كيف تبدأ في تحقيق حلمك في الحياة؟

عزيزي القارئ من منا لا يحلم ؟ دعني آخذك في رحلة إلى الوراء إلى الماضي إلى أيام المدرسة وحتى أيام الطفولة ؟ ألم يكن لديك أحلاما تود أن تحققها ولطالما سيطرت على تفكيرك ورؤيتك ولطالما كنت تقضي الوقت الكثير وأنت في أحلام اليقظة منسجماً معها وسعيد كل سعادة والفرح يغمرك من كل جانب وعقلك مفعمٌ بالنشاط والحماس والحيوية , ولكن وبعد أن كبرت شيئا فشيئا , ومع ظروف الحياة وبعض السلبيين والمحبطين الذين كانوا من حولك آخذت أحلامك تتراجع شيئاً فشيئاً وبدأ الحماس يخبو رويداً رويداً , بل وتبدلت طاقة الإيجاب بالسلب والحماسة بالفتور والأمل باليأس والإحباط, وقد تملكت منك البرمجة السلبية فكان لزامًا عليك أن تراجع تلك البرمجة وتنسفها نسفاً وتدمر كل يأس وإحباط فأنت لديك قدرة لا محدودة وطاقة كامنة إذا ما أحسنت استغلالها صنعت المستحيل وحققت المعجزات ولذلك كان لابد من بداية وكان لا بد من نصائح ومعالم ترشدنا إلى الطريق وتسهم في تحقيق الأحلام وهي كالتالي:

– أنت تستحق أن تحقق حلمك: لقد بدأت العبارة بضمير المخاطب أنت وهو علامة للتأكيد فأنت وبكل ثقة تستطيع أن تحقق حلمك , فالآخرون الذين حققوا حلمهم ليسوا بأفضل منك على الإطلاق سوى أنهم بدءوا خطوة الميل ولم يقفوا وأنت لم يفتك قطار النجاح بعد , حتى لو وصلت الستين من العمر فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس , كل ما أطلبه منك أن تأخذ حماما منعشا وتستلقي بعدها على السرير وبجانبك كوبا من القهوة أو العصير المفضل لديك ولتبدأ في الحديث مع نفسك وتطلق لها العنان كي تسرح كيفما شاءت لتفتش عن نقاط قوتك ,عن مواهبك, عن أعمال تتقنها وتحبها, عن مهارات تستمع بممارستها , وأفعال تستريح لها نفسك, ويندمج معها وجدانك ,من تلك النقاط سنبدأ من تلك العبارات ستنطلق إلى الأمام وستحقق كل ما تتمنى وكل ما تحلم به لان نقاط قوتك هي فرسك الرابحة في سباق الحياة وهي من سيختصر عليك المسافات كي تصل إلى أهدافك بأقصى سرعة ممكنة ولا تنسى ان تكون صريحا جدا مع نفسك فان احتجت لإعادة ترميم بعض المهارات أو تعزيز بعض القدرات فلا تبخل على نفسك بالتدريب والتطوير أبدا فالاستثمار هنا مضمون والنجاح بإذن الله مكفول ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

– حدد حلمك ولا تبخل على نفسك بأحلامك : الآن وبعد أن حددت بكل ثقة نقاط قوتك و وعالجت نقاط ضعفك فلا بد أن تكمل المشوار وتحدد المسار جيدا فلا ضبابية بعد الآن فعدم وضوح الحلم يجعل حلمك إما يشوبه الغبش أو يندرج تحت بند الأحلام العامة وهذا ما لا نريده أبدا , فأنت مثلا لا يمكن لك أن تحلم بامتلاك مال وكفى فلا بد أن تخصص وتعلم لماذا تريد المال فهل تريد شراء سيارة أو بيت أو تنشئ مشروعك الخاص أو كل تلك الأحلام معا فالأحلام مشروعة ولكن احرص على وضوحها وتحديدها فلا يمكن أن تحقق حلما لا تعرفه جيدا تماما كما لا يمكن أن تصل مكانا لا تعرف عنوانه .

– تذكر حلمك في كل صباح ومساء : لابد وأن تعيش الحلم لحظة بلحظة حتى لا يصيبك الفتور ولا يتسلل إليك الكسل ويا حبذا لو عاش معك الحلم بالصوت والصورة فان كنت ترغب بشراء سيارة ما ومن نوع كذا فلا بأس أن تتخيلها في كل صباح ومساء وتتعلق بها فتزداد رغبتك وتنطلق دافعيتك وتحرر طاقتك وتفجر قدراتك وتسخر مهاراتك في سبيل تحقيق حلمك.

– ضع خطة لتنفيذ الحلم : لا يمكن لك أن نحلم وتتمنى فتلك صفة العاجز الكسول فلابد إذن من خطة للوصول إلى تحقيق الأهداف وبالتالي تحقيق الأحلام ومهما كان الحلم كبيرا فيمكن لنا أن نجزئه إلى أجزاء صغيره ولكل حلم نضع هدف يرتبط به ويتعلق بالهدف الأكبر ولن يوصلنا إلى ذلك سوى خطة مدروسة ومكتوبة تتمتع بالمرونة والقدرة على التعديل والتغيير إن تطلب الأمر ذلك ولكن لابد وأن تكون مزمنة فكل هدف له وقت تنفيذ لنتمكن من قياس الانجاز ومتابعة السير نحو تحقيق الأهداف كل الأهداف الموضوعة لنا .

– لا تستهين بأي نجاح في طريق الحلم مهما كان صغيرا : تأمل عزيزي القارئ الطفل الصغير عندما بدأ يتعلم المشي أو الكلام وعبارات التعزيز والتشجيع والمديح تنهال عليه من كل صوب وحدب وهي خير دافع ومعين له في تلك المرحلة وأنت عزيزي القارئ عندما تبدأ في تحقيق حلمك خطوة بخطوة فلا بد من تحفيز نفسك بالثناء عليها وتشجيعها وأن تتخيل عظيم ما قمت به فهي خير دافع لك بعد الله سبحانه وتعالى كي تواصل النجاح وتعبر الطريق إلى بر الأمان واعلم انه إذا تسلل إليك اليأس أو الإحباط فذلك من الشيطان أو المحبطين والمثبطين أو ظروف ما فلا تلتفت اليها جميعا وتذكر نجاحاتك السابقة كي تساعدك على مواصلة الدرب وتمدك بطاقة الشفاء الذاتي و شعلة لا تنطفئ وقوة لا تلين .


– تسلح بالإرادة والالتزام ولا تدع لليأس سبيلا إليك: إن هذا العمل ليس بالهين مطلقاً فهو يحتاج منك الكثير من الجلد والصبر والعزيمة والالتزام فلا سبيل هنا للتسويف والتأجيل ولا سبيل للتمني أو التراجع فأنت قد أخذت على نفسك عهدا ولابد أن تفي به وتلتزم بالوفاء وتيقن في قراره نفسك أنك أنت المسئول الأول والوحيد عن تحقيق حلمك أو ضياعه, عن نجاحك أو فشلك فأيهما تختار؟

م. خالد عماد عبد الرحمن

عن فريق التحرير

يشرف على موقع آفاق علمية وتربوية فريق من الكتاب والإعلاميين والمثقفين

شاهد أيضاً

أهداف التربية أساس بناء المجتمعات وتطوير الأفراد

تُعدّ التربية إحدى الركائز الأساسية في بناء المجتمعات، حيث تسهم في تشكيل الأفراد وتنمية قدراتهم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *