البلاستيك من اهم المواد التي اخترعها الانسان في العصر الحديث /pixabay

فوائد البلاستيك واستخداماته في صناعة المنتجات الحديثة

يعد البلاستيك من أكثر المواد التي اختراعها الانسان استخداما في العالم، فمنذ منتصف القرن الماضي بدأ البلاستيك بالظهور ومع نهاية القرن الماضي تربع البلاستيك على عرض المواد المصنعة حتى اطلق على عصرنا الحالي بعصر البلاستيك الذي يعد افضل وأسوء اختراع اخترعه الانسان.

ويصنع البلاستيك في الغالب من البترول ، وهذا البترول لا يعني فقط الوقود الذي يحرق لتوليد الطاقة الكهربائية أو للتدفئة و تشغيل وسائط النقل المختلفة، إنما هو أيضا ًمصدر رئيس لصناعة مواد بالغة الأهمية في حضارتنا المعاصرة، مثل المطاط الصناعي الذي تصنع منه عجلات السيارات، ومثل أكياس البلاستيك والغراء والدهانات والأحذية، الخ . قبل 20 سنة لم يكن أحد يتوقع أن تحل هذه المواد محل المنتجات التقليدية المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ أو الفخار.

وتستخدم حاليا المنتجات البلاستيكية في جميع مجالات الحياة وصنعت منها منتجات بالغة التنوع، تتراوح بين العلكة وأحمر الشفاه إلى مواد التنظيف والملامين والدهان والأدوية مثل الأسبرين والبنسلين. ويدخل 8% من البترول المستهلك في العالم حاليا في الصناعات البتروكيماوية التي تنتج المبلمرات.

ينتمي المطاط الصناعي لفئة من المواد المصنعة تدعى الإلاستومرات (إلاستو = مرن ) أو المطاطيات، فهو يتميز بمرونته ومقاومته العالية. وتحتوي السيارة الحديثة مثلا على نحو 1400 قطعة مصنوعة من المطاطيات، تتوزع بين المحرك وأدوات نقل الحركة ووسائل العزل أو امتصاص الهزات. ويصل إجمالي وزن هذه القطع إلى 70 كغم. ويتطلب تثبيت هذه القطع نحو 40 كغم من المواد اللاصقة المشتقة هي أيضا من البترول.

وقد أسهم استخدام هذه المواد المطاطية بدل المعادن في تخفيض وزن السيارات (والقطارات والقطارات) وبالتالي تخفيض استهلاكها للطاقة. ( يقدر هذا التخفيض في أوربا ب (12) مليون طن من النفط سنويا، بينما تطلب صنع هذه المواد 3.25 مليون طن فقط من النفط.

وتجري الأبحاث باستمرار لتحسين مواصفات وأداء هذه المواد ولتخفيف وزنها. مثلا الغراء المستخدم لتثبيت الملصقات على بعض المنتجات مثل قناني الماء يجب أن يجف خلال جزء بالمائة من الثانية.

تواجه هذه المواد المصنعة من البترول تحديا كبيرا خلال السنوات القادمة، وهو تخليصها من مختلف المواد الضارة بالبيئة أو بصحة الإنسان.وقد حدد الاتحاد الأوروبي النسب القصوى للمواد الضارة المنبعثة من المبلمرات، ، ويتعلق هذا الأمر بشكل خاص بالدهانات التي تباع للأفراد، حيث سيصبح محتواها من (COV) (3%) مقابل 40% حاليا .

البلاستيك أخف باستمرار

يستخدم المواطن في أوربا الغربية حاليا ما معدله 100كغم من البلاستيك سنويا، مقابل 40 كغم عام 1980. ولعل معدلات الاستهلاك في الدول النامية لا تقل كثيرا عن ذلك.ويبلغ الإنتاج العالمي من البلاستيك حاليا 250 مليون طن سنويا.

تعني كلمة البلاستيك لغويا “اللدن” أو القابل للتشكّل دون أن يعود لشكله الأصلي ولهذا تسمى المواد البلاستيكية باللدائن.وهذه الصفة عكس صفة المرونة في المطاط الذي يستعيد شكله بعد زوال القوة المؤثرة عليه.

أكثر المواد البلاستيكية استخداما هو البولي اثلين الذي تصنع منه أكياس التسوق والتي نراها تتطاير في أيام الريح في كل اتجاه في شوارعنا وطرقنا الخارجية.

وتصنع أواني المطبخ التي يمكن وضعها في أفران الميكروويف من مادة أخرى مشتقة من البترول تدعى بولي بروبلين، والتي يصنع منها صدام السيارة أو حفاظات الأطفال . وتصنع أطر النوافذ من مادة بلاستيكية أخرى تدعى بي في سي (PVC)أو بولي كلوريد الفنيل. وهناك أيضا البولسترين الذي تصنع منه عبوات الفواكه و الخضار و البيض، الخ.

و نظراً للتلوث البيئي الضخم الذي اصبحت تحدثه المنتجات البلاستيكية المختلفة (30% من وزن القمامة المنزلية و 50% من حجمها) تسعى الأبحاث حالياً الى تخفيف وزنها دون التأثير على متانتها.و قد أمكن تخفيف وزن مواد التغليف بنسبة 5% حالياً مقارنة مع عام 1997.


وتبقى القضية الشائكة و المثيرة للجدل حول المواد البلاستيكية، وهي امكانية تصنيع بلاستيك قابل للتحلل في البيئة. و قد أنتجت بالفعل أنواع تتحلل، لكنها مصنوعة من النباتات، وهي لا تمثل حالياً أكثر من واحد بالألف من الإنتاج العالمي. أما تدوير (إعادة تصنيع) البلاستيك فلا يمثل حالياً أكثر من 17% من فضلاته (في فرنسا) مقابل 65% للزجاج و 84% للفولاذ. ويجدر بالذكر أن عدة دول أوربية تسعى حاليا لحثّ المستهلكين على استخدام أكياس قماشية للتسوق. وأصبح المتسوق يدفع تأمينا ماليا مقابل كل كيس بلاستيكي يزوده به المتجر، وكذلك الأمر فيما يتعلق بالعبوات البلاستيكية المختلفة.

عن المهندس أمجد قاسم

كاتب علمي متخصص في الشؤون العلمية عضو الرابطة العربية للإعلاميين العلميين

شاهد أيضاً

شركة WardLin السويدية تفوز بجائزة الابتكار لعام 2024

أعلنت شركة (Företagfabriken)، الحاضنة الرائدة للشركات الناشئة في السويد وضمن مبادرة الاتحاد الأوروبي والسويد لدعم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *