مخاطر التلوث الصناعي وطرق التغلب عليه

أصبحت مشكلة تلوث البيئة خطراً يهدد الجنس البشري بالزوال ، ويهدد حياة كل الكائنات الحية والنباتات ولقد برزت هذه المشكلة نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي والحضاري للإنسان ، ففي كل يوم تقذف آلاف المداخن أطنانا من الغازات التي تفسد الهواء وتجعله ضاراً للتنفس ، كما تصب المصانع المختلفة يومياً مقادير هائلة من المخلفات والنفايات في مياه الأنهار والمحيطات مما يفسدها ويجعلها غير صالحة للاستعمال الآدمي او لنمو الكائنات الحية ( كالأسماك وغيرها ) .

بالإضافة الى ما تلقيه السفن أثناء سيرها في البحار والمحيطات من نفاياتها ومخلفاتها ( مثل الزيوت والشحوم وغيرها ) مما يؤثر على نمو الكائنات الحية ، وبالتالي فضلاً عما يسببه من تفاقم مشكلة التلوث البيئي والتي تكمن وراء التوسع في انشاء المصانع المختلفة واستخدام المبيدات الحشرية لمكافحة الآفات والحشرات المنزلية او التي تصيب المحاصيل الزراعية المختلفة على نطاق واسع مما يؤدي الى حدوث اثار ضارة خطيرة بالجو المحيط بها وبالتربة والنباتات التي يتغذى عليها الانسان وبالتالي يعود الضرر على الانسان نفسه نتيجة للتلوث بتلك المبيدات وهكذا بات كوكبنا محتاجاً الى كوكب آخر لكي نبدأ فيه وننشئ حضارة جديدة في بيئة نظيفة .

وقد شدت انتباه العالم العديد من الحقائق حيث ان المشكلة عالمية وليست اقليمية حيث تتساقط على كثير من الدول الاوربية عن طريق الامطار كميات هائلة من ملوثات لم تنتج من هذه الدول ( مثل بعض المبيدات والاحماض ) بل نتجت من ملوثات وانتقلت مع الامطار من بلد الى آخر.

كذلك فان مشكلة تلوث مياه الأنهار والمحيطات مشكلة عالمية وعادة ما تنتقل الملوثات مباشرة عبر الرياح من مكان الى آخر غير ملوث ولقد كان لتصدير واستيراد المواد الغذائية من مناطق ملوثة تأثيراً خطيراً وتحويل مشكلة التلوث الى مشكلة عالمية.

مكافحة التلوث الصناعي

يعد التخطيط الجيد للمناطق الصناعية بحيث تكون ابعد ما يكون عن الموارد المائية وعن المناطق الزراعية وعن المناطق السكنية ، وخلف اتجاه الريح السائدة ( جنوب الحيز العمراني او المدن ) وبحيث تقام في المناطق الصحراوية واقرب ما يكون الى مناطق الخامات والى شبكة الطرق الرئيسية اضافة الى اقامة غطاء او حزام اشجار بين المناطق الصناعية والمناطق السكنية واستخدام الطاقة النظيفة للمحافظة على الهواء من التلوث واضافة الى معالجة اولية للمخلفات الصناعية السائلة قبل صرفها الى البيئة المحيطة ، مع تقليل المخلفات الصلبة الناتجة عن الصناعة او التدوير واعادة الاستخدام وعدم السماح بإنشاء اي مصنع الا بعد اخذ موافقة من الجهات المعنية بعد تأكدها من الشروط البيئية حماية مصادر مياه الشرب يمكن حماية مصادر مياه الشرب والآبار الجوفية ومجاري المياه العذبة من التلوث الصناعي بالتطبيق العملي للقوانين واللوائح الصادرة بشأن الصرف في مجاري المياه سواء مخلفات الصرف الصحي او مخلفات صناعية وتطبيق اقصى عقوبة تصل الى الغاء الترخيص للمنشآت الصناعية بل وتجريم عملية الصرف المخالف للمعايير .


اضافة الى تضافر الجهود واحكام الرقابة على مصادر تلوث المياه خاصة مياه الشرب والمياه الجوفية مع التوعية للمواطنين في جميع انحاء الدول خاصة ( المدن الريفية) بضرورة الالتزام بعدم تلوث مياه الأنهار بإلقاء المخلفات بها مباشرة واستحمام الحيوانات بها اضافة الى توعية اصحاب المصانع والمنشآت التجارية بضرورة معالجة مخلفات مصانعهم قبل الصرف على المجاري المائية واتباع القوانين الخاصة بالصرف وذلك من منطق المحافظة على صحة المواطنين والمحافظة على البيئة .‏

الصورةpixabay

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

النمو السكاني وتأثيراته البيئية.. تحديات وفرص

النمو السكاني Population Growth موضوع يشغل العالم اليوم لما يحمله من تأثيرات كبيرة على البيئة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *