الدكتور الصيدلاني صبحي العيد *
هل تعلم أن القول المأثور عن بدنك (العقل السليم في الجسم السليم) ما هو إلا تعبير أجوف يمكن للمربين أن يستعملوه لكنها في الواقع عديمة القيمة في موازين التاريخ والتجربة.
فالتاريخ قديمه وحديثه منح الإنسانية جيشا من المشوهين والمرضى الذين غيروا وجه التاريخ وحضارته ، فبتهوفن مثلا غزت موسيقاه كل التاريخ والعالم كان مشلولا، والمعري الذي صور بشعره وفلسفته أدق سمات الطبيعة وقوانينها كان أعمى، وكذلك طه حسين الذي كتب اهم الكتب في مجال التاريخ والأدب، وروزفلت كان رئيسا محنكا للولايات المتحدة الأمريكية، كان مصابا بشلل الأطفال، والعالم باستور الذي أعلن الحرب على عالم الجراثيم وسجل انتصارات عظيمه كان مشلول القدمين، وعالم الفيزياء النظرية البريطاني ستيفن هوكينج يعاني من الشلل الكامل في جسده .
ولو أن هذه المقولة من القواعد الثابتة، لكان مصارعو الثيران وأبطال حمل الأثقال والملاكمة وعمال البناء حيث يتمتع جميعهم بجسم سليم لكانوا هم وحدهم قادة العالم ورجال الفكر.
غير أن التاريخ والواقع يحد ثنا عكس ذلك، حيث أن معظم الأجسام الضخمة، لم تفرخ سوى أحلام العصافير و أن بناة الحضارات كانوا ذو أجسام صغيره وعقول كبيره وهذه حقيقة أبدع الشاعر الفريد موسيه في التعبير عنها في قصيدته الليالي حيث قال ( لا شئ يجعلنا عظماء مثل ألام العظام )
دكتور الغذاء الصحي والثقافة البدنية
Drsubhi_eid@hotmal.com