يبدو أن الأسرار العميقة لشخصيتك لا تكمن في النجوم وإنما في أصابعك. فتبعا لما جاءت به نتائج دراسة حديثة، فان المخاطرة والحزم يرتبطان عند النساء بزيادة في طول الخنصر او الإصبع الذي يوضع فيه الخاتم، وهي صفة يرتبط بها ايضا قلة التعرض للإصابة بالعصاب ومهارات لفظية ضعيفة.
العلاقة هذه بين حجم الأصبع والشخصية اكتشفها فريق علماء في جامعة ليفربول، بعد أن درسوا الصفات الشخصية لمئتي شخص وقاسوا بعدها أطوال أصابعهم.
وكانت أجريت دراسات عدة سابقا لأعداد قائمة بصفات مختلفة عند الرجال والنساء وربطها بأطوال أصابعهم، وقد جمع د. جون ماننغ اختصاصي بيولوجيا التطور في جامعة ليفربول ورئيس فريق البحث هذه الصفات في كتاب له .
و تشير نتائج الدراسات أنه بالنسبة للرجال، يرتبط وجود أصبع خنصر طويل وأصبع سبابة قصير بمهارة متميزة، في لعبة كرة القدم والتزلج على الجليد والجري السريع، وقدرة كبيرة في التقدير المكاني والبصري. وقد ربط علماء ماننغ أصبع الخنصر الطويل باحتمالية ضئيلة للإصابة بنوبة قلبية، كما وجدوا علاقة بين طول الاصابع واحتمالية الإصابة بسرطان الثدي، والتوحد، وعسر القراءة، والاخصاب.
مفتاح النظريات التي تربط طول الاصبع بالشخصية والصحة هو فترة الشهور الثلاثة الأولى الحرجة في حياة الجنين وعلى حد قول ماننغ، فان طول الاصبع يدل على الخبرة التي عاشها الجنين في الرحم.
فالتعرض المبكر جدا لهرمون الجنس له تأثيرات طويلة الأمد في شخصية الفرد لاحقا وعوامل أخرى مرتبطة بصحته.
ويوضح العلماء اعتقاداتهم هذه بالقول أن الجنين في الرحم يكون معرضا للعديد من الهرمونات التي تؤثر ليس فقط في طول الاصابع والتي يبدو انها تبقى ثابتة طوال الحياة، وانما ايضا في تطور القلب والدماغ.
ومن هنا، فان طول الاصبع في الانسان البالغ يؤشر على نسبة الهرمونات التي كانت تؤثر على نمو الجنين وتطوره.. وهذا ما يساعد العلماء في التنبؤ بالحالة الصحية للانسان البالغ وصفاته الشخصية.
من ناحية اخرى، لا يوافق المختصون جميعا على نظرية ارتباط طول الأصابع بشخصية الانسان وصحته، وعلى حد قول احد هؤلاء، أن ما يحدث في الرحم مهم بالنسبة للجنين، لكن لا شيء عند الانسان يبقى ثابتا دون اي تغيير على مدى ۲۰ سنة من العمر مثلا.