ما هي المادة الحمراء المستخدمة في إطفاء حرائق الغابات وكيف تعمل؟

إطفاء حرائق الغابات يعد من التحديات البيئية الكبرى التي تواجه العالم، وخاصة مع تزايد موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.

ومن بين التقنيات الحديثة المستخدمة لمكافحة هذه الحرائق هي المادة الحمراء، التي تعرف باسم مثبط الحرائق (Fire Retardant) فما هي هذه المادة؟ وكيف تساهم في الحد من انتشار النيران؟

ما هي المادة الحمراء المستخدمة في إطفاء حرائق الغابات؟

المادة الحمراء المستخدمة في إطفاء حرائق الغابات هي خليط متخصص مصمم لإبطاء انتشار النيران والسيطرة عليها.

ويتميز هذا المثبط بفعاليته العالية في تقليل قابلية المواد النباتية للاشتعال، إضافة إلى دوره في تعديل طريقة احتراقها. عادةً ما يتم رش هذه المادة من الطائرات أو باستخدام معدات أرضية في مواقع الحريق لخلق حاجز يحد من توسع النيران.

المادة الرئيسية الفعالة في هذه المثبطات هي أملاح الفوسفات الأحادية (Monoammonium Phosphate) أو أملاح الفوسفات الثنائية (Diammonium Phosphate)، وهي مركبات كيميائية تعمل على تقليل قابلية المواد النباتية للاشتعال عن طريق تكوين طبقة عازلة غير قابلة للاشتعال.

مكونات المادة الحمراء المثبطة للحرائق

تعتمد تركيبة مثبط الحرائق على مجموعة من المواد التي تجعلها فعالة وسهلة التطبيق. ومن أبرز مكوناتها:

  1. الماء: العنصر الأساسي الذي يوفر خاصية التبريد ويساهم في تقليل حرارة النيران.
  2. أملاح الفوسفات أو الكبريتات: تعمل هذه الأملاح على تشكيل طبقة غير قابلة للاشتعال فوق النباتات، مما يعيق انتشار الحريق.
  3. الصبغة الحمراء: يتم إضافة الصبغة لتمكين فرق الإطفاء من تحديد الأماكن التي تم رشها بوضوح.
  4. عوامل التثخين (Thickening Agents): تمنح المادة قوامًا لزجًا يساعدها على الالتصاق بالنباتات والتربة، مما يضمن فعاليتها لفترة طويلة.

كيف تعمل المادة الحمراء على إطفاء حرائق الغابات؟

تعمل هذه المادة المثبطة للحرائق من خلال آليات متعددة:

  • التفاعل الكيميائي: تقوم أملاح الفوسفات والكبريتات بتكوين طبقة عازلة على النباتات تمنعها من الاشتعال.
  • التبريد: يساعد الماء الموجود في الخليط على خفض درجة حرارة النار بشكل سريع.
  • إنشاء حواجز عازلة: يغطي المثبط الأرض والنباتات ليمنع انتشار الحريق إلى مناطق أخرى.

استخدامات المادة الحمراء في مكافحة حرائق الغابات

تستخدم المادة الحمراء في العديد من السيناريوهات لمكافحة حرائق الغابات:

  1. الاستخدام الوقائي: يتم رش المادة لإنشاء خطوط حماية مسبقة أمام النيران.
  2. الاستخدام التفاعلي: تُستخدم لإبطاء انتشار الحرائق في المناطق الحرجة، مثل المناطق المأهولة أو قرب البنى التحتية.

التحديات البيئية المرتبطة بمثبطات الحرائق

بالرغم من فعالية هذه المادة في إطفاء حرائق الغابات، إلا أن استخدامها قد يحمل بعض التحديات البيئية، خصوصًا إذا وصلت إلى المجاري المائية.

ويمكن أن تؤثر هذه المثبطات على الكائنات الحية المائية وتغير من توازن النظام البيئي. لهذا، تُتخذ عادة إجراءات لتقليل هذه الآثار، مثل استخدام مثبطات صديقة للبيئة وتجنب رشها في مناطق قريبة من المياه.

أهمية استخدام المادة الحمراء في مواجهة حرائق الغابات

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي تزيد من معدلات اندلاع حرائق الغابات، أصبحت مثبطات الحرائق أداة أساسية لحماية الأرواح والممتلكات. ودورها لا يقتصر على السيطرة على النيران فقط، بل يمتد إلى الوقاية من اندلاع حرائق جديدة عبر إنشاء حواجز وقائية فعالة.

هذا وتعد المادة الحمراء المستخدمة في إطفاء حرائق الغابات من الابتكارات المهمة التي ساهمت في تقليل خسائر الحرائق بشكل كبير، فبفضل مكوناتها وآليات عملها الفعالة، تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على النيران وحماية المناطق المهددة.

ومع ذلك، يبقى تحسين هذه المواد وجعلها أكثر صداقة للبيئة من أولويات البحث العلمي لضمان حماية الطبيعة دون الإضرار بالأنظمة البيئية.

 

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

الخوف من الأفاعي .. الأسباب وطرق التغلب عليه

الخوف من الأفاعي يعد أحد أكثر أنواع الرهاب شيوعًا بين البشر، حيث تظهر مشاعر الفزع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *