناتج عن الصناعات القائمة على الفحم المحترق، هذه الكميات المتزايدة ستسبب ارتفاعا في درجة حرارة الارض.

ولقد ظهرت الاهتمامات الجدية بهذا الموضوع في اواسط الستينات من هذا القرن عندما قدر العلماء في جامعة برينستون أن متوسط درجة حرارة الارض سوف يرتفع درجتين سلسيوسيتين بحلول القرن الحادي والعشرين اذا ما استمرت كميات ثاني اكسيد الكربون بالتضاعف.

ولقد ساعدت تكنولوجيا الكمبيوتر المتطورة والأقمار الصناعية العلماء في الحصول على تفصیلات وقياسات دقيقة عن انبعاثات غازات البيت الزجاجي.

وفي عام 1988 اخبر جيمس هافن وهو متخصص في علم المناخ في معهد غودارد لبحوث الفضاء في نيويورك اخبر لجنة الأعيان والنواب أن ثمة تحذيرات ومخاوف متعلقة بمستقبل الحياة على الأرض، وفي نفس السنة تأسست مؤسسة عالمية هي ال IPCC والتي يبلغ عدد اعضاؤها 2500 عالم لكي يقدموا النصح والإرشاد لقادة العالم هذه المؤسسة صرحت ، ان جميع الدلائل تشير الى ان هناك تأثيرا بشريا ملموسا على مناخ الكرة الأرضية.

ويركز العلماء كثيرا على انه اذا كان هناك زيادات في غازات البيت الزجاجي وخصوصا ثانی اكسيد الكربون فان الغلاف الجوي سيسخن الى درجة خطيرة مع انحصار المزيد من الحرارة حول سطح الأرض.

وكمثال على ظاهرة البيت الزجاجي الخطيرة كوكب الزهرة المحاط بغلاف جوي سميك من ثاني أكسيد الكربون حيث أن سطح هذا الكوكب ساخن لدرجة تذيب الرصاص.

وبناء على ما توصل ليه ال IPCC فانه اذا واصلت الانبعاثات نموها في معدلات تیارية فمن المؤكد ان مستويات ثاني اكسيد الكربون ستتضاعف والنتيجة المباشرة الحتمية لمثل هذه الزيادة حسبما هو متوقع ارتفاع درجة حرارة الأرض من 1 الى 3.5 درجة سلسیوسية خلال المائة سنة القادمة، وهذا الارتفاع اكبر وأسرع من اي ارتفاع حصل خلال 9 الاف سنة مضت وهناك ادلة تشير الى ان الارتفاع قد بدأ فعلا وبناء على ما يشير اليه برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP فانه يظهر ان درجات حرارة سطح العالم قد ارتفعت نصف درجة خلال مئة سنة ماضية وبالرغم من أن كثيرا من علماء المناخ يعتقدون بان هذا يشير الى تغير حقيقي فإنهم حذرون من أن المناخ يختلف على نحو طبیعی وان هذا الاختلاف الملاحظ مازال في حدود التغير الطبيعي مع ان هذا الارتفاع في درجة الحرارة يتفق كثيرا مع ما تتوقعة نماذج الكمبيوتر لمناخ الأرض.


وتقول سالي باليونس وهي فيزيائية فضائية في جامعة هارفرد أن جزءا صغيرا من نصف الدرجة التي ارتفعت خلال السنة الماضية هي التي سببتها ظاهرة غازات البيت الزجاجي وهي تقول ذلك لأن معظم الارتفاع حدث قبل 1940 بينما 50% من الزيادة من انبعاث الغازات الناتجة عن التطور الصناعي والنقل جاءت بعد 1940.

وتتنبأ نماذج الحاسوب الاولي بأن الأرض ستكون أكثر حرارة عما هي عليه وان احد الاسباب التي يقترحها العلماء لذلك انهم لم يأخذوا بالحسبان تأثير انبعاث الكبريتات الصناعية التي قد تسبب تبريد الغلاف الجوي ولقد نشرت دراسة في مجلة Nature اشارت الى ترابط اقوی بین نماذج الحاسوب الأخيرة والمعلومات عن درجة الحرارة بواسطة مناطيد هوائية.

عنGLobal Issues

ترجمة عبد السلام الشويات

مصدر الصورة
pixabay.com

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

شركة WardLin السويدية تفوز بجائزة الابتكار لعام 2024

أعلنت شركة (Företagfabriken)، الحاضنة الرائدة للشركات الناشئة في السويد وضمن مبادرة الاتحاد الأوروبي والسويد لدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *