لا تضع ثقتك الكاملة في السيارة ذاتية القيادة

تتزايد الثقة في السيارات ذاتية القيادة Driverless cars مع مرور الوقت، خاصة مع انتشار الإحصاءات التي تشير إلى أن هذه السيارات تتسبب في حوادث أقل مقارنة بالسائقين من البشر المعرضين لارتكاب أخطاء اكبر اثناء القيادة.

ومع ذلك، فإن الاعتماد الكلي على هذه التكنولوجيا قد يكون غير حكيم في الوقت الحالي، فعلى الرغم من الفوائد المعلنة، هناك تحديات ومخاوف حقيقية ترتبط بمدى أمان هذه السيارات ذاتية القيادة.

أمان السيارات ذاتية القيادة

أجرى فريق بحثي تحليلًا شاملًا لآلاف الحوادث المرورية التي تعرضت لها السيارات ذاتية القيادة والبشر على حد سواء.

ووجد أن هذه السيارات قد تعرضت لحوادث اصطدام بمعدل ضعف ما تعرض له السائقون البشريون في المنعطفات، وخمسة أضعاف في أوقات الغسق والفجر.

هذه النتائج تثير تساؤلات حول قدرة السيارات ذاتية القيادة على التعامل مع بعض الظروف الميدانية بشكل آمن.

محدودية البيانات وتأثيرها على الحكم

أحد أبرز التحديات التي تواجه الباحثين في هذا المجال هو محدوديه البيانات المتاحة لتحليل حوادث السيارات ذاتية القيادة.

فوفقًا لميسي كامينجز، الباحث المتخصص في دراسة السيارات ذاتية القيادة، فإن قلة البيانات المتاحة تحول دون إمكانية الوصول إلى حكم عام ودقيق حول مدى أمان هذه التكنولوجيا.

حيث يعتمد الباحثون بشكل كبير على تقارير شركات السيارات ذاتية القيادة، والتي قد تكون غير مكتملة أو تفتقر إلى الشفافية المطلوبة لإجراء تقييم شامل، حسب ما ورد في مجلة نيتشر مؤخرا.

الحاجة إلى مزيد من البحث والبيانات

في الوقت الذي قد تبدو فيه السيارات ذاتية القيادة واعدة في المستقبل القريب، فلا يمكن إغفال الحاجة إلى مزيد من البحث والبيانات لتحديد مدى أمانها بشكل قاطع.

إن الاعتماد الكلي على هذه التكنولوجيا في ظل وجود تحديات ومخاوف يستدعي توخي الحذر وإجراء مزيد من الدراسات المستقله التي تعتمد على بيانات موثوقة وشاملة مبنية على كم كبير من البيانات لعدد كبير من سيارات ذاتية القيادة.

المصدر: Nature Magazine

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

أكبر منشأة خرسانية على وجه الأرض تقع في المحيط الأطلسي

لا يقتصر التحدي الهندسي على ما يمكن بناؤه فوق الأرض، بل يمتد إلى أعماق البحار، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *