علاقة جيناتنا بعدد ساعات النوم

مصطفى شقيب – المغرب

آفاق علمية وتربوية –رصد بعض علماء البيولوجيا العصبية، لدى امرأتين ليسا في حاجة سوى إلا لست ساعات من النوم يوميا لكي تحافظا على لياقة جيدة، تحولا جينيا خاصا محددا.

يحلم الكثيرون لو يتمكنوا من النوم لفترات أقل قصد التمتع أكثر باليوم، مع البقاء في وضع مرتاح. بعض الأشخاص قادرون على ذلك، فهم يحتاجون إلى ساعات نوم أقل من غيرهم لكي يشعروا أنهم بحالة جيدة ويكون أداؤهم جيدا كامل اليوم.

فقد اطهر يينغ وزملاؤه في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، أن شخصين يحملان تحولا جينيا معينا ينامون قليلا ومع ذلك لا يشعرون بالإعياء الناتج عن قلة النوم.

كم من الوقت نحتاج لنومنا؟ يظهر أن هذه المسألة لا تزال بعيدة عن الحل، سواء الآليات التي تشارك في النوم، أو حتى وظائفها لا تزال غير مفهومة تماما. بيد أننا نعرف أن المدة المثلى للنوم تخضع لكل شخص، البعض ينام أقل من ست ساعات في الليلة وغيرهم أكثر من تسع ساعات. فترة النوم الضرورية للإحساس الجيد باقي اليوم تختلف كثيرا من شخص لآخر. ويبدو أن لهذه الخاصية الفيزيولوجية أسسا وراثية. فبصفة عامة، وقت النوم اللازم للشعور الجيد هو مشابه لعدة أفراد من الأسرة الواحدة، مما يشير إلى أن للتراث الجيني تأثيرات على فترة النوم.

أخصائيو البيولوجيا العصبية من سان فرانسيسكو وجدوا شخصين — أم وابنتها – لا يناما سوى ست ساعات وست ساعات ونصف لليلة مع الحفاظ على لياقة جيدة لبقية اليوم؛ بينما ينام سائر أفراد الأسرة في المتوسط أكثر من ثماني ساعات.

بعد دراسة مختلف الجينات المرشحة، أظهر يينغ وزملاءه أن هاتان المرأتان تحملان تحولا في جين ترميز يدعى” DEC2 ” ، هذا الأخير يعمل في الظروف الطبيعية ، على منع تعبير الجينات التي لها دور في الساعة البيولوجية. هذه الساعة تسيطر على التناوب بين اليقظة والنوم تحت تأثير عوامل مختلفة مثل الضوء.


ومع ذلك، فإن الدور الدقيق لجين DEC2 ما يزال مجهولا.

عمل الباحثون فيما بعد على تهيئ فئران تحمل هذا التحول الجيني ومقارنة دورات النوم لديها مع فئران عادية. فكانت الفئران الطافرة/المتحولة جينيا تبقى مستيقظة في أغلب الأحيان (نشيطة حوالي 14 ساعة بدلا من 12 يوميا) ، واحتاجت وقتا أقصر للانتعاش/للاسترجاع بعد الحرمان من النوم.

من شان تحديد هذه الطفرة — نادرة لدى البشر بما أنها تمس أسرة واحدة من أصل 60 – أن تمكن لفهم أفضل لتأثير النوم على الصحة.

عن مصطفى شقيب

كاتب ومترجم علمي وأدبي. ترجم العديد من المقالات والكتب والقصص. مهتم بمستجدات العلوم التجريبية والانسانية. chaqib@yahoo.fr

شاهد أيضاً

زيت الزيتون وفوائده الصحية ودوره في حماية القلب ومكافحة الأمراض

يُعدُّ زيت الزيتون من أبرز المكونات الغذائية التي تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط، ويحتل مكانة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *